برعاية أردوغان.. طمس هوية عفرين بتوطين فصائل الغوطة
بعد توجيه تركيا فصيل "فيلق الرحمن" للتوطين في عفرين إثر خروجهم من الغوطة الشرقية، تستعد لتوطين فصائل أخرى وتغيير تركيبة السكان.
قافلة جديدة من الفصائل المسلحة من دمشق تتجه إلى مدينة عفرين الواقعة تحت الاحتلال التركي في شمال سوريا، تمهيداً لتوطينهم فيها وتغيير تركيبتها السكانية.
ووفق ما نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان (مركز معارض للنظام السوري ومقره لندن)، فإن قافلة الفصائل المسلحة التي خرجت من القلمون الشرقي بريف دمشق بموجب اتفاق مع الحكومة السورية وحليفتها روسيا وصلت فجر اليوم الأحد إلى مدينة الباب في الريف الشمالي الشرقي لمدينة حلب، على أن يجري نقلهم لاحقاً إلى مدينة عفرين، تحضيراً لعملية توطينهم محل سكانها الأكراد الذين قام الجيش التركي بتهجيرهم منها قسراً.
وأضاف المرصد أن القافلة ضمت 44 حافلة تحمل على متنها نحو 2500 شخص من مدنيين ومقاتلين وعوائلهم.
ومن المتوقع أن تخرج قافلة أخرى من القلمون الشرقي اليوم إلى محافظة إدلب، وتضمن عناصر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) وحركة أحرار الشام وعائلاتهم.
والاتفاق، الذي تم التوصل إليه بين هؤلاء والحكومة السورية برعاية روسية، يقضي بأن يبقى في القلمون الشرقي من الفصائل المسلحة من يقبل بإلقاء السلاح والانخراط في الحياة المدنية العادية تحت إشراف المؤسسات الحكومية السورية.
أما من يرفض ذلك فعليه الخروج من المنطقة نحو مدن الشمال السوري الخاضعة لفصائل تابعة لتركيا، على أن يتخلى عن أسلحته الثقيلة والمتوسطة، وذلك مقابل عدم ملاحقته.
والفصائل التي كانت مسيطرة على القلمون الشرقي هي "جيش الإسلام"، و"هيئة تحرير الشام"، و"أحرار الشام"، و"قوات أحمد العبدو"، و"جيش أسود الشرقية"، و"لواء شهداء القريتين"، و"سرايا أهل الشام".
والاتفاق ثمرة جولات طويلة من المفاوضات استمرت لأسابيع بين النظام السوري وحليفه الروسي من جانب، والفصائل المسلحة من جانب آخر، بالتزامن مع تنفيذ اتفاق خروج الفصائل المسلحة من الغوطة شرق دمشق؛ تمهيداً لإخلاء العاصمة من أي وجود لتلك الفصائل.
وسبق أن نشر المرصد السوري للحقوق الإنسان تقريرا عن قرار للرئيس التركي رجب أردوغان بتوطين عناصر من فصيل "فيلق الرحمن" مع عائلاتهم في مدينة عفرين بعد خروجهم من الغوطة الشرقية، في مؤشر على أن الاتفاقات الجارية بين الحكومة السورية والفصائل المسلحة تشارك فيها تركيا، وإن كان بشكل غير معلن.
ومن ناحيته، أعلن المركز الروسي للمصالحة "حميميم"، الذي يشرف على الاتفاقات بين الحكومة السورية والفصائل المسلحة منذ عامين، أن عناصر الفصائل المسلحة سلموا القوات الحكومية كما كبيرا من الذخائر والمدرعات.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك" عن مدير المركز، اللواء يوري يفتوشينكو، مساء السبت، أن الفصائل المسلحة سلمت 30 عربة مصفحة، و3 شاحنات محملة بمدافع آلية ثقيلة، و36 قاذفة قنابل مضادة للدبابات، و6 قذائف هاون، و3 قذائف موجهة مضادة للدبابات، و23 قذيفة تكتيكية، و11 لغما، و60 قنبلة يدوية، وأكثر من 63000 قطعة ذخيرة للأسلحة الصغيرة.
ونشرت وكالة الأنباء السورية الحكومية "سانا" صورا لبعض هذه الأسلحة.