حلب.. التفاصيل الكاملة للمعركة المرتدة من أحياء الشرق للغرب
صدمة لدى المجتمع الدولي.. والمدنيون الخاسر الأكبر
أصوات الاشتباكات العنيفة والانفجارات الضخمة هزت أرجاء مدينة حلب السورية، في اليوم الثالث لهجوم الفصائل المعارضة.
هزت أصوات الاشتباكات العنيفة والانفجارات الضخمة، اليوم الأحد، أرجاء مدينة حلب السورية، في اليوم الثالث لهجوم الفصائل المعارضة والإسلامية على أطراف الأحياء الغربية للمدينة؛ حيث قتل 41 مدنياً، بينهم 16 طفلاً.
واتهم الإعلام السوري الفصائل المعارضة باستخدام غازات سامة على جبهات القتال ما أسفر عن إصابة نحو 35 شخصاً بالاختناق.
وتدور، منذ الجمعة، اشتباكات عنيفة عند أطراف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب، إثر هجوم شنته فصائل مقاتلة وإسلامية، بينها خصوصاً جبهة فتح الشام "جبهة النصرة سابقاً قبل إعلانها فك ارتباطها بالقاعدة" وحركة أحرار الشام وحركة نور الدين زنكي.
وتهدف الفصائل، من خلال هجومها، إلى كسر حصار تفرضه قوات النظام منذ أكثر من 3 أشهر على الأحياء الشرقية.
ضحايا المدنيين
وقال مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن، في حصيلة جديدة: "قتل 41 مدنياً، بينهم 16 طفلاً؛ جراء مئات القذائف والصواريخ التي أطلقتها الفصائل المعارضة على الأحياء الغربية في مدينة حلب منذ بدء هجومها"، مشيراً إلى إصابة "نحو 250 آخرين بجروح".
كما أسفرت المعارك والغارات الجوية على مناطق الاشتباكات منذ الجمعة عن مقتل أكثر من 64 مقاتلاً سورياً وآخرين أجانب في صفوف الفصائل، وما لا يقل عن 55 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لهم"، في حصيلة جديدة للمرصد السوري.
وأفادت التقارير الإعلامية الواردة من شرق حلب، التي تعد بعيدة نسبياً عن جبهات القتال، أن أصوات الاشتباكات العنيفة والانفجارات الضخمة هزت أرجاء المدينة طوال الليل، ولا تزال مستمرة.
صدمة دولية
وعلى الصعيد الدولي، أعرب الموفد الأممي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، عن "صدمته" لإطلاق الفصائل المعارضة عدداً كبيراً من القذائف والصواريخ العشوائية.
وفي بيان صدر في جنيف، قال دي ميستورا: "تشير تقارير موثوقة نقلاً عن مصادر ميدانيّة إلى أن عشرات من الضحايا المدنيين لقوا مصرعهم في غرب حلب، بمن فيهم عدد من الأطفال، وجُرح المئات بسبب الهجمات القاسية والعشوائية من قبل جماعات المعارضة المسلحة".
غازات سامة
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بدورها، أن "التنظيمات الإرهابية المنتشرة في أطراف مدينة حلب الغربية استهدفت صباح اليوم منطقة حي الحمدانية وضاحية الأسد (...) بقذائف تحمل غازات سامة أدت إلى إصابة أكثر من 35 شخصاً بحالات اختناق".
وقال مدير مستشفى جامعة حلب للتلفزيون الرسمي السوري: إن هناك "36 مصاباً بين مدنيين وعسكريين نتيجة استنشاقهم غاز الكلور السام الذي أطلقه الإرهابيون على الجبهات".
اليوم الأصعب للمعارك
وأوضح عبدالرحمن بدوره، أن "الاشتباكات على أشدها اليوم في محور ضاحية الأسد؛ إذ تحاول الفصائل التقدم باتجاه حي الحمدانية" الواقع تحت سيطرة قوات النظام والمحاذي للأحياء الشرقية.
ولفت مدير المرصد إلى "عدم حصول تقدم حتى اللحظة، في حين تستهدف الفصائل مواقع قوات النظام بعشرات الصواريخ"، مشيراً إلى "وصول تعزيزات عسكرية من مقاتلين وسلاح إلى الطرفين".
وكانت الفصائل، وبعد ساعات على إطلاقها الهجوم سيطرت على الجزء الأكبر من منطقة ضاحية الأسد.
هجوم ضخم ومنسق
وتدور المعارك على جبهة تمتد لنحو 15 كيلو متراً من حي جمعية الزهراء عند أطراف حلب الغربية مروراً بضاحية الأسد والبحوث العلمية وصولاً إلى أطراف حلب الجنوبية.
وقال مصدر سوري ميداني لفرانس برس، إن هجوم الفصائل "ضخم جداً ومنسق".
وتمثل ذلك، بحسب قوله، "بالتمهيد الناري الكبير بصواريخ الجراد، وبالعربات المفخخة، وبالمقاتلين الاجانب في صفوفهم".
وأكد أن "الخرق الوحيد الذي حصل هو في ضاحية الأسد، فيما لم يتمكن المسلحون من خرق أية محاور أخرى".
في المقابل، أكد عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين زنكي، ياسر اليوسف، لفرانس برس، أن "معنويات الثوار مرتفعة جداً"، مشيراً إلى "هجوم مرتقب من داخل الأحياء الشرقية" لدعم العملية الجارية.
وقال: "لا تزال هناك مفاجآت كبيرة مستقبلاً حول تنوع المحاور التي سيتم فتحها".
وأعلن تحالف "جيش الفتح" الذي يقود العمليات، في بيان، اليوم، "انتهاء المرحلة الأولى من مراحل فك الحصار، بتحرير ضاحية" الأسد ومناطق أخرى.
كما أعلن مناطق عدة تقع على خطوط تماس بين الأحياء الشرقية والأحياء الغربية في مدينة حلب "مناطق عسكرية".
الحليف الروسي يمتنع
ورغم الغارات السورية والروسية على مناطق الاشتباك منعاً لتقدم الفصائل، لم تستهدف الطائرات الحربية الأحياء الشرقية.
ورفض الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجمعة، طلباً تقدم به الجيش الروسي لاستئناف الغارات على شرق حلب.
وكانت روسيا أوقفت، منذ نحو أسبوعين، شن غارات على شرق حلب؛ تمهيداً لهدنة أعلنتها من جانب واحد بدأ تطبيقها في 21 أكتوبر/تشرين الأول، وذلك بعد نحو شهر من هجوم أطلقته قوات النظام بهدف استعادة الأحياء الشرقية.