مسؤول سوري يكشف لـ"العين الإخبارية" عن ثمار عودة دمشق لحضنها العربي
قرار بعودة دمشق إلى الحضن العربي بعد غياب أكثر من 11 عاما، نال إشادة كبيرة من عبدالقادر عزوز، المستشار برئاسة مجلس الوزراء السوري.
وقال عزوز، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "القرار مؤشر مهم على فاعلية الحراك الدبلوماسي الذي تحقق مؤخرا، ومؤشر على حجم التحول في العلاقات العربية البينية، وخطوة أيضا من شأنها دعم مسيرة العمل العربي المشترك الرسمي".
وأضاف أن "عودة سوريا للجامعة العربية تعني أنها اليوم أكثر استعدادا وأكثر قدرة على المساهمة في معالجة الكثير من التحديات التي تواجه المنطقة، على أمل أن يتم تفعيل العلاقات العربية الثنائية بشكل عام مع سوريا، والعلاقات متعددة الأطراف بما يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة".
وتابع قائلا إن "دمشق حجر زاوية مهم في الأمن القومي العربي، والعمل العربي المشترك الرسمي والشعبي".
وأشار عبد القادر عزوز إلى أن "الأشقاء في الإمارات لعبوا مهما دورا في الوساطة، ومنذ سنوات كانت لهم بصمات واضحة، ودور واضح في جهود التقارب العربي مع سوريا وفي ضرورة استعادة الأخيرة لدورها في العمل العربي المشترك الرسمي، وفي جميع فعاليات جامعة الدول العربية وبالتعاون مع مجموعة من الأشقاء العرب".
وأضاف: "الإمارات كان لها دور ريادي في جهود عودة سوريا لجامعة الدول العربية، والإسهام في العمل العربي الرسمي المشترك.
وعن ثمار العودة، قال إن وجود سوريا في الجامعة العربية، سيسهم في تحقيق الاستقرار، وتهيئة الظروف لتفعيل التضامن العربي، والبحث في تعميق مجالات التعاون والتكامل بين الدول العربية في مختلف المجالات، من أجل مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية والمجتمعية.
وأكد عزوز أن الظروف والمعطيات الإقليمية والدولية تستدعي تجاوز الخلافات والبحث في آليات التعاون العربي سواء على المستوى الثنائي، أو متعدد الأطراف.
واعتبر أن "قرار الجامعة العربية اليوم هو خطوة ومبادرة تصحح ما جرى في عام 2011، حين تم اتخاذ قرار بإبعاد سوريا عن مقعدها العربي".
وعلقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا في عام 2011، لكن اجتماعا عربيا بمقر الجامعة في القاهرة، قرر اليوم عودة دمشق لشغل مقعدها في المنظمة.
وكان اجتماع وزاري عربي عقد في العاصمة الأردنية عمّان الأسبوع الماضي، قد دعا إلى تشكيل فريق من الخبراء من جميع الدول المشاركة (السعودية، والعراق، ومصر، والأردن، وسوريا)، لوضع خريطة طريق باتجاه التوصل إلى حل في سوريا.
وطلبت دمشق خلال قمة الجزائر العربية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تأجيل بحث ملف عودتها لمقعدها العربي حرصا على وحدة الصف العربي.
دور إماراتي رائد
وقادت دولة الإمارات العربية المتحدة جهودا حثيثة لعودة سوريا إلى الحضن العربي، حيث استقبلت أبوظبي الرئيس بشار الأسد مرتين، الأولى في العام الماضي، والثانية في شهر مارس/آذار الماضي.
وكان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية التعاون الدولي، من أوائل وزراء الخارجية العرب الذين زاروا دمشق عقب الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا في شهر فبراير/شباط الماضي.
وساهم زلزال 6 فبراير/شباط الذي ضرب دولتي سوريا وتركيا، وخلف آلاف القتلى والجرحى، في مزيد من الانفتاح العربي على التعامل مع سوريا.
وأجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في أعقاب الزلزال اتصالا هاتفيًا هو الأول له منذ توليه السلطة في 2014، بنظيره السوري بشار الأسد، أعرب خلاله عن تضامن القاهرة مع دمشق.
ويرى مراقبون أن الاتصال كان بمثابة تحول إيجابي في العلاقات المصرية السورية، مشيرين إلى أن المد التضامني مع دمشق قد يفتح الباب لاتصالات أوسع ومحادثات تمهد لعودة سوريا للجامعة العربية.
وأضيف الاتصال إلى مؤشرات أخرى رجحت تلك التوقعات، بينها زيارة الرئيس السوري بشار الأسد، للعاصمة العُمانية مسقط، للقاء السلطان هيثم بن قابوس، سلطان عمان، في ثاني زيارة له إلى دولة عربية بعد زيارة دولة الإمارات، منذ عام 2011.
aXA6IDE4LjIyNC41OS4xMzgg جزيرة ام اند امز