"سوريا الديمقراطية" تكشف لـ"العين الإخبارية" أسباب تأخر حسم معركة الباغوز
مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية يقول إن هناك مفاوضات لإبقاء ١٠٠٠ جندي أمريكي في سوريا
أرجع مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية مصطفي بالي عدم حسم معركة الباغوز، شمالي سوريا، إلى 3 أسباب، أبرزها أن المتحصنين بالمدينة من بقايا تنظيم داعش الإرهابي هم "الأكثر احترافا والأكثر تشددا".
- سوريا الديمقراطية: سيطرنا على الباغوز بالكامل وعمليتنا ضد داعش لم تنته
- "سوريا الديمقراطية" تستأنف قصف آخر جيب لداعش في الباغوز
وقال بالي، في حوار أجرته معه "العين الإخبارية" إن "بقايا داعش المتحصنين داخل الباغوز هم الإرهابيون المحترفون ذوو الخبرة الطويلة، بالإضافة إلى كونهم الأكثر إرهابا ويفضلون، حسب قياداتهم، الموت عن الاستسلام، إضافة إلى ذلك فليس لديهم خيارات وهم مجبرون على القتال".
وأضاف أن التحدي الثالث هو وجود النساء والأطفال في بلدة الباغوز، واتخاذ الإرهابيين لهم ولأطفالهم كدروع بشرية.
وأشار بالي إلى عدم وجود تقديرات عددية لأعضاء داعش في الباغوز، مضيفا: "المعلومات متضاربة. نتوقع أن يكون عددهم أكثر من ألف أو حتى يكون بالآلاف".
ولفت بالي إلى أن الدواعش المتحصنين بالبلدة، التي تعد آخر جيب لهم في الأراضي السورية، من كل جنسيات العالم"، مشددا على أن الحل العسكري هو السبيل الوحيد في التعامل مع الإرهاب، وأنه لا تفاوض مع الإرهابيين.
ونفى بالي اتجاه الأكراد لتعزيز سلطتها المنفردة على المناطق التي يسيطرون عليها، قائلا: "هذا الكلام منافٍ للواقع ومنافٍ للحقيقة لأن المناطق التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية تم تسليمها إلى أهلها كما في منبج والطبقة وتل أبيض".
وشدد بالي على أن كل المدن التي تم تحريرها من قبل قسد تم تسليمها إلى أهلها وتمكن التكنوقراط من إدارة شؤونها، مضيفا "نحن لا نتحدث عن قوات كردية أو قوات عربية بقدر ما نتحدث عن قوات تشمل كل المكونات من كرد وعرب ومسلمين ومسيحيين".
وفيما يتعلق بمصير المفاوضات التي تم الإعلان عنها بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري حول إدارة مناطق الأكراد، قال بالي: "لن تبدأ مفاوضات إن لم تكن هناك جلسات لتبادل وجهات النظر".
وتابع "نتمنى أن تكون هناك مفاوضات لأننا نؤمن بأن الحل في سوريا يجب أن يكون حلا سياسيا ويجب أن تحل الخلافات العالقة على طاولة الحوار، لكن للأسف حتى الآن النظام ليس جادا في بدء مرحلة تفاوض والبحث عن حلول".
ودعا بالي إلى أن تلعب روسيا الدور الضامن لأي حوار بين (قسد) والنظام كونها من الدول الكبرى ولها دور في التوازنات الدولية في سوريا. لكن للأسف حتى الآن الدور الروسي كان سيئا في عفرين عندما اتفق مع تركيا في صفقة أدت إلى الاحتلال التركي لعفرين".
وتابع بالي "نأمل أن تبعد روسيا عن هذه السياسات وتتعاطى بواقعية مع الحل للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف".
"الهمجية التركية"
واعتبر مدير مكتب الإعلام في "قسد" أن المنطقة الآمنة تفرض وفق القانون الدولي في مكان تكون فيه أقلية مهددة بالإبادة، موضحا أنه "في حالة شمال سوريا هناك الأقلية الكردية المهددة بالإبادة من قبل الأتراك. فكيف يمكن أن تكون منطقة آمنة يعيش فيها الكرد ويشرف عليها الأتراك. آنذاك ستكون أشبه بأن يكون الذئب راعيا للغنم".
كما شدد بالي على رفض إشراف تركيا على أي مناطق آمنة يتم الإعداد لها في الشمال السوري، قائلا: "لا يمكن أن نقبل بذلك. نأمل أن تكون هناك منطقة آمنة تؤمننا وتحمينا من الأتراك والهمجية التركية لا أن تسلم رقابنا للسكين التركية".
ولفت إلى أن ما يثار حول الانسحاب الأمريكي من سوريا "أصبح من الماضي. الآن الولايات المتحدة قررت الإبقاء على نحو 400 جندي من قواتها، وهناك حديث الآن عن أن يكون هناك ألف جندي في شمال سوريا".
وأشار إلى أن "طلب الولايات المتحدة لحلفائها الأوروبيين للبقاء في سوريا هو نوع من التطمينات ونوع من البحث عن حلول ونوع من الالتزام بهذه الشراكة. نعتقد أن واشنطن ومعها حلفاؤها سيحاولون معنا البحث عن حلول تجنب شمال سوريا من الأطماع التركية".
وأطلقت قوات سوريا الديمقراطية عمليتها العسكرية داخل بلدة الباغوز بداية يناير/كانون الثاني الماضي، حيث تمكنت من السيطرة على مخيم الباغوز، فضلا عن استسلام نحو ٣٠ ألف عنصر من داعش، وفقا لإحصائية نشرتها قوات سوريا الديمقراطية الأحد.
كانت القوات، التي تتكون من العرب والأكراد، قد أعلنت قبل أسابيع قرب حسم معركة الباغوز، قبل أن تصرح منتصف مارس/آذار الجاري بتباطؤ العملية العسكرية ضد داعش جراء احتجاز التنظيم الإرهابي لمئات المدنيين.
وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية خلال اليومين الماضيين من إحراز تقدم كبير في عمليتها العسكرية بالجيب الأخير، لتعلن السيطرة على مخيم الباغوز ومقتل نحو ١٣٠٠ من تنظيم داعش الإرهابي.
aXA6IDMuMTQxLjIuMTkxIA== جزيرة ام اند امز