بالصور.. بدء تنفيذ اتفاق تبادل السكان بين إدلب ودمشق
نقل سكان شيعة موالين لحكومة دمشق من مناطق خاضعة للمعارضة مقابل نقل مسلحين موالين للمعارضة من مناطق خاضعة للحكومة في عملية إحلال وتبديل
بدأ، الجمعة، إخراج السكان الشيعة من بلدتين سوريتين مقابل إخراج مقاتلين معارضين ومدنيين سُنّة من بلدتين أخريين بموجب اتفاق للإجلاء بين الأطراف المتحاربة.
ووفق ما نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان (مركز معارض مقره لندن ويقول إنه يستقي أخباره من نشطاء) فإن حافلات تقل سكانا موالين للحكومة السورية بدأت تغادر بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين اللتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة منذ فترة طويلة في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد.
والمتوقع أن تتجه هذه الحافلات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في غرب حلب ثم جبرين.
وفي المقابل، أقلت حافلات مقاتلين من المعارضة المسلحة أغلبهم سُنة وعائلاتهم من بلدة مضايا التي تطوقها قوات الحكومة وحلفاؤها قرب دمشق.
والمتوقع أن تتجه هذه الحافلات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة في إدلب.
وأشار المرصد إلى أن عملية الإجلاء في مدينة الزبداني، التي تطوقها الحكومة أيضا، تأجلت حتى مساء اليوم أو صباح غد السبت.
وفي وقت سابق قال عضو في أحد الأحزاب الشيعية إن 60 حافلة تتحرك في بلدة الفوعة.
وقال المرصد إن عددا مماثلا من الحافلات يغادر مضايا.
ويقدر عدد السكان الذين يعيشون في المناطق الأربع بنحو 60 ألف نسمة.
وتأتي عملية الإجلاء والإحلال والتبديل تنفيذا لاتفاق تم التوصل إليه بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة مارس/آذار الماضي.
وتثور مخاوف من أن هذا الإحلال والتبديل سيفاقم من عملية تغيير التركيبة السكانية في المدن السورية، والتي تلاحظ في اتفاقيات المصالحة أو اتفاقيات تبادل السكان التي تم تنفيذها أيضا في حلب وحمص.
ووفقا للمرصد أيضا فقد خرجت مظاهرات، الخميس، في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم بالريف الجنوبي لدمشق، ضمت المئات؛ رفضا لما وصف باتفاق التغيير الديموغرافي والتهجير الذي تضمن بلدات (الفوعة، كفريا، الزبداني، مضايا).
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "الجنوب الدمشقي يلدا ببيلا بيت سحم غير مخصص للبيع".
وفي وقت سابق أشار المرصد إلى رفض سكان من بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية، بريف إدلب الشمالي الشرقي، لاتفاق الإجلاء، مشيرا إلى أن حزب الله اللبناني مارس ضغوطا على الرافضين للاتفاق من سكان البلدتين، وأجبرهم على القبول به.
كما منعهم حزب الله من إصدار أي بيان يعارض عملية الإجلاء هذه من البلدتين، فيما مورست ضغوطات مشابهة من فصائل المعارضة المسلحة مثل حركة أحرار الشام الإسلامية وهيئة تحرير الشام على سكان مدينة مضايا؛ حيث منعت الحركتان الأهالي الرافضين للاتفاق من إصدار بيان يعبر عن هذا الرفض.
وينص الاتفاق على "إخلاء كامل الفوعة كفريا بمدة زمنية قدرها ٦٠ يوما على مرحلتين، في مقابل إخلاء الزبداني وعوائل الزبداني في مضايا والمناطق المحيطة إلى الشمال، ووقف إطلاق النار في المناطق المحيطة بالفوعة ومنطقة جنوب العاصمة (يلدا ببيلا بيت سحم)، وهدنة لمدة ٩ أشهر في المناطق المذكورة أعلاه، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المذكورة بدون توقف، إضافة لمساعدات لحي الوعر في حمص".
كما ينص الاتفاق على إخلاء ١٥٠٠ أسير من سجون الحكومة السورية من المعتقلين (في المرحلة الثانية من الاتفاق) بدون تحديد الأسماء (لصعوبة التفاوض على الملف)، وتقديم لوائح مشتركة من الطرفين بأعداد و أسماء الأسرى للعمل على التبادل، وإخلاء مخيم اليرموك (مقاتلين للنصرة في المنطقة).
وسبق أن حذر أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية، ديسمبر/كانون الأول الماضي، الطارئ حول سوريا بعد معركة حلب، من عملية تغيير في تركيبة السكان "تغيير ديموغرافي" تتعرض له حلب ومناطق أخرى، وأن بعض المناطق يسكنها أغراب بدلا من سكانها الأصليين.
aXA6IDMuMTM4LjM3LjQzIA== جزيرة ام اند امز