نازحو أعزاز السورية .. صائمون على مائدة الصعاب
على الرغم من أن شهر رمضان يُنظر له كاختبار للمسلمين وقدرتهم على الصبر، فإن الاختبار هذه السنة أشد صعوبة للنازحين المسلمين السوريين.
على الرغم من أن شهر رمضان يُنظر له كاختبار للمسلمين وقدرتهم على الصبر ووسيلة لتعزيز إحساسهم بالمعوزين وذوي الحاجة، فإن الاختبار هذه السنة أشد صعوبة بالنسبة للنازحين المسلمين السوريين.
فمخيم النور المُترب ببلدة أعزاز يؤوي حاليا مئات النازحين الذين شردهم الصراع الدموي في بلدهم من بيوتهم ومناطقهم.
وسبق أن شهدت أعزاز الواقعة في شمال سوريا قتالا شرسا عندما تقدمت فيها قوات كردية مناهضة للحكومة من جهة الغرب.
وتسبب الصراع السوري المحتدم منذ نحو ست سنوات في خلق مناطق سيطرة مختلطة في أنحاء البلاد. وأعزاز من بين المعاقل الكبيرة للجيش السوري الحر المدعوم من تركيا.
وإذا كانت السوق المحلية في أعزاز توفر المنتجات والمواد الغذائية الطازجة للسكان المحليين من أجل إفطار رمضان فإن الأمر يتعلق بمدى توفر المال اللازم لديهم للشراء.
وقال قصّاب يعمل في سوق أعزاز يدعى عبدو رمضو "الحمد لله الأرزاق كويسة والأشغال كويسة والسوق كويس والأعمال كويسة الحمد لله. بس هيك شوي الأسعار غالية بس الحمد لله، الله عم بيبعث والله بيفتح. والحمد لله الفضل لله الأوضاع كثير كويسة والعمل كويس والحمد لله عايشين ومبسوطين والحمد لله الله له الحمد والشكر".
كما أن مخيم النور يعاني من نقص هائل في إمدادات المياه ويقول قاطنوه إنه ليس لديهم كهرباء لمساعدتهم في التخفيف من حرارة الطقس الشديدة أثناء صيامهم طوال النهار كما لا يتوفر لهم إلا ما يسد، بالكاد، الرمق على الإفطار في المساء.
وقال نازح سوري يعيش في المخيم يدعى محمد ضاهر "الحمد الله رب العالمين رمضان مليح الحمد لله. بس فيه شوية غلاء بالأسعار يعني والناس هون فيه قلة بالمياه. ما فيه كهربا. يعني برمضان لازم يكون الوضع هيك أحسن شوي. بس الحمد لله رب العالمين . والله يرجع ها الناس هون لبيوتها هنيك بيعيشوا رمضان أحسن بينها وبين ناسها وبين قرايبينها".
وتقوم الجمعيات الخيرية ووكالات الإغاثة بالدور المنوط بها فيما يتعلق بالتيقن من إمداد سكان المخيم بالوجبات الأساسية وتقيم مناطق مفتوحة لتناول الطعام خارج الخيام.
وعلى الرغم من عدم توفر وسائل الراحة فإن النازحين الصائمين في المخيم يتمكنون من الجلوس مع أصدقائهم وأُسرهم للاستمتاع بالإفطار البسيط الذي يتوفر لهم بعد صوم يوم طويل.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو مركز مراقبة مقره في بريطانيا، في مارس/آذار، إن 465 ألف شخص قتلوا وفقدوا في الحرب السورية.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuNCA= جزيرة ام اند امز