سوريا: قصفنا مستودعا كيماويا للإرهابيين بإدلب
الخارجية السورية تنفي أنها لجأت إلى استخدام السلاح الكيماوي في أي وقت حتى ضد الإرهابيين
أكد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، الخميس، أن بلاده لم ولن تستخدم السلاح الكيماوي، حتى ضد الإرهابيين، متهمًا المعارضة المسلحة بامتلاك السلاح الكيماوي الذي ضربته غارة سورية في محافظة إدلب شمال غرب البلاد.
ويأتي هذا النفي ردا على اتهامات وجهتها الولايات المتحدة ودول أوروبية، من بينها فرنسا وبريطانيا، إضافة لتركيا، إلى دمشق بالمسؤولية عن مقتل 100 شخص على الأقل في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب، بما يشتبه أنه سلاح كيماوي انتشر خلال عمليات للجيش السوري.
ولم يتم بعد الحسم بأن السلاح كيماوي، كما لم يتم الحسم حول المسؤول عن الهجوم وسط تبادل أطراف الصراع في الحرب بسوريا الاتهامات.
وقال المعلم للصحفيين، خلال مؤتمر صحفي بدمشق، "اطلعتم على بيان قيادة الجيش والقوات المسلحة وبيان وزارة الخارجية والمغتربين الذي أرسل إلى مجلس الأمن ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وكلها أكدت النفي القاطع لاستخدام قواتنا المسلحة السلاح الكيميائي في الماضي والحاضر والمستقبل، ونحن ندين استخدام هذا السلاح".
وتساءل الوزير السوري عن مغزى "توقيت الحملة الظالمة على سوريا؛ حيث كانت هناك في الأسابيع الأخيرة هجمات قام بها الإرهابيون في جوبر وريف حماة الشمالي". وهي منطقة محاذية لمحافظة إدلب التي تعرضت للهجوم المشتبه في أنه كيماوي الثلاثاء.
وتابع المعلم: "الإعلان عن هذه الحملة كان الـ 6 صباحا في حين أن أول غارة للجيش السوري كانت في الساعة الـ 11 على مستودع ذخيرة لإرهابيي النصرة توجد فيه أسلحة كيميائية، ولو كانت هناك غارة جوية باستخدام أسلحة كيميائية لأحدثت حفرة قطرها 1 كم"، بحسب ما نشرته وكالة سانا الحكومية للأنباء.
ووفق المعلم، فإن الدليل على أن الهدف كان مستودعا للذخيرة أن المنطقة التي حدث فيها ما تم تصويره بأجهزة الفيديو من خلال منظمة القبعات البيضاء ومرصد لندن لحقوق الإنسان (في إشارة إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان) كلها حول دائرة صغيرة، ولو كانت غارة جوية باستخدام سلاح كيميائي لانتشر ذلك على مسافة دائرة قطرها أكثر من كيلومتر”.
وفي إشارة ناقدة إلى تركيا قال: "كنا وافينا بأكثر من مئة برقية مجلس الأمن ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بمعلومات عن إدخال مواد كيميائية من العراق إلى داعش وجبهة النصرة ومن الحدود التركية باتجاه إدلب".
ووصف من سارعوا لاتهام دمشق بالمسؤولية بأنهم "جوقة دول معروفة بتآمرها على سوريا".
وتؤكد هذه التصريحات رواية موسكو التي قالت، الأربعاء، إن غارة للجيش السوري الحكومي أصابت مستودعا في إدلب كان به أسلحة كيماوية في حوزة المعارضة تم جلبها من العراق.
واتهم المعلم صراحة فصائل مسلحة بالمسؤولية قائلا: "داعش وجبهة النصرة الإرهابيان استمرا بتخزين السلاح الكيميائي في المدن والمناطق المأهولة بالسكان".
"أؤكد مرة أخرى أن الجيش العربي السوري لم ولن يستخدم هذا النوع من الأسلحة حتى ضد الإرهابيين الذين يستهدفون شعبنا".
وربط الوزير السوري بين اتهام سوريا باستخدام الكيماوي وبين فشل الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف في أخذ موافقة من دمشق على إشراك الجماعات التي وصفها بالإرهابية في السلطة.
وردا على سؤال حول ما إن كانت سوريا ستقبل تحقيقا دوليا في الهجوم، قال "إن التجارب السابقة لم تكن مشجعة".
ووضع شروطا للقبول بفتح تحقيق دولي، قائلا إنه يجب "ألا يكون مسيسًا"، ويجب أن يبدأ العمل عليه في دمشق.
من ناحية أخرى، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية الروسية قولها، الخميس، إن اتهام دمشق باستخدام أسلحة كيماوية في إدلب مسألة سابقة لأوانها، وهناك حاجة لإجراء تحقيق.
ووصف الكرملين بدوره ما وقع في إدلب بأنه "جريمة وحشية"، لكنه قال إن استنتاجات واشنطن بشأن الواقعة لا تستند إلى بيانات موضوعية. في إشارة إلى مسارعة واشنطن في اتهام الرئيس السوري بشار الأسد بالمسؤولية.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في مؤتمر صحفي عبر الهاتف، إن استخدام الأسلحة الكيماوية "غير مقبول"، وحث الجيش السوري على ضمان عدم وقوع مثل هذه الأسلحة في أيدي الإرهابيين.
وتقول الحكومة السورية إنه يصعب عليها التحكم في حركة الإرهابيين في المناطق الواقعة على الحدود مع تركيا، مثل إدلب، والتي تفتح حدودها لتوصيل الإمدادات للجماعات المسلحة التي تدعمها ضد دمشق.
ورفض بيسكوف كذلك ما يقال إنها أدلة قدمتها منظمة الدفاع المدني المعروفة باسم الخوذ البيضاء، قائلا إنه لا يمكن اعتبارها أدلة يعول عليها.
وسبق أن وجه الأسد انتقادات لهذه المنظمة، واصفا إياها بأنها تتبع تنظيم القاعدة.
aXA6IDMuMTI5LjIxMS4xMTYg
جزيرة ام اند امز