فايننشال تايمز: تصاعد الكراهية ضد اللاجئين السوريين في تركيا
تصاعد الكراهية والعداء ضد السوريين في تركيا، انعكس على الخطاب السياسي لأردوغان الذي أقر بعدم قدرة بلاده على استضافتهم للأبد.
في الانتخابات الرئاسية الماضية في تركيا، منح ساكيب أويار، المواطن التركي الذي يعمل في مهنة البناء، صوته إلى رجب طيب أردوغان. لكنه يشعر بالغضب منه الآن، بسبب ارتفاع عدد اللاجئين السوريين في المنطقة التي يعيش بها في أنقرة، وهدد قائلا: "إذا لم تعيدوهم إلى بلدهم، لن أنتخب أردوغان مجددا".
وبحسب صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فإن أويار ليس حالة متفردة، فالكراهية والعداء ضد ملايين السوريين الذي فروا من الحرب الأهلية التي ضربت بلادهم منذ 7 سنوات، يتصاعدان بشكل واضح في تركيا، التي تستضيف عددا كبيرا من اللاجئين السوريين.
ففي البداية، حظيت تركيا بثناء دولي عندما فتحت أبوابها إلى 3.5 مليون سوري فر من الحرب، لكن النتيجة كانت زيادة التوترات الاجتماعية هناك.
وتوصلت دراسة حديثة أجرتها جامعة بيلجي في إسطنبول إلى أن 75% من المواطنين الأتراك يعتقدون أن المجتمعات التركية والسورية لا يمكن أن تعيش معا في سلام، وقال ثلثا المشاركين، ومنهم 45% من الذين انتخبوا أردوغان رئيسا، في الدراسة ذاتها، إن سياسة الحكومة المتعلقة بالسوريين خاطئة.
وتسببت حالة الرفض الشعبي التركي للاجئين السوريين، في تغيير الخطاب السياسي لأدروغان حول سوريا، فبعد أن تعهد قبل عامين، بمنح الجنسية التركية للاجئين السوريين، لكنه تراجع الآن وزعم بأن أحد الأهداف الأساسية للهجوم العسكري في عفرين السورية، هي تمكين اللاجئين من العودة إلى بلادهم، وقال: "لا يمكنننا أن نستوعب 3.5 مليون شخص هنا للأبد".
ورغم تغير موقف الشعب التركي من السوريين، يستمر المسؤولون الأتراك في العمل من وراء الكواليس؛ لتحسين وصول الخدمات الصحية والتعليمية إلى اللاجئين السوريين.
ويقول الخبراء: إن الضغط على اللاجئين السوريين من أجل العودة لبلدهم، تفاقم بالتزامن مع فشل الوصول إلى تسوية للأزمة السورية حتى الآن.