"قاعدة حميميم".. كيف تدير موسكو معركتها في سوريا؟
اسم المركز التابع لإشراف وزارة الدفاع الروسية ارتبط بالكثير من المهمات والأخبار عن التطورات في سوريا، بل وعن مستقبلها
جاء خبر خروج الدفعة الثالثة من عناصر المعارضة المسلحة الذين رفضوا اتفاق المصالحة من حي الوعي بحمص، السبت، تحت إشراف مركز حميميم الروسي للمصالحة ليسلط الضوء من جديد على هذا المركز ودوره في سوريا.
ويرتبط اسم المركز ببلدة حميميم في مدينة اللاذقية السورية الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط غرب سوريا، ويعمل تحت مظلة قاعدة حميميم الروسية التي أنشأت عام 2015 في إطار التحالف العسكري الوثيق بين دمشق وموسكو.
وارتبط اسم المركز التابع لإشراف وزارة الدفاع الروسية ويسمى بالكامل "مركز حميميم للمصالحة بين الأطراف المتحاربة" بالكثير من المهمات غير المسبوقة لروسيا في سوريا والأخبار عن التطورات فيها، بل وعن مستقبلها.
فـ"حميميم" يبدو وكأنه يفعل كل شيء، ويشارك في كل شيء يدور في سوريا، وذلك في ظل التحالف القوي بين موسكو ودمشق.
فالمركز يساعد في مراقبة وقف النار الذي تم التوصل إليه بين أطراف الصراع في مدينة أستانة بكازاخستان، ويصدر نشرة يومية في هذا الأمر، تسجل خروقات الاتفاق.
كما ترصد النشرة اليومية للمركز وينشرها موقع وزارة الدفاع الروسية عدد المناطق السكنية التي تنضم لوقف إطلاق النار. وقال على سبيل المثال في نشرته 31 مارس/آذار إن عددها ارتفع إلى 1419.
ويرصد المركز الروسي أيضا المناطق التي حررها الجيش السوري وحلفاؤه من تنظيم داعش، وقال إن عددها بلغ من منذ 1 يناير/كانون الثاني 2017، 213.
ويشرف المركز الروسي كذلك على تقديم المساعدات الإنسانية الروسية إلى سوريا، وكذلك الإشراف على توصيل المساعدات الدولية، سواء القادمة من الأمم المتحدة أو دول أخرى إلى المناطق المنكوبة في سوريا.
واليوم السبت قال إنه أشرف على توصيل شحنات إنسانية من الأمم المتحدة إلى قرى في دمشق وحمص ودرعا ودير الزور، ويستعين في ذلك أحيانا بالطائرات الروسية.
ومن قاعدة حميميم الجوية التي يقع بها المركز انطلقت كتية من الشرطة العسكرية الروسية إلى مدينة حلب، لتضطلع بأهم دور للشرطة المحلية وهو الحفاظ على الأمن في المدينة المحررة من داعش، والفصل في الخلافات بين المواطنين.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في ديسمبر/كانون الأول الماضي إن هذا الدور للشرطة الروسية يتم أيضا تحت إشراف مركز حميميم.
أما الدور الأكثر حيوية، والذي يبدو أن بقية الأدوار تدور في فلكه وتخدمه، فهو الوجود العسكري الروسي في قاعدة حميميم الجوية في ريف اللاذقية.
وهذه القاعدة توجد في شمال القاعدة الروسية البحرية في ميناء طرطوس على ساحل البحر المتوسط، جنوب اللاذقية، والتي أنشأت خلال عهد الاتحاد السوفيتي.
ويشن سلاح الجو الروسي ضربات جوية دعما للرئيس السوري بشار الأسد من قاعدة حميميم.
وفضلا عن ذلك ينتشر تواجد روسي عسكري في مناطق أخرى في سوريا باسم مستشارين روس أو شرطة عسكرية لحماية الأمن والتوسط في الخلافات بين المواطنين، مثل تلك الموجودة في حلب.
aXA6IDMuMTM5Ljg3LjExMyA= جزيرة ام اند امز