روسيا تكشف عن وسيلة "مخيفة" لطرد أمريكا من سوريا
وزارة الخارجية الروسية ستلجأ لوسيلة لإخراج أمريكا سبق أن أبدى قادة أمريكيون مخاوفهم منها.
وجهت روسيا تصريحات حادة للولايات المتحدة تنبئ بأنها قد تلجأ للقانون الدولي للطعن في الوجود الأمريكي بسوريا، وهو ما سبق أن أبدى "البنتاجون" تخوفه منه.
ففي مؤتمر صحفي عقدته، اليوم الخميس، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن وجود التحالف الدولي في سوريا غير قانوني، مبررة ذلك بأنه يأتي دون رغبة من الحكومة السورية.
وجاء هذا التصريح ليحقق مخاوف أمريكية تم الكشف عنها قبل 3 أشهر على لسان رئيس قيادة العمليات الخاصة في الجيش الأمريكي ريموند توماس الذي قال إن النظام السوري أعطى شرعية للوجود العسكري الروسي على أراضيه؛ وهو ما يجعل موسكو أكثر نفوذا، وقادرة على طرد القوات الأمريكية من هناك.
وأضاف توماس، في تصريحات نشرتها مجلة نيوزويك الأمريكية، يوليو/تموز الماضي، أن روسيا حصلت على موطئ قدم لها في سوريا أكثر قوة من الولايات المتحدة، وقد تستخدم هذا النفوذ لطرد وإخراج القوات الأمريكية من هناك.
وأوضح أن القانون الدولي والمواثيق الدولية تمنع الولايات المتحدة من البقاء في سوريا، حيث كان تدخلها ووجودها غير شرعي، ولم يجر بموافقة من الحكومة السورية التي تتمتع بالسيادة حتى الآن.
وأبدى قلقه من هذا الأمر قائلا إن روسيا إذا استغلت هذه الورقة "فلن تكون لدينا القدرة على البقاء هناك"، وفوق ذلك فإن روسيا قد تلجأ إلى "المساءلة القانونية لهذا الوجود" الأمريكي.
وجاء التهديد الروسي المبطن لأمريكا وسط توالي تصريحات موسكو حول البقاء الروسي الطويل في سوريا.
وباتت الأحاديث الروسية تكشف مباشرة عن أن الوجود الروسي بسوريا ليس مرتبطا فقط بالحرب على الإرهاب، وأنه كذلك مرتبط بالصراع الدولي على الطاقة، واختبار الأسلحة الحديثة، والصراع على النفوذ على سواحل البحر المتوسط.
ومن أحدث هذه التصريحات ما جاء على لسان النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس الاتحاد الروسي فرانز كلينتسيفيتش، الأسبوع الماضي، أن روسيا "لن تقلص مجموعتها العسكرية في سوريا بعد إنجاز المرحلة الأساسية من العملية العسكرية، وستحتفظ بالقاعدة العسكرية الموجودة بالبلاد".
وأتاحت الحرب في سوريا فرصة ثمينة لموسكو لتوسيع مساحة وجودها على الأرض؛ فقبل 2011 كان لروسيا وجود عبر قاعدة طرطوس البحرية، ولكنها الآن بات لديها أيضا قاعدة "حميميم" الجوية في اللاذقية.
كما ساعدت الحرب موسكو على إبرام اتفاق مع الحكومة السورية، تم التصديق عليه يوليو/تموز الماضي، يسمح لروسيا بالاحتفاظ بقاعدتها الجوية في حميميم لمدة 49 عاما، مع خيار مد هذا الاتفاق 25 عاما أخرى.
وفضلا عن ذلك ينتشر وجود روسي في مناطق أخرى في سوريا باسم مستشارين أو شرطة عسكرية لحماية الأمن والتوسط في الخلافات بين السكان، مثل تلك الموجودة في حلب واللاذقية.
كما أن اتفاق مناطق خفض التصعيد المبرم بين روسيا وإيران وتركيا في الأستانة أعطى لروسيا "شرعية" وجود في عدد من المدن الأخرى مثل إدلب ودمشق وحمص.
وتدخلت روسيا في البداية لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنها في وقت لاحق كشفت عن أهداف أخرى، منها اختبار أسلحتها الجديدة في سوريا.
وصراحة قال وزير الدفاع الروسي يوري بوريسوف، إن بلاده تتخذ من سوريا ميدانا لاختبار أسلحتها الجديدة والفتاكة.
واستدل على ذلك بأن بلاده اختبرت حتى الآن ما يزيد على 600 سلاح ومعدة عسكرية جديدة في معارك سوريا.
كما يرتبط الوجود الروسي بسوريا بالصراع على النفوذ بين القوى الكبرى في البحر المتوسط، وحول طرق إمدادات الطاقة.