حركات انتقال واسعة في صفوف المليشيات الإيرانية من مدن لأخرى داخل سوريا للاختباء بعد مقتل 7 إيرانيين في قصف مطار التيفور
تشهد المدن الخاضعة للنظام السوري والمعبأة بالمليشيات الإيرانية حالة استنفار قصوى، مع تصاعد التهديدات الأمريكية بشن ضربات جوية على سوريا ردا على ما تقول واشنطن إنه هجوم كيماوي نفذه الرئيس السوري بشار الأسد على مدينة دوما بغوطة دمشق.
- ضربة موجعة تقتل قائد الوحدة الخاصة "الأثيرة" لحزب الله
- مسؤول روسي: أي عمل أمريكي في سوريا لن يمر دون رد
ووفق ما نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان (مركز معارض) فإن أوامر صدرت من النظام السوري بحالة الاستنفار في كافة القواعد والمطارات العسكرية، والمواقع المتمركزة فيها المليشيات الأجنبية الموالية لإيران؛ تحسبا لضربت محتملة.
وشملت حالة الاستنفار بشكل خاص العاصمة دمشق ومحافظات ريف دمشق والسويداء وحمص وحماة وطرطوس واللاذقية ودير الزور، وهي المحافظات الواقعة تحت سيطرة النظام السوري وحليفيه الروسي والإيراني.
كما تحدثت وسائل إعلام عن أن قوات سورية ومليشيات إيرانية انتقلت من جبل عزان جنوب حلب إلى مناطق سكنية لتختبئ وسط المدنيين، وذلك بعد مقتل 7 عسكريين إيرانيين في القصف الذي طال مطار التيفور العسكري بحمص فجر الإثنين الماضي.
البحث عن الأسد
وكثرت التكهنات حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد في حالة الاستنفار الحالية، فقد توقع البعض بأن الأسد توجه مع عائلته إلى العاصمة الإيرانية طهران، غير أن وكالة "سبوتنيك" الروسية نفت ذلك نقلا عن مصادرها بسوريا، مشيرة إلى أن الأسد التقى مساء أمس الثلاثاء عائلات المخطوفين بدمشق.
وتعد قاعدتا حميميم وطرطوس الروسيتان العسكريتان المحصنتان مكانين آمنين ليس من المستبعد أن يلجأ إليهما بشار الأسد حال تنفيذ هجوم كبير على دمشق.
في المقابل قال السفير الأمريكي السابق في سوريا، روبرت فورد، إن المخابرات الأمريكية لا تعرف مكان بشار الأسد.
وأضاف في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أمس الثلاثاء، أن بلاده ستشن ضربات جوية ضد النظام السوري قريبا، غير أنه نفى أن يكون هدفها إسقاط بشار الأسد ذاته.
وأرجع ذلك لسببين، الأول أن واشنطن لا تعرف مكان الأسد بالتحديد، والثاني أن إسقاط الأسد سيفتح باب مواجهة جديد بين الولايات المتحدة وروسيا.
وعلى هذا اعتبر تلك الضربات الجوية المتوقعة "رسالة" للأسد بأن أمريكا "لا تمزح"، وتجبره على التفكير أكثر من مرة قبل استخدام الأسلحة الكيماوية، على حد قوله.
كتيبة الرضوان
ونقلت وسائل إعلام عن ناشطين سوريين معارضين أن عشرات من عناصر كتيبة الرضوان التابعة لمليشيا حزب الله انتقلوا من ريف حمص إلى القلمون غربي دمشق؛ تحسبا للضربات الأمريكية.
ويبدو أن هذه العناصر كانت متواجدة بمحيط مطار التيفور الذي تعرض لضربات عسكرية، وسقط فيه 7 عسكريين إيرانيين قتلى.
وكتيبة الرضوان توصف بأنها قوات "النخبة" بمليشيا حزب الله؛ كونها الأكثر تدريبا وسرية، وتنتشر في معقل حزب الله بالضاحية الجنوبية في بيروت، وتتولى حراسة القادة الكبار بالحزب ومنشآته.
ويقول محللون إن حزب الله ينزل هؤلاء العناصر إلى القتال فقط في معارك خاصة، وتكلف بمهام يعجز الآخرون عن أدائها في لبنان وسوريا وغيرهما.
واتخذت اسمها "رضوان" من لقب القيادي في مليشيا حزب الله عماد مغنية (الحاج رضوان) الذي كان مسؤولا عن العمليات الهجومية للحزب في لبنان، وقتل عام 2008 في سوريا.
ويأتي هذا وسط تصاعد التهديدات بين كل من الولايات المتحدة وروسيا.
فقد هدد الجنرال فلاديمير شامانوف، رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي (الدوما)، بأن أي هجوم أمريكي على سوريا "لن يمر دون رد".
وجاء ذلك تعقيبا على تصريح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الهجوم الكيماوي الذي يتهم النظام السوري بشنه على مدينة دوما "سيتم مقابلته بالقوة".
وخلال اجتماعه مع قادة عسكريين، أشار ترامب إلى أنهم يتخذون قرارا بشأن الرد على هذا الهجوم سيُتخذ خلال ساعات.
aXA6IDE4LjExNy43NS4yMTgg
جزيرة ام اند امز