المفاوضات السورية بجنيف.. جولة ثامنة تولد من رحم إخفاقات سبع
بوتين قال إن "الشروط اللازمة لإنهاء الحرب الدائرة في سوريا أصبحت متوفرة"، وسط توقعات بأن تشهد جولة جنيف المقبلة اختراقا للأزمة
7 جولات من المفاوضات السورية في جنيف، لم تفلح في التوصل إلى حل للأزمة التي جرفت في طريقها الحجر والبشر منذ أن اندلعت قبل نحو ستة أعوام، غير أن الثامنة تأتي وقد سبقتها توقعات بانفراجة، استنادا للمستجدات الميدانية والسياسية الجارية على الأرض.
وتأتي الجولة المقبلة وسط توقعات بأن تشهد انفراجة في الأزمة السورية التي تسببت في حرب أهلية استمرت على مدى الـ6 سنوات الماضية، وخلفت 320 ألف قتيل ومليون جريح وملايين المهجرين والمشردين، حسب بيانات أممية صدرت مطلع العام الجاري.
وعبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ختام محادثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، مساء الخميس، عن الآمال المعقودة على الجولة الجديدة من مباحثات جنيف قائلا: إن "الشروط اللازمة لإنهاء الحرب الدائرة في سوريا أصبحت متوفرة".
وكان المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا استيفان دي ميستورا، أعلن قبل يومين، عزمه عقد جولة جديدة من مفاوضات جنيف حول سوريا في نهاية أكتوبر/ تشرين أول أو بداية نوفمبر/ تشرين ثان المقبلين.
وقال دي ميستورا، في كلمة له أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي: "أود أن أؤكد اعتزامي عقد الجولة الثامنة من المفاوضات السورية في جنيف بعد شهر تقريبا، في موعد أقصاه نهاية أكتوبر - بداية نوفمبر".
وكان مكتب الأمم المتحدة بمدينة جنيف في سويسرا، استضاف يوم 30 يونيو/ حزيران 2012 اجتماعاً لـ"مجموعة العمل من أجل سوريا" بناء على دعوة كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا في ذلك الوقت.
وصدر عن الاجتماع بيان سُمي بـ"جنيف1" متضمنا أسس تسوية سياسية للأزمة السورية، واقترح تأسيس هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة، تتضمن أعضاء من الحكومة والمعارضة، ويتم تشكيلها على أساس القبول المتبادل من الطرفين.
كما نص البيان على مشاركة جميع عناصر وأطياف المجتمع السوري في عملية حوار وطني هادف، والبدء بمراجعة للدستور إضافة إلى إصلاحات قانونية أخرى، وفق جدول زمني واضح.
وأُقرت في سوريا مناطق لخفض التوتر، شملت غالبية مساحة البلاد التي مزقتها الحرب، ورغم خروقات هنا أو هناك، وضعت المناطق التي يطلق عليها أيضا مناطق خفض التصعيد، خارطة لسوريا الجديدة لا تشبه تلك التي كانت قبل اندلاع الحرب.
وتأتي الجولة الجديدة في جنيف وقد أوشك تنظيم داعش الإرهابي على أن يكون جزءا من ماضي الأزمة السورية، بعد أن لحقت بالتنظيم خسائر فادحة خلال الشهرين المنصرمين، وتقلص وجوده في جيوب محاصرة في شرق البلاد، وسط ترجيحات بتصفيتها قبل حلول موعد الاجتماع المرتقب.
كما يدخل الفرقاء السوريون الجولة المقبلة بأفق أكثر مرونة، خاصة فيما يتعلق بقبول النظام مشاركة جادة للمعارضة في حكم سوريا المقبلة، مع إمكانية تغاضي المعارضة عن حسم مصير بشار الأسد في الوقت الراهن.
ودعا دي ميستورا الأطراف السورية التي ستشارك في المفاوضات إلى الاستفادة من الوقت المتبقي على جولة المفاوضات القادمة لـ"التقييم المسؤول والواقعي للوضع" والتحضير للتفاوض "دون شروط مسبقة".
وحذر المبعوث الأممي مختلف الأطراف في سوريا من أوهام الانتصار، مؤكدا ضرورة اغتنام الفرصة التي تقدمها السعودية في سبيل توحيد صفوف المعارضة.
وكانت الرياض قد استضافت مؤخرا مؤتمرا للمعارضة السورية، بهدف تذويب الخلافات في وجهات النظر لتصل منصات المعارضة إلى جنيف بأجندة موحدة، في إشارة جديدة على قرب التوصل لحل الأزمة.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4yMjQg
جزيرة ام اند امز