سوريا تطلق نداء دوليا جديدا لإنقاذ جسر "عين ديوار"

المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية وجهت نداءً دوليا عاجلا للمرة الثانية لإنقاذ جسر "عين ديوار" الأثري الذي يعود إلى عام 1164

وجهت المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية نداء دوليا عاجلا لإنقاذ جسر "عين ديوار" الأثري الذي يعود إلى عام 1164، للمرة الثانية، محذرة من مخاطر قيام الحكومة التركية بتغيير المجرى الطبيعي لنهر دجلة، باتجاه الأراضي السورية في منطقة عين ديوار في محافظة الحسكة، ليمر عبر جسر عين ديوار الأثري؛ ما يهدد الجسر بالغمر والانهيار وتدمير بنيته الإنشائية، وتغيير البيئة الجغرافية للمنطقة.

وكانت سوريا قد وجهت المرة الأولى نداء دوليا في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2016.

• قوات الأسد في سباق مع الوقت لإنقاذ آثار تدمر من "داعش"
• جرائم داعش في سوريا مستمرة.. تدمير واجهة المسرح الروماني بتدمر

وجددت سوريا مناشداتها منظمة "اليونسكو" و"الإيكوموس" والمنظمات الثقافية العالمية للتدخل وإيجاد حل لإبعاد تأثير المياه على البنية الإنشائية للجسر، وحماية قواعد الجسر من الانهيار، ووقف هذا التهديد الخطير للتراث الثقافي السوري والمخالف لقواعد القانون الدولي والاتفاقيات الدولية الخاص بحماية التراث الثقافي.

وتعد قرية عين ديوار آخر بلدة في أقصى شمال شرق سورية، وتقع على بُعد 23 كم تقريبا إلى الشمال الغربي من نقطة الحدود الثلاثية بين العراق وسورية وتركيا، وتقابل مدينة جزيرة ابن عمر على الطرف التركي من الحدود على بُعد 5 كم.

أما الحسكة التي كانت مركز محافظة دير الزور حتي عام 1930 فهي من المناطق الأثرية المهمة حيث يرجع تاريخها إلى الألف الثالث ق.م، ويطلق عليها اسم "حسجه" أو "حسكه"، نسبة إلى نبات الحسكه الشوكي الذي ينمو في المدينة، وتبعد عن دمشق 600 كم، وعن مدينة حلب 494 كم، وعن دير الزور 179 كم.

ويعود تاريخ إنشاء جسر عين ديوار الأثري إلى عام 1164 ميلادية حيث الفترة الإسلامية السلجوقية الأيوبية، حيث كان ممرا لكل القوافل التجارية التي كانت تعبره من الشمال إلى الجنوب وبالعكس، وذلك من خلال جزيرة "ابن عمر" التي كانت مركزاً لإحدى الإمارات الهامة، وهو مبني من الأحجار البازلتية السوداء والجص، وعلى جانب الجسر تقع الأبراج الـ12 المنحوتة بحرفية عالية وما زالت إلى يومنا هذا شاهد عيان على روعة العمارة الإسلامية ودقتها وإبداعها.

وكان الجسر في الماضي مؤلفا من 3 قناطر، لم يتبقَّ منه سوى ركيزيتين من الجهة الجنوبية والشمالية، وكذلك ركيزتين مع قوس واحد والأبراج في الجزء الجنوبي من الجسر معماريا، فتحته قدرت بـ 21.6 مترا، وارتفاعه 12.3 مترا، وفي عام 2011 قامت مديرية آثار الحسكة بتنفيذ مشروع ترميم جسر عين ديوار الأثري، وشمل المشروع تنفيذ حجر "بازلتي" و"كلسي"، وتثبيت اللوحات الفلكية في أماكنها، وتنفيذ أعمال تنظيف وتعشيب وتهيئة الموقع، وتقديم وتركيب منجور معدني لحماية الأبراج، وقد تكلف المشروع مليونا و332 ألف ليرة سورية لأهميته التاريخية والأثرية.