معارض سوري لـ"بوابة العين": 5 أسباب وراء فشل "سوتشي"
وسط غياب وفود المعارضة السورية وتمثيل رسمي للنظام، عقد مؤتمر "سوتشي" على مدار يومين.
وسط غياب وفود المعارضة السورية وتمثيل رسمي للنظام، عقدت فعاليات مؤتمر "سوتشي" لمناقشة الأزمة السورية على مدار يومي 29 و30 يناير/ كانون الثاني الجاري.
المؤتمر، الذي أقيم في مدينة " سوتشي" الروسية، حمل ملامح نتائج المفاوضات الدولية السابقة بجولات جنيف الـ 9، ومحادثات أستانة الـ 8، نظرًا لتعقد المشهد سياسيًا وميدانيًا شمال بسوريا والغوطة الشرقية وإدلب، خاصة وأنه انطلق بهتافات معارضة لموسكو.
وقال فراس الخالدي، رئيس منصة القاهرة للمعارضة في مفاوضات جنيف، إن "روسيا هي من أطلقت الرصاص على هذا المؤتمر قبل انطلاقه"، معتبرًا أن سوتشي لا يرقي لمستوى المفاوضات وللحوار الوطني السوري.
وسرد الخالدي، في تصريحات خاصة لـ "بوابة العين" الإخبارية، 5 أسباب وراء فشل المفاوضات في سوتشي.
غياب المعارضة
هاجمت بعض ممثلي المعارضة السورية، المؤتمر عقب انطلاقه، خاصة وأن المؤتمر برعاية موسكو التي لم تحقق وعودا قطعتها بشأن إنهاء قصف المدنيين، وإزالة أعلام النظام السوري من لافتات المؤتمر.
"تهميش لعملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة" عبارة وصفت بها الهيئة العليا للمفاوضات، المنبثقة عن أبرز فصائل المعارضة، مفاوضات سوتشي، معلنة مقاطعتها للمؤتمر.
وأوضح رئيس منصة القاهرة، أن غياب ممثلي وصلب المعارضة عن المؤتمر، يعني سقوط المفاوضات في ثغرة كبرى، خاصة وأن أحد أطراف الأزمة غير ممثل بأي شكل من الأشكال.
وعقب إعلان فصائل المعارضة السورية رفضها للمشاركة، لوحت روسيا بالخيار العسكري في حالة استمرار موقف المعارضة من المفاوضات هكذا.
وتضم الهيئة العليا للمفاوضات المشكلة في الرياض، منصتي القاهرة وموسكو، وبعض المعارضين المستقلين، وأعضاء الائتلاف السوري.
رعاية أممية
ونص البيان الختامي، على تأليف لجنة دستورية بتشكيل من وفدي النظام والمعارضة، من أجل التسوية السياسية برعاية أممية وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254، متضمنًا التمثيل العرقي والديني السوري في لجنة صياغة الدستور.
وأكد البيان نفسه على أن آليات مراجعة وفحص اللجنة ومعايير اختيار الأعضاء يتم وفقًا للمفاوضات الأممية في جنيف، وفي الوقت نفسه لم يتطرق النص إلى تغيير النظام السياسي أو محاسبة مرتكبي جرائم الحرب.
وتوافقت الأطراف المشاركة على تأسيس جيس وطني سوري موحد لحماية الحدود من خطر الإرهاب، إضافة إلى إنشاء مؤسسات أمنية ومخابرات لحفظ الأمن الوطني وفقًا للدستور والقانون.
وأوضح الخالدي أن المعارضة ترفض التعاطي مع أي مؤتمرات دون رعاية أممية، مؤكدًا على أن هذه المفاوضات لا تؤتي بثمارها، خاصة وأن النظام السوري مستمر في نهجه منذ اندلاع الحرب ضد السوريين.
وانتقد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، مؤتمر السلام السوري، ملمحًا إلى أن عملية السلام الخاصة بسوريا يجب أن تتم تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف وليس تحت رعاية روسيا.
القصف مستمر
رغم اتفاقية مناطق خفض التصعيد، إلا أن نيران جيش النظام السوري لم تتوقف بعد، في الغوطة الشرقية تجددj الاشتباكات بين قوات النظام وبعض فصائل المعارضة، بعد إطلاق عشرات الصواريخ والقذائف، إضافة إلى حصار 400 ألف مدني وتدني الأوضاع الإنسانية.
كما سقط 33 مدنيا، جراء قصف النظام على بلدات عدة بمدينة إدلب، شمال غربي سوريا. بعد السيطرة على 79 قرية ومطار أبو الضهور العسكري.
رأي رئيس منصة القاهرة للمعارضة، أن موقف روسيا غير الحاسم لإيقاف القصف على المدن السورية، يعد سببا آخر وراء فشل جلسات المفاوضات، خاصة وأن أحد أطراف الأزمة لم يعلن نيته للتفاوض.
تمثيل ضعيف للنظام
وعلى غير المعتاد، غاب وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري، عن مؤتمر سوتشي، ما يعني أن الطرف الآخر في الصراع غير ممثل. أوضح الخالدي، أن غياب وفد الحكومة السورية عن المشاركة يعد سببا قويا لفشل المفاوضات، بغض النظر عن رفض المعارضة للحضور والمشاركة في المفاوضات.
واستند في تحليله إلى أن أي قرارات يخرج بها سوتشي لن تصبح ملزمة للنظام السوري، ما يعني أن هذه المفاوضات لا تتم دون مشاركة جميع الأطراف الممثلة للنظام والمعارضة.
وقامت موسكو قبل انطلاق المؤتمر، بتوجيه دعوة أخرى لوفد النظام برئاسة مستشار وزير الخارجية فاروق عرنوس، بعد تأكدها من غياب وفد الجعفري، كمحاولة لاحتواء الأمر فقط.
وتابع بقوله " دعوة موسكو للمؤتمر، ليست إلا غطاء على ممارسات حليفها النظام السوري"، مشيرًا إلى أن بعض الأطراف الدولية تعتبر هذه المؤتمرات والمفاوضات مرحلة من مراحل حل للأزمة.
غياب الأكراد
موعد عقد المؤتمر أحيط بالكثير من الجدل، فتم تأجيله من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، خاصة مع اعتراض أنقرة على مشاركة وفود من الأكراد بالمفاوضات التي ترعاها موسكو منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ولم يختلف موقف الأكراد كثيرًا عن باقي الأطراف السورية، قالت الرئيسة المشتركة للهيئة الفيدرالية شمال سوريا فوزة اليوسف، إن الأكراد والممثلين في الإدارة الذاتية للأكراد لن يشاركوا في مؤتمر سوتشي، موضحة أن القصف التركي على مدينة عفرين هو السبب الرئيسي وراء رفض المشاركة.
وحملت اليوسف، تبعات فشل سوتشي على عاتق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤكدة أن الوضع في المدينة السورية قاد لغياب الأكراد.
في الوقت نفسه، رجح الخالدي إلى أن غياب الأكراد عن سوتشي ليس له علاقة بالقصف التركي على عفرين، ملمحًا إلى أن الإدارة الذاتية للأكراد لجأت لذريعة التدخل التركي للانسحاب من مشهد المفاوضات.