انشقاقات بـ"تحرير الشام" تمهد لاجتياح عسكري تركي لإدلب
الانشقاقات تأتي بالتزامن مع صفقة تركيا وإيران بشأن إدلب، تتضمن أن تطلق إيران يد تركيا في إدلب مقابل أن تطلق الأخيرة يد إيران في دمشق.
تتوالى الانشقاقات في هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في محافظة إدلب شمال سوريا، بانفصال فصائل منها ودخولها مرحلة الاقتتال؛ ما قد يشكل ذريعة أمام تركيا للتدخل العسكري.
فقد أعلن ما يسمى بـ"جيش الأحرار" انفصاله عن الهيئة على خلفية ما وصفه بـ"أحداث مؤلمة على المستوى الداخلي للساحة ما كنا نرتضيها"، موضحاً أنها تتعلق بـ"تجاوزات"، منها انتشار التسريبات الصوتية.
و"جيش الأحرار" مشكل من عناصر حركة أحرار الشام الذين انضموا لهيئة تحرير الشام بداية العام الجاري.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان (مركز معارض مقره لندن يقول إنه يستقي أخباره من نشطاء) إلى مظاهر أخرى للانشقاقات بهيئة تحرير الشام، الثلاثاء الماضي، منها استقالة اثنين من القيادات التي تقدم الفتاوى، وهما عبد الله المحيسني ومصلح العلياني.
وفي بيان مشترك لهما، بررا الاستقالة بالاقتتال والنزاع بين مكونات هيئة تحرير الشام وتسريبات صوتية، تهدف للانتقاص ممن وصفهم بـ"حملة الشريعة" على ألسنة "بعض المتصدرين في الهيئة على نحو خطير".
كما تحدثت تقارير إعلامية عن عملية اغتيال وقعت لأحد قادة الهيئة، ويدعى أبومحمد الحجازي دون معرفة الأسباب.
وفي يوليو/تموز الماضي، أعلنت حركة "نور الدين الزنكي" انشقاقها عن الهيئة بحجة أنها لم تعد تطبق الشريعة، كما أن مجلس الشورى بها سمح بالقتال ضد حركة "أحرار الشام".
وتشكلت هيئة تحرير الشام من عناصر جبهة النصرة التي سعت لتغيير جلدها واسمها لإخفاء نفسها، بعدما لاحقتها تهمة الإرهاب من جميع الأطراف المتصارعة في سوريا.
كما انضم لها مقاتلون آخرون باسم "أحرار الشام"، و"عماد الدين زنكي" وغيرهم، ولكنهم جميعاً ساروا على نهج العمليات الإرهابية لجبهة النصرة.
وتأتي هذه الانشقاقات في وقت ظهور صفقة بين تركيا وإيران بشأن إدلب، تتضمن أن تطلق إيران يد تركيا في إدلب مقابل أن تطلق الأخيرة يد إيران في جنوب دمشق.
ومن المنتظر أن تناقش هذه الصفقة خلال اجتماع أستانة المزمع عقده يومي الخميس والجمعة، حيث طرحت في الـ27 من أغسطس/آب الماضي، مشاورات تركية إيرانية روسية من أجل ضم إدلب لمناطق خفض التصعيد.
وتشمل مناطق خفض التصعيد أيضاً الغوطة الشرقية بدمشق وجنوب سوريا وشمال حمص واللاذقية.
وتشكل إدلب أهمية كبيرة لتركيا كونها المحافظة الوحيدة الباقية على حدودها في يد الفصائل المسلحة، والتي يكون بعضها موالياً لتركيا.
وسيكون الاقتتال بين الفصائل المسلحة الموصوفة بالإرهابية والفصائل المسلحة الموالية لتركيا الموصوفة بالمعتدلة، مدخلاً مناسباً لأنقرة لتأخذه ذريعة للتدخل بعملية عسكرية في إدلب، والحد من التوغل الكردي في شمال سوريا.
وتشهد أستانة، اليوم الخميس، الجولة السادسة من المفاوضات بخصوص حل الأزمة السورية بين فصائل المعارضة والحكومة السورية، وبوجود الدول الثلاث الضامنة روسيا إيران وتركيا، وبمشاركة الدول المراقبة.
وتتصدر مسألة ترسيم حدود منطقة تخفيف التوتر في مدينة إدلب السورية وضواحيها جدول أعمال اللقاء.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xNjkg
جزيرة ام اند امز