اشتباكات دموية بين مليشيات معارضة وموالية لتركيا بإدلب
مدينة إدلب بشمال سوريا من المتوقع أن تتحول إلى بؤرة صراع دولي بين الأطراف المتحاربة في سوريا على غرار ما حصل في حلب
اندلعت اشتباكات، الجمعة، في مدينة إدلب بشمال سوريا بين هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وعناصر من مليشيا درع الفرات المدعومة من تركيا أسفرت عن مقتل شخص واعتقالات.
ووفق ما نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان (مركز معارض مقره لندن ويقول إنه يستقي أخباره من نشطاء) فإن هيئة تحرير الشام شنت صباح اليوم حملة اعتقالات ومداهمات لعناصر درع الفرات في بلدات المغارة واحسم والرامي بجبل الزاوية.
كما دارت اشتباكات مع عدة عناصر؛ ما أسفر عن مقتل شخص من "درع الفرات" بالاشتباكات في بلدة احسم وسط توترات تتصاعد بالمنطقة في انتظار ما سيؤول إليه الأمر.
ومدينة إدلب من المتوقع أن تتحول إلى بؤرة صراع ملتهب في الصراع الدولي الجاري داخل سوريا على غرار ما شهدته مدينة حلب.
وإدلب لها أهمية استراتيجية في هذا الصراع كحلب؛ حيث إن المدينتين تقعان على الحدود مع تركيا التي تطمح للسيطرة على مدن سورية قريبة من حدودها.
كما أن المدينتين قريبتان من مناطق بها كثافة كردية مثل الحسكة وغيرها، في حين تسعى كل من تركيا وكرديا لمنع التوسع الكردي في المنطقة.
ودخلت إدلب في نطاق اتفاقية المناطق الآمنة الأربعة التي وقعتها كل من روسيا وإيران وتركيا، والتي تهدف إلى تحييد هذه المناطق بعيدا عن الصراع الدائر في سوريا.
وهذه المناطق تشمل إدلب ومناطق بحلب ودرعا واللاذقية.
غير أن فصائل من المعارضة المسلحة وخاصة "هيئة تحرير الشام" رفضت الاتفاق، خاصة وأنه يميل لصالح فصائل معارضة أخرى مالية لتركيا مثل "الجيش السوري الحر" وغيره من فصائل شاركت في عملية "درع الفرات" التركية؛ مما يهدد نفوذ "هيئة تحرير الشام" في المدينة.
وشنت "هيئة تحرير الشام" تهديدات لتركيا خاصة بعد تصريحات للرئاسة التركية بأنها قد تتدخل بقوات تركية في إدلب لضمان تنفيذ اتفاق المناطق الآمنة.
وبحسب مصادر تابعة للمعارضة المسلحة، فإن التدخل التركي في إدلب قد يحمل اسم "درع إدلب" على غرار "درع الفرات" الذي سمي به عملية التدخل التركي العسكري في شمال سوريا لدعم الفصائل الموالية لأنقرة في الفترة من أغسطس/آب 2016 وحتى مارس/آذار 2017.