مسؤول سوري يرسم لـ«العين الإخبارية» محددات التطبيع مع تركيا
هل يقترب حدوث اختراق إيجابي في العلاقات السورية التركية؟ مسؤول سوري حاورته "العين الإخبارية" أجاب عن هذا السؤال.
وخلال حواره مع "العين الإخبارية" ألقى عبدالقادر عزوز المستشار برئاسة مجلس الوزراء السوري، الضوء على محددات دمشق لبدء مسار تطبيع العلاقات مع أنقرة.
ومؤخرا.. عكست تصريحات تركية سورية استعداد البلدين لطي صفحة الخلافات العميقة بينهما، واختراق الوضع الحالي لتحقيق التقارب بين أنقرة ودمشق.
عزوز قال إن "مستقبل العلاقات وجهود المصالحة بين سوريا وتركيا يتوقف على الجانب التركي، والتزامه بالقرارات الدولية وبمبادئ القانون الدولي وعلاقات حسن الجوار، مفتاح استمرار خطوات وجهود المصالحة".
وأضاف أن "سوريا تدعم كل المبادرات المتعلقة بجهود المصالحة مع تركيا، المستندة إلى سيادة الدولة على كامل أراضيها من جهة، ومحاربة كل أشكال الإرهاب وتنظيماته من جهة أخرى، وتلك المبادرات تعكس إرادة الدول المعنية لإحلال الاستقرار في سوريا وفي المنطقة".
وأكد أنه يجب السماح للجيش السوري ومؤسسات الدولة للعودة مجدداً لبسط الأمن والاستقرار واستئناف تقديم خدماتها للمواطنين السوريين الذين واجهوا ظروفا صعبة بسبب سيطرة التنظيمات المسلحة.
وبشأن ما تردد في وسائل إعلام عن اجتماع سوري تركي مرتقب يجري التحضير له بالعراق قريبا، قال عزوز إن "سوريا والعراق تضررا بشكل كبير من حالة عدم الاستقرار، فالفرص والتحديات والتهديدات مشتركة لدى جميع دول الجوار الإقليمي، من هنا كان حرص الجانب العراقي على إطلاق مبادرة للمصالحة بين كل من تركيا وسوريا".
وكشف المسؤول السوري عن وجود نقاشات مستفيضة بين بلاده وجميع الأطراف للدفع قدما لعملية المصالحة السورية التركية، وجعل المبادرات فعالة باعتبار أن دمشق حريصة على أن يكون أي اجتماع مثمرا وناجحا لتعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.
وحول الأحداث التي شهدتها مدينة قيصري التركية مؤخرا، لا سيما الاعتداءات التي استهدفت ممتلكات سوريين هناك، أدان عزوز ما اعتبرها “محاولات المساس بأمن السوريين في تركيا”.
وشهدت مدينة قيصري وسط تركيا، الأسبوع الماضي احتجاجات شابتها أعمال عنف طالت ممتلكات لسوريين، إثر اتهام سوري بالتحرش بطفلة، امتدت شرارتها إلى مناطق في شمال سوريا تخضع لسيطرة تركيا وفصائل موالية لها.
وعلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الهجمات التي نفذها أتراك على منازل وممتلكات تعود لسوريين، في مدينة قيصري، واصفا إياها بأنها "أمر غير مقبول".
واعتبر أن "أحد أسباب الأحداث المحزنة، التي تسببت بها مجموعة صغيرة في مدينة قيصري، هو الخطاب المسموم للمعارضة التركية".
وكان أردوغان قد تحدث مؤخرا، عن استعداده للقاء الرئيس بشار الأسد، مستذكراً العلاقات العائلية التي جمعت بين الجانبين.
أكد أن تركيا لا يمكن أن يكون لديها أبداً أي نية أو هدف مثل التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، مشددا على الاستعداد لتطوير العلاقات مع سوريا تماماً كما فعل في الماضي.
وأمس الأحد، قال أردوغان إن أنقرة ستوجه دعوة لنظيره السوري بشار الأسد "في أي وقت" لإجراء محادثات لاستعادة العلاقات بين البلدين الجارين.
وهذه ليست المرة الأولى التي يبدي فيها أردوغان رغبته في إعادة العلاقات مع سوريا الجارة الجنوبية التي تمثل عمقا استراتيجيا لتركيا.
بالمقابل، أكد الرئيس السوري بشار الأسد بعد استقباله مبعوث الرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف مؤخرا، انفتاح سوريا على جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقة مع تركيا والمستندة إلى سيادة الدولة السورية.
وقطعت أنقرة علاقاتها مع دمشق في عام 2011 بعد اندلاع الأزمة السورية، التي دعمت فيها تركيا مقاتلي المعارضة، كما نفذت عدة عمليات عسكرية عبر الحدود ضد مسلحين، تقول إنهم يهددون أمنها القومي، وأقامت "منطقة آمنة" في شمال سوريا تتمركز فيها قوات تركية حاليا.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xMzQg جزيرة ام اند امز