تقدم مفاجئ للجيش السوري يقطع طريق تركيا إلى حلب
سيطرة الجيش السوري تمتد إلى 14 قرية واقترب لمسافة 25 كم من بحيرة الأسد الواقعة خلف سد الطبقة المقام على نهر الفرات
قالت مصادر مقربة من المعارضة السورية المسلحة إن الجيش السوري الحكومي وحلفائه تقدموا تقدما مباغتا في الـ 24 ساعة الماضية في مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي في مناطق قريبة من مدينتي الباب وحلب بشمال سوريا.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقره في لندن ويقول إنه يستقي معلوماته من نشطاء، فإن تقدم الجيش السوري جاء بعد انسحاب داعش من "الباب" التي وقعت تحت سيطرة الجيش التركي والفصائل المسلحة الموالية له.
وبالتقدم صوب الشرق في منطقة تقع إلى الجنوب من "الباب" امتدت سيطرة الجيش السوري إلى 14 قرية واقترب لمسافة 25 كم من بحيرة الأسد الواقعة خلف سد الطبقة المقام على نهر الفرات.
وبانتزاع السيطرة على منطقة جنوبي الباب من يد داعش يمنع الجيش أي تحرك محتمل من تركيا والفصائل المسلحة التي تساندها للتمدد صوب الجنوب ويقترب من استعادة الهيمنة على إمدادات المياه لحلب.
وفقد التنظيم الإرهابي الكثير من مناطق سيطرته في شمال غرب سوريا في الشهور القليلة الماضية أمام هجمات متتالية من ثلاث قوى تتصارع فيما بينها على السيطرة، وهي الجيش السوري الحكومي، والجيش التركي، وجماعات كردية سورية تدعمها الولايات المتحدة.
وقال المرصد السوري، الأحد، إن القتال في المنطقة مستمر حيث حقق الجيش وحلفاؤه تقدما.
ويأتي هذا التقدم للجيش السوري بعد يوم من هجمات انتحارية تعرضت لها مقار أمنية حكومية في مدينة حمص، أودت بحياة 32 شخصا، بينهم رئيس فرع الأمن العسكري، بحسب الحكومة السورية، و77 شخصا بحسب مصادر المعارضة المسلحة.
وأعلنت جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) مسؤوليتها عن الهجمات.
وهذه التطورات الميدانية المفاجئة والسريعة تجري وسط استمرار لقاء وفود الحكومة والمعارضة المسلحة والدول التي تدعم كل طرف في مدينة جنيف السويسرية في محاولة متعثرة للوصول إلى حل سلمي للحرب الدائرة منذ 6 سنوات.
وطالب رئيس وفد الحكومة السورية في جنيف، بشار الجعفري، جماعات المعارضة في محادثات السلام بالتنديد بالهجوم على قوات الأمن في حمص محذرا من اعتبارهم إرهابيين إذا لم يفعلوا ذلك.
ووصف الهجوم بأنه عمل سياسي إرهابي، وليس فقط عسكريا إرهابيا، لأنه يهدف إلى إلقاء ظلاله على المحادثات. في إشارة إلى تقوية موقف فصائل المعارضة.
من جانبه، ندد وفد فصائل في جنيف بالهجوم، إلا أنه اتهم الحكومة بالمسؤولية عنه، رغم إعلان جبهة فتح الشام المسؤولية.
وأدانت الخارجية الروسية التفجيرات الهجمات الانتحارية في حمص، وقالت إنها تهدف إلى إحباط جهود المجتمع الدولي في أستانا وجنيف لوقف إطلاق النار والوصول إلى تسوية سلمية.