ابتكارات الأزمة السورية.. كهرباء من البراميل وغاز من الروث
الأزمة فرضت على المواطنيين السوريين الخروج عن المألوف بأفكار تعالج الانقطاع المتكرر للكهرباء ونقص إمدادات غاز الطهي
فرضت الأزمة السورية على المواطنيين السوريين الخروج عن المألوف بأفكار تعالج الانقطاع المتكرر للكهرباء ونقص إمدادات غاز الطهي، فكان روث الحيوانات مصدرا للغاز، والبراميل وسيلة لإنتاج الكهرباء.
ويعرف إنتاج الغاز من روث الحيوانات بـ "البيوجاز"، وهو وسيلة يحتاج إتقانها إلى تدريب، ولكن السوريين وجدوا في الإنترنت وسيلة مناسبة للحصول على الخبرة اللازمة التي مكنتهم من تحويل الروث إلى غاز.
مراد أبو ياسين، من سكان منطقة سهل الحولة الخاضعة لسيطرة كتائب الثوار بريف حمص الشمالي، نجح في إنتاج وحدة متخصصة في هذا الصدد، شرح تفاصيلها على إحدى الصفحات السورية بموقع " فيس بوك".
ويقول أبو ياسين إنه يخمّر روث الأبقار في براميل محكمة الإغلاق تحت أشعة الشمس مدة تتراوح بين 15 و20 يوما، ويضع صمامات لها يخرج عبرها الغاز بطريقة سلسة.
ويوضح أبو ياسين، أن كل برميل مخمّر ينتج خمسة كيلو جرامات من الغاز، تتميز بجودة لا تقل عن الصناعي، لافتا إلى أنه بدأ بتخمير برميل واحد يحوي عشرة كيلو غرامات من الروث كتجربة.
وأضاف أنه سيخمر أكثر من عشرة براميل ويربطها بصمام واحد لتحويل الغاز المستخرج إلى خزان محكم الإغلاق، لتخزين الغاز داخله والاستفادة منه في فصل الشتاء، متوقعا أنه لن يحتاج مستقبلا، في حال استمرار نجاح العمل، إلى شراء الغاز النظامي الذي يتراوح سعر الكيلو غرام الواحد منه بين 900 و2500 ليرة سورية.
أكثر إبداعا
وإذا كانت فكرة انتاج الغاز من روث الحيوانات ليست بالجديدة، ولكن السوريين أعادوا تدويرها للتعامل مع أزمتهم، فإن تحويل البراميل إلى وسيلة لإنتاج الطاقة الكهربائية، تبدو أكثر إبداعا لكونها جديدة.
وتقوم الفكرة، كما أوردتها إحدى صفحات الثورة السورية على الفيس بوك، على تحويل أجزاء من البرميل إلى مروحة، وبأدوات بسيطة متوفّرة وتكاليف قليلة، تستطيع أي عائلة الحصول على الكهرباء.
ويقول صاحب الفكرة فؤاد أبو أسامة من ريف إدلب أنها تقوم على مبدأ تحويل الطّاقة الحركيّة للمراوح إلى طاقة كهربائيّة، عن طريق الاستفادة من حركة الأجنحة، والتي هي قطع البرميل بعد قصّها، والتي تقوم بتدوير مولّد كهربائي، موصول بدائرة كهربائية، ومنها إلى البطارية، وبعدها يتم الحصول على كهرباء قادرة على تشغيل عدّة أدوات كهربائية منزليّة.
ويشرح أبو أسامة كيفية التصميم، موضحا: "يتم قصّ البرميل إلى خمسة أجزاء متساوية، كل منها بعرض 35 سم وبطول البرميل، توضع مثل الأجنحة، ويتم وضع محور في منتصف قطعتي البرميل العلويّة والسفليّة، ويتم تثبيت الأجنحة على المحور عن طريق أذرع".
ويضيف: " يعتمد مبدأ البرميل المتحرك على الهواء، والذي بدوره يحرّك الأجنحة حركة دائرية ، لتوليد الكهرباء".
ويعتمد السّوريون في أغلب المناطق على كهرباء المولدات عن طريق "الأمبيرات"، والتي تصل للمنازل بأسعار مرتفعة تصل أحياناً إلى 2000 ليرة سورية للأمبير الواحد، والمنزل الواحد بحاجة إلى 3 أمبيرات لتشغيل أدوات كهربائية بسيطة لحاجة المنزل اليوميّة، وتعمل تلك المولدات فقط في الليل ولمدّة لا تزيد عن أربع ساعات، كما أن أسعار ألواح الطاقة الشمسية مرتفعة جداً.