معارض سوري لـ"العين": بشار مستعد لـ"خروج آمن"
معارض سوري قال إن نقاشات دارت في اسطنبول وطهران أمس حول مسارات المستقبل السوري بعد أن أبدى الأسد استعداده لقبول "خروج آمن".
قال محمد بسام الملك، عضو الائتلاف السوري المعارض، المقيم في القاهرة، لـ"العين" إن النقاشات التي دارت في اسطنبول وطهران أمس تمحورت حول مسارات المستقبل السوري، بعد أن أبدى الرئيس بشار الأسد استعداده لقبول "خروج آمن".
المعلومات التي ينسبها الملك لمصادر موثوقة في الداخل السوري، تعكس جانباً من طبيعة الأزمة في سوريا؛ حين يكون الانتصار نفسه مأزقاً.
كان الملك يشير إلى اللقاء الذي عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في اسطنبول، ولقاء مبعوث بوتين الشخصي في الشأن السوري ألكساندر لافرونتي، بأمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني في طهران.
وحسب تصريحات الأخير فإن النقاش تناول ما عده "أهم أولوية لسوريا في المرحلة الحالية"، وقد حددها في "القضاء على الإرهاب"، من دون أن ينسى الخطوة اللاحقة وهي "تهيئة الظروف الملائمة لتنظيم انتخابات يحدد من خلالها الشعب السوري مصير بلده".
لم تؤكد أي من المصادر السورية التي تحدثت معها "العين" تصريح بسام الملك، حول "توفير خروج آمن للأسد"، وهو أمر أثير أكثر من مرة خلال العامين الماضيين، كان آخرها في يناير/كانون الثاني الماضي حينما قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن الرئيس الروسي أرسل مدير الاستخبارات العسكرية الروسية الجنرال إيغور سيرغون، إلى دمشق أواخر العام المنصرم، ليبلغ الأسد بطلب بوتين منه التنحي.
لكن استئناف الغارات الروسية على حلب، أكبر المدن السورية، بعد هدوء مؤقت يعكس على ما يبدو رغبة في تثبيت وضع جديد قبل الذهاب إلى خطوة سياسية أبعد، يسوق فيها الرئيس الروسي بوتين لحلفائه قبل خصومه مبدأ "لا غالب ولا مغلوب"، حسب بسام الملك.
يرى الملك أن الروس حققوا بالفعل مآربهم من التدخل في سوريا. يقول إنهم "ضمنوا بالفعل وجودهم العسكري على الساحل، ووقعوا عقود إعادة الإعمار والنفط، ورمزيا نجحوا في استعادة صورتهم كقوة عظمى". ولم يعد أمام بوتين سوى إيجاد طريقة لإقناع تركيا وإيران بقبول التنازلات.. من أجل ذلك يجب أن تسقط حلب.
بالنسبة للأتراك، كان سقوط حلب يعني وصول الحرب عملياً إلى الأراضي التركية عبر تطويق حدودها بحزام علوي كردي، وقد أحسن بوتين اللعب بالورقة الكردية رغم المحاذير الإيرانية.
الآن أصبح الطريق ممهداً لإطلاق يد أردوغان في الشمال السوري لتحجيم دور الأكراد، مقابل السماح لقوات الأسد بالتقدم على جبهة حلب، الأمر الذي يترتب عليه عزل قوى المعارضة في جيوب صغيرة يسهل التعامل معها لاحقاً. تبدو صفقة عادلة وقد اتفق طيف واسع من المراقبين على أنها أبرمت بالفعل.
تظل المعضلة الرئيسية حسب عادل الحلواني مدير مكتب الائتلاف السوري المعارض في القاهرة، كيف يمكن للرئيس الروسي الوفاء بالمطلب الإيراني بضمان شكل معين للدولة السورية في مرحلة ما بعد بشار.. رحيل الأسد وبقاء نظامه وهياكله ودولته.
ويقول الحلواني لـ"العين" إن "رحيل الأسد في حد ذاته أمر مرحب به بالتأكيد.. نأمل أن تكون أنباء البحث في خروج آمن للأسد صحيحة". وهو أمر يوحي بإمكانية أن تمضي المعارضة السورية إذا خسرت المعركة في حلب إلى طاولة المفاوضات بسقف منخفض من المطالب.
لا تبدو الإستراتيجية الروسية بعيدة عن الروح التي سادت في بيان جينف 1، الذي نص على تشكيل حكومة بصلاحيات كاملة تضم ممثلين من الحكومة والمعارضة السوريتين، تشرف على مرحلة انتقالية، وإن تركزت الخلافات حول طبيعة الفترة الانتقالية وتوقيت رحيل الأسد، وشكل تنحيته، وهي الأزمة المستمرة منذ يونيو/حزيران عام 2012.
بسقوط حلب يمكن للرئيس الروسي إقناع أطراف الأزمة جميعهم بأنه "لا غالب ولا مغلوب"، حل سياسي على أرضية جينف 1.. فيما يحتفل في قصره وحيداً بالنصر.
aXA6IDMuMTM1LjIxOS4xNTMg جزيرة ام اند امز