بالصور .. طعام لاجئ سوري ينافس أرقى المطاعم في اليونان
قصة نجاح ملهمة للاجئ سوري بعد هروبه من الحرب في سوريا إلى اليونان وعمله طاهيًا مع شريك يوناني.
ربما سمعت الكثير من القصص المؤثرة عن اللاجئين العرب، ولكن قصة نجاح اللاجئ السوري برشانك حاج يونس، مختلفة، والتي وقعت أحداثها على بعد نحو ألفي كيلومتر من موطنه الذي مزقته الحرب.. فهناك في أثينا يستعرض الشاب الكردي الذي فر إلى اليونان قبل نحو عام مهاراته في الطهي، إلى جانب طاهٍ يوناني في مطعم مزدحم بالعاصمة اليونانية، يقدم قائمة طعام تجذب جميع الأذواق، من مطبخي بلديهما.
شريك يونس بالعمل هو الطاهي اليوناني فوتيس فوتينوجلو، ويتواصل الاثنان بالإشارات، حيث لا يعرف أي منهما لغة الآخر، وقاما باختيار قائمة طعام من 14 طبقا يونانيا وسوريا في مطبخ صغير مكدس.
تتضمن قائمة الطعام طبق داكوس، وهو طبق سلطة يوناني بالشعير، بالإضافة إلى الطماطم والكوسة المقلية وطبق الفريكة السورية المؤلف من القمح القاسي المحمص، فضلا عن سيقان الخراف المطهية ببطء مع البرغل والدجاج المتبل بالطحينة والزبادي والتوابل والكمون.
بالإضافة الى توفير متنفس لفترة قصيرة من المصاعب اليومية لحياة اللاجئين في اليونان، يأمل يونس أن يجذب الطعام الانتباه إلى محنة عشرات الآلاف من اللاجئين والمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في اليونان.
بدأ يونس الذي درس هندسة الكمبيوتر تجربته في المطبخ قبل 5 أعوام مدفوعا بالحاجة وليس بالشغف تجاه الطعام، وفي الأعوام الأولى للحرب الأهلية هرب من بلدة عامودا الشمالية الشرقية التي يغلب على سكانها الأكراد إلى العراق، حيث كان يأمل أن يجني ما يكفي من المال لدفع ثمن رحلته إلى أوروبا، وعمل في بداية الأمر نادلا بفنادق ثم كطاه.
وصل يونس في قارب من تركيا في مارس 2016 بعد أسبوع من بدء تطبيق اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة للحد من هروب اللاجئين إلى أوروبا، مما أدى لتأخير خططه للسفر شمالا لسويسرا أو هولندا.
لا يشعر يونس بالرغبة في الرحيل لأنه يحب الناس في اليونان بغض النظر عن ما يحمله المستقبل، وصديقه اليوناني فوتينوجلو يؤمن بأن الظروف التي أجبرت اللاجئين على ترك موطنهم ومنازلهم وأسرهم قد تحدث لأي شخص، وأن شراكته مع اللاجئ السوري تؤكد أنه في المطبخ لا توجد اختلافات.. الجميع واحد والجميع بشر.