لبنان: لن ننتظر وقف الحرب بسوريا لإعادة اللاجئين
الرئيس اللبناني ورئيس الحكومة وجها رسائل للمنظمات الدولية بأن لبنان ليس بمقدوره تحمل أعباء استضافة اللاجئين وقتا أطول
وجاءت تصريحات عون التي نشرتها وسائل الإعلام اللبنانية السبت في الاجتماع الذي عقده مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وممثلي الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية حول دور هذه المنظمات في معالجة أزمة النازحين السوريين.
وقال عون إنه "من الضروري أن يكون الموقف اللبناني موحدا حيال موضوع النازحين"، خاصة فيما يتعلق بتداعياته على لبنان "وأخطاره كثيرة أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية".
ولفت الرئيس اللبناني لوجود علاقة بين ملف اللاجئين السوريين وبين وجود خلايا إرهابية نائمة في البلاد.
وفي هذا الاتجاه، قال: "لن ننتظر الوصول إلى حل سياسي أو حل أمني للأزمة السورية، بل واجب علينا أن ندافع عن مصلحة وطننا، وما التحرك الذي أقوم به إلا لتحقيق هذا الهدف؛ لأن انفجار مسألة النازحين لن تقتصر شظاياه على لبنان وحده بل على دول كثيرة غيره".
وسبق أن أكد عون لسفراء عدة دول أن "أمن لبنان مهم بقدر ما هو مهم أمن النازح السوري، وأن ثمة مناطق في سوريا خارج إطار الحرب ومناطق أخرى عاد إليها الهدوء"، يمكن للاجئين العودة إليها.
كما رفض مطلبا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوطين اللاجئين السوريين في بلدان الشرق الأوسط.
ومتفقا معه، قال رئيس الحكومة سعد الحريري إن "ملف النازحين السوريين يتفاعل سلبا في مجالات عدة؛ نظرا للتداعيات الاقتصادية والسياسية والأمنية والمعيشية التي يخلفها على الواقع اللبناني".
ومع تأكيده على مراعاة البعد الإنساني في ملف السوريين، إلا أنه قال: "لا يمكننا إلا أن نركز في جهدنا على المحافظة على مصالح اللبنانيين أولا، ذلك أن شعاري كان وسيبقى لبنان أولا، على رغم الملاحظات والانتقادات التي نسمعها من حين إلى آخر".
وتعقد اللجنة الوزارية الخاصة باللاجئين السوريين اجتماعات الأسبوع المقبل لدراسة ورقة عمل أعدتها وزارتا الداخلية والخارجية حول تطورات الأزمة وكيفية حلها؛ تمهيدا لعرضها على مجلس الوزراء.
وسبق أن صوت مجلس النواب على قرار برفض توطين اللاجئين في لبنان، خاصة بعد ظهور مؤشرات مساع دولية لإتمام هذا التوطين.
وشهد لبنان حملات عدة في الأسابيع الأخيرة تطالب بالإسراع في إعادة السوريين إلى بلادهم، خاصة بعد ظهور خلايا إرهابية في مخيمات اللاجئين ودخولها في اشتباكات مع الجيش، ووقوع عدة جرائم على يد سوريين، واتهام اللاجئين بأنهم يتعدون على فرص وحقوق اللبنانيين في العمل والعيش.
ويقابل هذه الحملات حملات مضادة تطالب بالإبقاء على اللاجئين حتى انتهاء الحرب في سوريا، واصفين تورط سوريين في عمليات إرهابية أو إجرامية بأنها حوادث فردية.
ويوجد أكثر من مليون لاجئ سوري في لبنان، مسجلين في قوائم مفوضية اللاجئين، هذا بخلاف عدد كبير من غير المسجلين.
كما يوجد مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين وفدوا على لبنان القرن الماضي.
ومطلع العام الجاري أطلق لبنان أول عملية إحصاء للاجئين الفلسطينيين على أراضيه؛ كوسيلة لمنوع توطينهم البلاد.
كما يهدف الإحصاء لتعريف العالم بحجم المعاناة التي يتحملها نتيجة كثرة أعداد اللاجئين من عدة بلدان بحسب تصريحات سابقة لسعد الحريري.