مقتل غدير سلام وبناته الثلاث.. جريمة تهز سوريا
مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بالواقعة بعد ظهور منشور على حساب "فيسبوك" يعود إلى غدير سلام، يعلن فيه أنه سيقتل بناته الـ3 وينتحر
أثارت حادثة مقتل الأديب السوري غدير سلام وبناته الـ3 وإصابة زوجته في محافظة طرطوس السورية، جدلاً واسعاً مع تعدد الروايات والترجيحات حول الحادثة الغامضة.
وكانت صحيفة "الوطن" السورية أكدت أن "الجريمة المروعة" وقعت، الأحد، في حي الجمعية بالمدينة الساحلية، عندما أقدم الأديب ومدرس الرياضيات غدير سلامة، على إطلاق النار على بناته الثلاث وزوجته قبل أن يقدم على قتل نفسه، ونجت الزوجة من الموت، بعد أن جرى إسعافها بأحد المستشفيات القريبة.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالواقعة، بعد ظهور منشور على حساب "فيسبوك" يعود إلى غدير سلام، يعلن فيه أنه سيقتل بناته الـ3 وينتحر، بعد أن تم تهديده من قبل أطراف، أورد أسماءها بدعوى تأخره 3 ساعات فقط عن أداء مهمة كلفوه بها.
واتهم سلام في المنشور شقيقه بسرقة أسلحة بالتعاون مع ضباط بالفيلق الخامس الذي تدعمه روسيا، لكن بعد 10 دقائق من نشر المنشور، والواقعة الصادمة تم حذف المنشور.
وبعد انتشار الخبر وحيثياته، بدأت تشكيكات من قبل متابعين بشأن مصداقية المنشور تظهر للعلن، وتساؤلات فيما إذا كان غدير سلام قد كتبه بالفعل أم أن آخرين كتبوه بهدف تضليل الحقيقة.
وتساءل البعض بشأن عبارته "أكون قد انتحرت وقتلت بناتي"، وخلوها من ذكر زوجته، التي أصيبت بطلقة واحدة في رجلها؛ ما دعاهم للتشكيك بأن القضية كتبها أحد أطراف الجريمة، الذي قتل الأسرة، وأن القضية ليست انتحارا، كما ورد.
وقال أحد جيران أسرة غدير سلام، والذي يسكن في الطابق الأعلى من شقة الأسرة الأرضية: "سمعنا صوتا قويا يشبه صوت خلع باب أو سقوط طاولة كبيرة على أرض بلاط، أو يشبه قنبلة صوتية".
وأضاف: "بعدها سمعنا إطلاق عدة عيارات نارية من بندقية آلية (كلاشينكوف) ثم صراخ ثم صمت، وبعد حوالي الدقيقتين سمعنا طلقات رصاص، ثم خرجت إحدى بناته إلى باب البناية وبدأت بالاستنجاد بالجيران وعادت بعدها إلى الشقة، وبعد حوالي 3 دقائق تقريبا سمعنا طلقة رصاص، وبعدها ساد الصمت، ثم بدأنا نسمع صوت الأم تنادي (يا جيران يا جيران) لمدة دقيقه تقريبا، ثم ساد الصمت".
وتابع الجار: "طوال مدة هذا الحدث المؤلم، كان هناك شاب يصرخ ويبكي ويدور حول منزل غدير سلام، وسمعته يصرخ (إنت ياللي عم تقوص اطلع لبرا)، وتبين فيما بعد أنه شقيقه".
واستغرب آخرون من طبيعة المهمة التي أدى التأخر عن تسليمها مدة 3 ساعات إلى هذه الجريمة المروعة، وسط ترجيحات من قبل البعض بأن تكون قضية اتجار بالمخدرات أو سلاح، مستندين إلى ذلك بالقول إن "القضية لو لم تكن كذلك لكان غدير سلام لجأ إلى القانون والشرطة لحمايته من التهديد".
وأكد فريق آخر معرفتهم بشخصية غدير سلام، مشددين على أنه كان سويا وملتزما ومحبا لأسرته، فيما رجحوا أن يكون أحد ما قد استولى على هاتفه وقام بالنشر ثم حذف المنشور بعد الجريمة.
ويؤيد كثيرون فرضية أن من حذف المنشور عن صفحة الأب هو من دبر الجريمة، وهو طرف خارجي أراد التخلص من الأب ومن المتهمين المذكورين بالمنشور.
لكن الزوجة كان لها تصريحات أخرى بعد استيقاظها في المستشفى، بحسب المحامي العام في طرطوس محمد علي سليمان، حيث أكدت أن زوجها كان متوترا جدا بسبب مكالمات تليفونية، وقد رفض الرد على بعضها ثم دخل فجأة وسحب البندقية وقام بإطلاق النار على سقف الغرفة ثم عدّل البندقية إلى وضعية الرش وبدأ بالتصويب على بناته وعليها.
وسبق أن أوردت وزارة الداخلية السورية تصريحا مماثلا عن الزوجة، بعد إعلانها القبض على الشخصين المذكورين في المنشور المحذوف وهما ”أحمد. ع“ و“بنيامين. ك“، بدعوى قيامهما بتهديد غدير سلام بقتله وعائلته، مثلما ذكر في المنشور المحذوف، ما دفعه للانتحار.
كما أوردت في بيانها أن "الأجهزة الأمنية تلقت بلاغا بالجريمة، وعند وصول رجال الأمن شاهدوا امرأة على باب المنزل مصابة بطلق ناري بساقها اليسرى، وتدعى كفاح محمد علي، وهي زوجة صاحب المنزل، والذي يدعى مطاع سلامة بن حافظ، ويكتب عبر مواقع التواصل باسم ”غدير سلام".
وظلت الجريمة محل تشكيكات وتساؤلات كثيرة، مثيرة لغطا كبيرا، بسبب فظاعتها أولا ولارتباط تفاصيلها بضباط في الفيلق الخامس المدعوم من روسيا، حيث ذكر في المنشور المحذوف أن ”ضباطا قاموا بسرقة أسلحة تابعة للفيلق وبيعها“، ما يعني أن ظهور الحقيقة كاملة قد يظل أملا مستبعدا.