في سوريا حرب مُركّبة خاضها السّوريون فيما بينهم، واشترك فيها الإقليم، والنتيجة مآسٍ وآلام وأوجاع
في سوريا حرب مُركّبة خاضها السّوريون فيما بينه، واشترك فيها الإقليم، وقادتها الدول العظمى، والنتيجة مآسٍ وآلام وأوجاع.
تَشرَّدّ الناس في أربع أصقاع الأرض، تيتّم الأطفال، وترمّلت النساء، والمحظوظ من بقي على قيد الحياة..
النساء السوريات كان لهُنّ النصيب الأكبر من الألم والدمع والضياع، فالأزواج غائبون في ميادين القتال، أو ضاعوا في الخطف والأسْر والاعتقال، أو يلهثون وراء لقمة العيش، وهذه عوامل تؤدي –في معظم الأحيان- إلى الطلاق.
300 ألف طفل فروا من الحرب في سوريا خلال 60 يوما
نزوح 38 ألفا خلال 5 أيام بسبب معارك شمالي سوريا
الطلاق بحد ذاته –وإن كان أبغض الحلال– ليس عيباً أو حراماً، لكنه جريمة بحق الأسرة والأطفال والمجتمع، خصوصا في الأوساط الفقيرة التي يؤدي انفصال الزوجين فيها إلى تشرد الأطفال وضياعهم.
أسباب الطلاق، وإن اختلفت من منطقة إلى أخرى، فإن أبرزها هو النزوح والتشرد والفقر جراء تدهور الاقتصاد السوري، وزواج القاصرات، ولا يمكن أن نتجاهل أن الخلافات السياسية داخل الأسرة الواحدة كانت سبباً لتفكُّك الأُسرة وضياعها.
القاضي الشرعي الأول بدمشق، محمود المعراوي، تحدث عن ازدياد حالات الطلاق في دمشق، وقال في عام 2014 سجلت المحكمة 6514 حالة طلاق، ليرتفع الرقم عام 2015 إلى 7028 حالة طلاق، وفي عام 2016 سجلت المحكمة 7423 حالة طلاق.
تقرير صادر عن قصر العدل بدمشق قال إن نسبة الطلاق ارتفعت عام 2017 إلى واحد وثلاثين في المئة، وقارب عدد المطلقات الثمانية آلاف امرأة، وتضاعفت الأعداد خلال السنوات الثلاث الماضية، وهذا يشير إلى مدى الأثر النفسي الذي تركته الحرب.
إلى جانب الطلاق، تجثم مشكلة الأرامل اللواتي وجدنَ أنفسهنَّ وحيداتٍ في مواجهة الحياة والظلم الاجتماعي والابتزاز مع أطفال كلّ ذنبهم أنهم جاؤوا إلى الدنيا في زمن الحرب، أمّا العنوسة التي وصلت بين الفتيات إلى سبعين بالمئة، وعزوف الشباب عن الزواج، فذاك حديث يطول.
حالات الطلاق قبل الحرب كانت لأسباب مختلفة منها تدخل الأهل في حياة الزوجين، والخيانة الزوجية، وأحياناً فارق العمر بين الزوجين، وعدم الانسجام بينهما، إلّا أن الكارثة التي حلّت بسوريا جعلت هذه الأسباب ثانوية إذا ما قارنا بالويلات التي جرّتها الحرب على السوريين.
ثقافة الشعب السوري وأصالتُه وحبُّه للحياة وانتهاء الحرب هي السُّبل الوحيدة لعودة التماسك والترابط إلى الأسرة السورية.