صدمة للسوريين.. إرشادات ألمانية جديدة تصعب منح عملية اللجوء
تقرير صحفي أكد أنه سيكون من الصعب في المستقبل القريب أن تمنح السلطات الألمانية السوريين اللجوء إليها كلاجئين فارين من حرب أهلية.
يبدو أن شهور العسل الألمانية للاجئين السوريين اقتربت من الانتهاء، بعد إصدار المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، التابع لوزارة الداخلية، تعديلا لإرشاداته بشأن سوريا.
وكشف تقرير لصحيفة دي فيلت الألمانية الخاصة، الأربعاء، أنه سيكون من الصعب في المستقبل القريب أن تمنح السلطات الألمانية، السوريين، اللجوء إلى هذا البلد الأوروبي كلاجئين هاربين من حرب أهلية.
- تقليص أموال دعم اللاجئين السوريين تثير خلافا كبيرا في ألمانيا
- ألمانيا تكشف عن صلات واسعة بين "الإغاثة الإسلامية" والإخوان الإرهابية
وتبنى المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين الألماني تغييراً في إرشاداته الداخلية كجزء من عملية واسعة لإعادة صياغة سياساته؛ حيث لم تعد الإرشادات الداخلية تنص على أن سوريا تشهد حربا أهلية تغطي كامل إقليمها.
وتنص إرشادات المكتب الداخلية فقط على وقوع اشتباكات في عدد قليل من مناطق البلاد أبرزها "إدلب"، ما دفع الصحيفة للتأكيد على أن "عدد السوريين الذين سيحصلون على اللجوء سيقل للغاية، إذا دخلت هذه الإرشادات حيز التنفيذ".
ومن أجل أن تدخل تلك الإرشادات حيز التنفيذ ويعتد بها كمرجع في قرارات منح اللجوء، يجب أن يوافق عليها وزير الداخلية هورست زيهوفر، بحسب تقرير الصحيفة.
ونقلت "دي فيلت" عن متحدث باسم المكتب الاتحاد للهجرة واللاجئين، لم تسمه، قوله: "لم تمنحنا قيادة وزارة الداخلية الموافقة النهائية على تلك الإرشادات، ولا تزال تدرسها حتى الآن".
وتلعب هذه الإرشادات دوراً مهماً في تحديد القواعد العامة الحاكمة لقرارات اللجوء؛ لكن موظفي المكتب يقومون إضافة لها، بتقييم فردي لطلبات اللجوء؛ كل حالة على حدة، أثناء فحصها.
وعادة ما يستند مكتب الهجرة، بالإضافة للإرشادات الداخلية الخاصة به، إلى تقييمات دورية تقدمها وزارة الخارجية، للأوضاع الأمنية للدول المصدرة للاجئين.
وتتحجج وزارة الداخلية الألمانية بأن نظيرتها "الخارجية" لا تستطيع تقديم تقييمات وافية للوضع الأمني في سوريا، بسبب عدم وجود تمثيل دبلوماسي لبرلين في دمشق منذ 2012، لتأخير الموافقة على الإرشادات الداخلية للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، وفقاً للصحيفة.
كانت وزارة الخارجية قالت في مذكرة أرسلتها لـ"الداخلية"، في نوفمبر/تشيرين الثاني 2018: "بسبب غلق السفارة الألمانية في دمشق عام 2012، فإن قدرتنا على تقديم تقييمات وافية للوضع الأمني في سوريا، محدودة للغاية"، حسب ما نقلته صحيفة دي فيلت.
وأثارت رغبة وزير المالية الألماني، أولف شولتز، تقليص ميزانية دعم اندماج اللاجئين في ألمانيا بمقدار 3.4 مليار يورو، أزمة كبيرة مع حكومات الولايات التي هددت بطلب عقد مفاوضات مع المستشارة أنجيلا ميركل نفسها حال أصر الوزير على موقفه.
ويعيش في ألمانيا في الوقت الحالي 1.1 مليون شخص يحملون إقامة "لاجئ" بينهم 845 ألف شخص منحدرين من سوريا والعراق، حسب بيانات رسمية.
ودخلت الغالبية العظمى من هؤلاء اللاجئين ألمانيا، خلال الأزمة التي ضربت الاتحاد الأوروبي في 2015، والتي أدت إلى دخول نحو مليون شخص معظمهم من سوريا والعراق وأفغانستان الأراضي الألمانية.