خبراء: سوق تداول السعودي على أعتاب تحول تاريخي
وضعت الإصلاحات الجارية سوق الأوراق المالية السعودي ضمن أكبر الأسواق الناشئة الجاذبة للاستثمارات الأجنبية
قال مديرو استثمار وتقارير مالية دولية إن سوق تداول السعودي بدأ بالفعل جني ثمار الإصلاحات التي أنجزها على مدار العامين الماضيين، ولا سيما فتح السوق أمام المستثمرين الأجانب والصناديق الضخمة بشكل أوسع عما كان عليه في السابق.
وقد عقب الخبراء على أحدث تقارير معهد التمويل الدولي، والذي كشف عن تدفقات للأسهم السعودية بقيمة 10.8 مليار دولار منذ بداية العام، بأن المملكة باتت واحدة من أكثر الأسواق الناشئة جذبا للاستثمارات الأجنبية، في ظل إدراجها بأشهر المؤشرات العالمية مما يجعلها على أعتاب تحول تاريخي.
- إتش.إس.بي.سي: السعودية تقود إصلاحات وطروحات الشركات بأسواق المنطقة
- اقتصاد رويترز: الأسهم السعودية قد تتلقى 20 مليار دولار تدفقات استثنائية
وحسب معهد التمويل الدولي فإن تدفقات الاستثمارات الأجنبية للمملكة كانت قريبة من الاستثمارات الأجنبية التي استقطبتها الصين والهند، ما يعد إنجازا رائعا للسوق السعودية.
من جانبه، قال محمد قطب العضو المنتدب لإدارة الأصول بشركة أسطول القابضة للاستثمارات الأجنبية، لـ"العين الإخبارية"، إن الإصلاحات التي أحرزتها المملكة في سوق الأوراق المالية جعلتها في صدارة أسواق المنطقة الأكثر جاذبية من وجهة نظر المؤسسات المالية العالمية.
وأوضح أن الوزن النسبي المرصود للأسهم السعودية نحو 2.6% بمؤشر MSCI، الذي يتبعه استثمارات قدرها 1.9 تريليون دولار، وهو ما يمنح سوق تداول فرصة استقطاب ما يربو على 40 مليار دولار على المدى البعيد.
وتابع: ما يمكن قوله الآن أن الأسهم السعودية بإمكانها جذب قرابة 15 مليار دولار في غضون عامين، لا سيما في ظل ارتفاع متوسط التداول اليومي من ملياري ريال إلى نحو 10 مليارات ريال.
ويتفق ذلك مع توقعات معهد التمويل الدولية ومؤسسة التصنيف موديز، بأن سوق تداول لديها القدرة على جذب 40 مليار دولار خلال السنوات المقبلة.
وأشار قطب إلى أن البورصات العربية بدورها ستسفيد من تسليط ضوء المؤسسات والصناديق الأجنبية على السوق السعودية، حيث سيكون هناك اهتمام أكبر بالفرص الواعدة بالمنطقة.
ونجحت السوق السعودية بمفردها في الاستحواذ على 4.5 مليار دولار من إجمالي 14.7 مليار دولار تدفقات للأسهم بالأسواق الناشئة في مايو/أيار الماضي، ما يجعله في مقدمة الوجهات الاستثمارية بين البورصات الناشئة.
من جانبه، أكد محمد ماهر نائب رئيس بنك الاستثمار برايم، في حديثه مع "العين الإخبارية"، أن المملكة أنجزت إصلاحات مؤثرة للغاية مثل زيادة اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺋوﯾﺔ ﻣن اﻷﺳﮭم اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻣﺢ للمؤسسات الأجنبية واﻟﺷرﮐﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﮭﺎ امتلاكها من 5% إلى 10% بأية طروحات مستقبلية بالسوق.
وأضاف أن هذا التعديل فتح شهية الاستثمار الأجنبي بالأسهم السعودية، لا سيما بعد إدراجها في مؤشرات FTSE وS&P Dow Jones إلى جانب مؤشر MSCI، مما يجعلها على أعتاب تحول تاريخي في جذب الاستثمارات الأجنبية.
فيما أشار ياسر عمارة، رئيس شركة إيجل للاستشارات المالية، إلى أن الاستثمارات الأجنبية المتدفقة للأسهم السعودية يمكن أن تتخطى 40 مليار دولار على الأجل الطويل، في حال تحسن الأوضاع الجيوسياسية بالمنطقة.
وأضاف أن أسعار البترول مستقبلا ستلعب دورا حاسما في رسم خريطة الاستثمارات الأجنبية بسوق تداول، خاصة أن الممملكة تتمتع باستقرار سعر الصرف مما يحمي المستثمرين من أية مخاطر مرتبطة بالعملة.
aXA6IDMuMTQ0Ljg2LjM4IA== جزيرة ام اند امز