صحيفة فرنسية: ساحة تحرير بغداد "أيقونة" الثورة ضد إيران
"لاكروا" تشيد بصمود العراقيين لا سيما الشباب الذين يحتجون في شوارع البلاد منذ أكثر من شهر لإنهاء التبعية الإيرانية.
أشادت صحيفة "لاكروا" الفرنسية بصمود العراقيين لا سيما الشباب الذين يحتجون في شوارع البلاد منذ أكثر من شهر لإنهاء التبعية الإيرانية رغم سقوط أكثر من 250 قتيلا وآلاف الجرحى.
- الأمم المتحدة: تزايد العنف ضد المتظاهرين العراقيين يثير القلق
- مليشيا الحشد تستعد لاقتحام ساحات الاعتصام بالعراق وفضها بالقوة
وتحت عنوان "في بغداد.. عزيمة ساحة التحرير"، قالت الصحيفة الفرنسية إنه رغم تجاوز عدد القتلى المئات وآلاف الضحايا، وإعلان الرئيس العراقي برهم صالح مناقشة إجراء انتخابات مبكرة، فإن الشارع العراقي يبقى متمسكا برحيل النظام بأكمله.
واعتبرت أن ساحة التحرير في بغداد أصبحت رمزا للصمود وأيقونة الثورة العراقية ومركزا للحراك الشعبي، ضد إيران ونفوذها، بعد أكثر من شهر منذ بدء الانتفاضة.
وأشارت إلى أن عدوى الحراك انتقلت بين جميع المدن العراقية وجميع أطياف الشعب، حتى وصلت إلى العاصمة العراقية بغداد، التي تشهد حالة من الثوران والغضب في وجه النظام العراقي، وهو ما ظهر في مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي من غضب الشباب، على أصوات الموسيقى الصاخبة والشعارات المدوية.
ورصدت الصحيفة الفرنسية مشاركة جميع فئات الشعب العراقي، من تجار الفواكه والحلاقين والخبازين، الذين قدموا الخبز مجانا لعشرات الآلاف من المحتجين، موضحة أنه انضم إليهم أيضا النساء وطلاب المدارس والجامعات.
ونقلت عن أحد المحتجين يدعى ناجي، قوله: "لدينا كل شيء من المعدات من القفازات والخوذ، لمواجهة القنابل المسيلة للدموع، التي تلقيها قوات الأمن، ما نحتاج إليه فقط هو وطن".
ولفت إلى أنه يقود مجموعة من نحو 20 متظاهرا من الشباب من جميع المحافظات في البلاد للاحتجاج في العاصمة بغداد للمطالبة بتغيير النظام.
وأضاف ناجي: "هؤلاء الشباب ينددون بالفساد المستشري في دوائر الحكومة العراقية"، قائلا: "للحصول على وظيفة حكومية لا بد من دفع الرشوة".
ودلل على ذلك: "للحصول على وظيفة في وزارة الكهرباء عليَّ أن أدفع أكثر من 5 آلاف يورو، من أين أجد هذه الأموال؟".
وأكد ناجي أنه "لا بد من تغيير النظام بأكمله"، مشيرا إلى أن "المتظاهرين يحملون لافتات نهاية نفوذ القوى الأجنبية، أولها إيران".
وأشار إلى أن "إيران ترسل لنا الحرس الثوري لترهبنا، ولكنها لن تخيفنا أبدا وسنستمر في ثورتنا".
وكان الرئيس العراقي برهم صالح، قد أعلن في وقت سابق مناقشة إجراء انتخابات مبكرة، موضحاً أنه سيتم إعدادها بعد التصويت على قانون انتخابي جديد، يخضع للتقييم هذا الأسبوع.
من جانبها، قالت مديرة الأبحاث في معهد دراسات الحرب" في واشنطن، جنيفر كافاريلا، إنه من الصعب أن تسمح طهران بإجراء انتخابات جديدة في بيئة يندد الكثير من العراقيين بالتدخل الإيراني، لأن تلك الخطوة ستفقدهم نفوذهم بتراجع شعبية النواب الموالين لها.
وأضافت الباحثة الأمريكية أن طهران تحاول بشكل أساسي كسب الوقت، لاحتواء الموقف.
ودللت على ذلك بتحذيرات المرشد الأعلى في النجف علي السيستاني، وتصريحات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بأن القوى الأجنبية وراء الاضطرابات في لبنان والعراق، فضلا عما كشفته وكالة "رويترز" بالاجتماع السري بين رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي ورئيس مليشيا فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وأوضحت أن "إيران ستسعى بالتأكيد إلى استخدام العنف لوأد الاحتجاجات، الأمر الذي سيجر البلاد إلى حرب أهلية".
ويشهد العراق منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي حتى الآن مظاهرات واعتصامات وعصيانا مدنيا في بغداد ومحافظات وسط وجنوب العراق، يطالب فيها المتظاهرون بتغيير النظام السياسي بشكل جذري، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تدير البلاد حتى إجراء انتخابات نزيهة تحت إشراف دولي، وإنهاء النفوذ الإيراني في العراق بالكامل.
واستخدمت مليشيات الحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والقنابل الغازية في محاولة لفضها؛ ما أسفر عن نحو 275 قتيلا وآلاف الجرحى.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTMuMTg1IA== جزيرة ام اند امز