مليشيا الحشد تستعد لاقتحام ساحات الاعتصام بالعراق وفضها بالقوة
مسؤول بوزارة الدفاع العراقية يكشف لـ"العين الإخبارية" عن خطط مليشيا الحشد الاستعانة بعناصرها الذين أنهت خدماتهم في قمع المتظاهرين
كشف مسؤول في وزارة الدفاع العراقية أن مليشيات الحشد الشعبي دعت كافة منتسبيها الذين أنهت خدماتهم إلى الالتحاق بصفوفها مجددا، بينما أغلقت القوات الأمنية جسر الشهداء في بغداد ليصل عدد الجسور المغلقة في العاصمة إلى ٥ جسور.
وشهدت بغداد، الثلاثاء، يوما هادئا لم تحدث فيه أي اشتباكات بين المتظاهرين المعتصمين في ساحة التحرير ومليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران والقوات الأمنية العراقية الخاضعة لها.
ورغم عودة خدمة الإنترنت، صباح الثلاثاء، إلا أنها لم تدم سوى ٤ ساعات لتعاود الحكومة العراقية قطعها حتى إشعار آخر عن كافة مناطق العراق باستثناء إقليم كردستان.
وكان مصدر في وزارة الاتصالات العراقية قد أوضح لـ"العين الإخبارية" أن "مجلس الأمن الوطني قرر قطع الإنترنت في البلاد حتى إشعار آخر".
وعزا المصدر انقطاع الإنترنت إلى خطة حكومية لاحتواء الاحتجاجات في بغداد ومدن جنوب العراق.
وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع العراقية لـ"العين الإخبارية" إن "هيئة مليشيا الحشد الشعبي أصدرت قرارا دعت بموجبه كافة عناصرها الذين أنهت خدماتهم بعد انتهاء المعارك ضد تنظيم داعش في ديسمبر/كانون الأول ٢٠١٧، إلى العودة لصفوفها وبرواتب ضخمة أكثر مما كانوا يتقاضونه أثناء الحرب".
وتابع المسؤول أن الهدف من إعادة المفصولين إلى صفوف الحشد هو إضعاف صفوف المتظاهرين الذين يشكل هؤلاء المفصولون قسما كبيرا منهم، كاشفا: "حاليا هناك تحشيد كبير لمليشيا الحشد من كافة الفصائل في مناطق الكرادة وشارع النضال والمنطقة الخضراء ومنطقة العلاوي وقرب جسر الشهداء".
وأوضح أن هذا التحشيد الذي يتزامن مع انقطاع الإنترنت يدل على اقتراب الحكومة من تنفيذ خطتها لفض المعتصمين وإنهاء المظاهرات بالقوة حسب الخطة التي وضعها الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس جناح الحرس الثوري الإيراني الخارجي الذي يشرف على غرفة عمليات قمع المظاهرات العراقية من داخل المنطقة الخضراء".
وأغلقت المليشيات، الثلاثاء، جسر الشهداء بالكتل الكونكريتية (الخرسانية) ليصل عدد الجسور التي أغلقتها خلال الأيام الماضية في بغداد إلى خمسة جسور جميعها تؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة التي تحتضن المقار الحكومية والبعثات الدبلوماسية الدولية، ويحاول المتظاهرون يوميا اجتياز الحواجز "الكونكريتية" لاقتحام المنطقة الخضراء لكن القوات المنتشرة على الجسور تستخدم الرصاص الحي والقنابل الغازية والغاز المسيل للدموع ضدهم بكثافة لتفريقهم.
وتزامنا مع انقطاع الإنترنت، فجر الثلاثاء، شنت المليشيات حملة اعتقالات واسعة في صفوف المتظاهرين بمنطقة العلاوي وشارع حيفا في بغداد.
وكشفت مصادر أمنية لـ"العين الإخبارية" عن أن "قوة تابعة لأمن الحشد الشعبي اعتقلت العشرات من المتظاهرين ونقلتهم إلى مطار المثنى في بغداد الخاضع لسيطرتها، ويحتضن هذا المطار العسكري العديد من السجون السرية الخاضعة لمليشيات الحشد".
في غضون ذلك قتلت مليشيات الحشد الشعبي متظاهرين وأصابت العشرات مساء الثلاثاء في محافظة كربلاء جنوب العراق.
وأكد النقيب عاصم الأنصاري الضابط في جهاز مكافحة الإرهاب بمحافظة كربلاء لـ"العين الإخبارية" أن "مليشيات الحشد الشعبي قتلت متظاهرين اثنين وأصابت العشرات إثر استخدامها الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق المتظاهرين المحتشدين أمام مبنى محافظة كربلاء"، لافتا إلى أن أحد القتلى قتل إثر إصابة رأسه بعبوة غاز مسيل للدموع الذي أطلقه عناصر المليشيات بشكل مباشر على المتظاهرين.
وحاصر متظاهرون عراقيون، ليلة الإثنين، مبنى القنصلية الإيرانية في كربلاء للمرة الثالثة خلال نحو أسبوعين، ورفعوا العلم العراقي عليها، وعلقوا لافتة على جدار القنصلية كتبوا عليها أنها مغلقة بأمر الشعب.
ودعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق كافة الأطراف إلى حوار وطني بإشراف من الأمم المتحدة.
وقالت المفوضية في بيان لها: "في الوقت الذي نؤكد فيه كفالة حرية الرأي والتعبير والتظاهر والتجمع السلمي وتوحيد المطالب المشروعة بما يعزز حقوق الإنسان، فإننا ندعو كافة الأطراف إلى حقن الدماء والبدء بحوار وطني برعاية الأمم المتحدة".
وطالبت المفوضية المتظاهرين بإدامة زخم المظاهرات في أماكن لا تؤثر على سير المرافق العامة وعدم تعطيلها بما يعزز تقديم الخدمات للمواطنين وكفالة حقوقهم التي كانت أحد مطالب المتظاهرين الأساسية.
ويشهد العراق منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى الآن مظاهرات واعتصامات وعصيانا مدنيا في بغداد ومحافظات وسط وجنوب العراق، يطالب فيها المتظاهرون بتغيير النظام السياسي بشكل جذري وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تدير البلاد حتى إجراء انتخابات نزيهة تحت إشراف دولي، وإنهاء النفوذ الإيراني في العراق بالكامل.
واستخدمت مليشيات الحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والقنابل الغازية لإنهائها لكنها ورغم العنف المفرط ما زالت هذه المظاهرات متواصلة.
aXA6IDE4LjExOS4xMjUuMjQwIA==
جزيرة ام اند امز