بعد تدريبات جديدة.. تايوان "لا تخشى" الصين رغم نذر "حرب حقيقية"
مع إعلان الجيش الصيني عن تدريبات عسكرية جديدة حول تايوان بعد يوم من الموعد المقرر لانتهاء أكبر مناوراته، عبرت تايبيه عن قلقها.
وقال وزير الخارجية التايواني جوزيف وو، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية إنه قلق من حرب واسعة النطاق، مشيرا إلى أنه يجب إظهار عدم خوفهم من بكين للتعامل مع الأمر.
وأكد رئيس الدبلوماسية التايوانية، أن الصين "تهدد تايوان دائما، لسنوات، إلا أن التهديدات أصبحت أكثر خطورة في السنوات الماضية"، مضيفًا: "لقد كانت كذلك دائما، سواء قامت رئيسة مجلس النواب الأمريكي بيلوسي بزيارة تايوان أم لا، تهديد الجيش الصيني لتايوان كان موجودا دائما. وهذه الحقيقة التي يجب أن نتعامل معها".
وبالنسبة للصين، فلا توجد مبررات لهذه المخاوف، إذ ترى بكين أن الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي خاضعة للصين الموحدة، وأنها تملك السيادة عليها. وتقول الولايات المتحدة أكبر داعمي تايوان إنها لا تسعى لانفصال الجزيرة عن الصين.
حرب حقيقية
وأشار إلى أن "تايوان أكثر قدرة على التحمل من أي وقت سابق"، مضيفًا: "أشعر بالقلق من أن الصين ستشن فعلا حربا ضد تايوان. لكن ما تقوم به حاليا هو محاولة إخافتنا، وأفضل طريقة للتعامل مع الأمر هو إظهار أننا لسنا خائفين للصين".
بدورها، قالت وزارة الدفاع التايوانية، إنها تتعامل مع التدريبات العسكرية الصينية بهدوء، مشيرة إلى أن اجتياز الصين للخط الفاصل لمضيق تايوان يعتبر اقتحاما لمنطقة التدريبات العسكرية التابعة لها.
وأكدت "الدفاع التايوانية"، أن اجتياز الصين للخط الأوسط بمضيق تايوان سيؤثر على خطوط الطيران الدولية، مشيرة إلى أن الطائرات والسفن الصينية لم تدخل مياهها الإقليمية أبدا.
تدريبات عسكرية
وفي وقت سابق اليوم، أعلن الجيش الصيني عن تدريبات عسكرية جديدة برا وبحرا حول تايوان بعد يوم من الموعد المقرر لانتهاء أكبر مناوراته على الإطلاق والتي أطلقها احتجاجا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايبيه الأسبوع الماضي.
وقالت قيادة المنطقة الشرقية إنها ستجري تدريبات مشتركة تركز على عمليات التصدي للغواصات والهجمات البحرية، مما يؤكد مخاوف بعض المحللين الأمنيين والدبلوماسيين من أن بكين ستستمر في الضغط على دفاعات تايوان.
وأثارت زيارة بيلوسي الأسبوع الماضي غضب الصين التي تعتبر الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي إقليما تابعا لها وردت بإطلاق صواريخ باليستية تجريبية فوق تايبيه للمرة الأولى بالإضافة إلى التخلي عن بعض قنوات الحوار مع واشنطن.
ودافعت وزارة الدفاع الصينية اليوم الإثنين عن تعليق المحادثات العسكرية مع الولايات المتحدة احتجاجا على زيارة بيلوسي لتايبه الأسبوع الماضي وقالت إنه يجب أن تتحمل واشنطن "عواقب وخيمة".
ولم تُعرف بعد مدة التدريبات الجديدة أو موقعها بالتحديد، لكن تايوان خففت بالفعل قيود الطيران بالقرب من مناطق التدريبات الستة التي أجرتها الصين مؤخرا حول الجزيرة.
وقبل وقت قصير من الإعلان عن التدريبات الجديدة، التقت رئيسة تايوان تساي إينج وين مع رالف جونسالفيس رئيس وزراء جزر سانت فينسنت وجرينادين الذي يزور البلاد حاليا وأخبرته أنها "تأثرت بتصميمه على القدوم رغم الضغوط العسكرية الصينية".
وقالت تساي في حفل للترحيب بجونسالفيس في تايبه "أوضح رئيس الوزراء جونسالفيس في الأيام الأخيرة أن التدريبات العسكرية الصينية لن تمنعه من زيارة الأصدقاء في تايوان. هذه التصريحات أثرت فينا بشدة".
محاكاة هجمات
ولم يتضح ما إذا كانت تساي قد وجهت الدعوة إلى جونسالفيس قبل أو بعد زيارة بيلوسي. وقالت وزارة الخارجية التايوانية ردا على سؤال لرويترز "لا نفصح عن الخطط الداخلية أو الاتصالات بين الحكومات".
وقالت وزارة الدفاع التايوانية إن سفنا وطائرات وطائرات مسيرة عسكرية صينية قامت بمحاكاة هجمات على الجزيرة وقواتها البحرية. وقالت إنها أرسلت طائرات وسفن للرد "بشكل مناسب".
وإلى جانب إطلاق 11 صاروخا باليستيا قصير المدى خلال تدريبات على مدار الأيام الأربعة السابقة، شاركت سفن حربية ومقاتلات وطائرات مسيرة صينية في مناورات مكثفة حول الجزيرة.
وقبل وقت قصير من انتهاء تلك التدريبات أمس الأحد، أجرت نحو 10 سفن حربية من كل من الصين وتايوان مناورات في أماكن قريبة حول الخط الفاصل في مضيق تايوان، بحسب قول مصدر مطلع على الوضع يشارك في التخطيط الأمني.
aXA6IDE4LjIyNC41Ni4xMjcg جزيرة ام اند امز