يابانية تعتنق الإسلام بعد نصيحة بعدم قتل بعوضة
تقل أماكن الصلاة في اليابان، وكان "علي" عندما لا يجد مكانا للصلاة يصلي عند بسطة الدرج، في حين تقف "تاكاسي" لتشرح الوضع حال قدوم أحدهم.
تسبب تنظيم داعش الإرهابي في تداول مفاهيم خاطئة عن اضطهاد الإسلام للمرأة، ورغم رواج تلك الصورة القاتمة عن الإسلام فإن بعض السيدات اليابانيات قررن اعتناق الإسلام وتزوجن من مسلمين.
"لقد بدأت قصتنا قبل ثلاث سنوات عندما كنا نلتقي في المطعم الذي كنت أتردد إليه، أصبحت أبادره الحديث بشكل عفوي، وبعد ذلك تطورت العلاقة حتى تزوجنا". هكذا بدأت اليابانية تاكاسي يوري (48 عاما)، تروي قصتها مع زوجها المسلم محمد علي (42 عاما)، حسب الوكالة الرسمية اليابانية.
تاكاسي مهندسة معمارية في إحدى الشركات اليابانية الكبرى والتي تقوم ببناء المنازل، وكونها ترتدي ملابس عادية فلا يمكنك معرفة أنها يابانية تعتنق الإسلام.
تقول "تاكاسي": "لم يخبرني في البداية أنه مسلم، لكني عرفت ذلك لأول مرة عندما سألته بشكل مباشر سر عدم تناوله لبعض الأطعمة التي كنت أقترحها عليه، وكونه يعلم أن الإسلام دين غير راسخ في اليابان فهو لا يصلي أبداً أمام الناس؛ لأنه ربما يخشى أن يساء فهمه".
كان لدى "تاكاسي" تصوّر عن الإسلام بأنه دين يحرم أكل لحم الخنزير، لكن بخلاف ذلك كان يقع أمام عينيها الأخبار التي تعطي انطباعات سلبية عن الإسلام في وسائل الإعلام العالمية المختلفة، وذات يوم عندما همّت "تاكاسي" بقتل بعوضة، فوجئت بـ"علي" قائلاً: ”لماذا تقتلينها؟ حاولي أن تبعديها عنك لا تقتليها، أمسكيها ثم أفلتيها في الخارج“.
تقول: "لقد كان يطبق تعاليم الإسلام بجدية ونقاء، وقد ذهلت حينها من وجود رجل بهذا القلب النقي الطيب، وأدركت في نفس اللحظة أن الإسلام الذي يتم عرضه في الأخبار هو بعيد تماماً عن الحقيقة".
تضيف "تاكاسي": "قبل أن أتزوج وحتى بعد أن تزوجت واعتنقت الإسلام لم يُكرهني "علي" أبداً على فعل أي شيء، عندما بدأت أعي زواجنا سألته إذا كان من الأفضل لي عدم تناول الخنزير ولكن الإجابة كانت غير متوقعة، حيث قال لي: "كل شيء عبارة عن علاقة بينك وبين الله، ولا يحقّ لأي إنسان مهما كان أن ينتقد أفعال الآخرين“. وهكذا لأنه لم يُكرهني على شيء وُلدت بداخلي مشاعر احترام إيمانه تنمو لدي فبدأت دراسة الإسلام، وامتنعت عن أكل الخنزير وشرب الخمر نهائياً، كما أنني اشتريت أدوات وأواني طبخ جديدة وتخلصت من تلك التي استخدمتها في طهو لحم الخنزير.
تقل أماكن الصلاة في اليابان، وكان "علي" عندما لا يجد مكاناً للصلاة يصلي عند بسطة الدرج، في حين تقف "تاكاسي" أسفل الدرج لتشرح الوضع في حالة قدوم أحدهم؛ لكون الموضوع غريبا وغير معتاد في اليابان؛ لأنها ليست دولة إسلامية، وهو ما جعل تاكاسي تيقن بأن إيجاد أماكن للصلاة هو أمر مربك والخروج من المنزل صعب وخاصةً على النساء.
ولما كانت الصلاة تريح المسلم وتبعث في نفسه الطمأنينة قرر "علي" البحث عن محل يمكّنه من إنشاء مصلّى داخله، في حين أن تاكاسي كانت لا ترتدي الحجاب إلا عندما تذهب إلى المسجد ولا تصلّي إلا على قدر استطاعتها.
تشرح تاكاسي الوضع بعد الإسلام قائلة: "عندما أفكر بأنني أعمل في بلد كاليابان، أقول في قرارة نفسي هل يمكنني أن أرتدي الحجاب أمام الزبائن عندما أخرج من المنزل؟ وهل يمكنني أن أخصص وقتا للصلاة خلال العمل؟ أعتقد أنه أمر صعب على أرض الواقع، أو بالأحرى هو أمر سيسبب المتاعب للشركة وللمحيطين بي، إلا أنني أعتبر الأمر على أنه علاقة بيني وبين الله وسأحاول جاهدة قدر استطاعتي أن أطبقه في الواقع".
وتضيف: "كل ما أتمناه حقا هو أن يتقبّل المجتمع المحلي زوجي المسلم، فأنا أحرص دائما على المشاركة بشكل إيجابي في اجتماعات رابطة أهالي الحي، كما أنني أحاول أن أشتري المواد الغذائية من المحلات المجاورة لي، وبذلك فقد بدأ عدد الأشخاص الذين يتجاذبون أطراف الحديث معي في الازدياد".
"أتعلم الإسلام من زوجي بتروٍّ، صحيح أنه أمر ربما سيستغرق وقتاً طويلاً إلا أنني عندما أفكر في المستقبل أتمنى أن يكون لي دور إيجابي تجاه زوجي والمسلمين الذين يعيشون في اليابان". تختتم تاكاسي" حديثها عن حياتها مع زوجها.