تلعفر .. مدينة القلعة والثورة ضد الإنجليز
تحولت الأنظار من الموصل إلى مدينة تلعفر العراقية بعد إعلان مليشيات الحشد الشعبي بدء تحركها نحو تلعفر.. تعرف أكثر على تاريخ تلك المدينة.
تحولت الأنظار من الموصل إلى مدينة تلعفر العراقية بعد إعلان مليشيات الحشد الشعبي السبت 29 أكتوبر/ تشرين الأول بدء تحركها نحو تلعفر لاستعادتها من يد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وجاءت تحركات مليشيات "الحشد الشعبي" الشيعية لتثير أزمة في معركة الموصل وسط تحذيرات من أطراف إقليمية ودولية، وحتى التحالف الدولي من أعمال عنف طائفية بسبب هذه المشاركة.
وتقع مدينة تلعفر العراقية ضمن محافظة نينوى وعلى مسافة 55 شمال غرب الموصل وعلى بعد نحو 60 كلم من الحدود السوريةـ واستولى تنظيم "داعش" الإرهابي على المدينة في 2014.
وأهمية تلعفر الإستراتيجية في معركة الموصل تنبع من أنها الطريق الرئيسي لفرار عناصر "داعش" من الموصل باتجاه سوريا وتحديداً الرقة التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي.
ويبلغ عدد سكان تلعفر نحو 400 ألف نسمة وسكانها أغلبهم من التركمان الشيعة والسنة. وتقطنها عشائر عربية أشهرها عشيرة شمر. وأغلب السكان يتحدثون باللغة التركمانية.
اقرأ أيضاً:
- تلعفر "بوابة جهنم" بين تركيا والحشد الشعبي و"الطائفية" تطل برأسها
- الحشد الشعبي يواجه داعش من بوابة تلعفر القريبة من تركيا
ومن أبرز معالم المدينة قلعة تلعفر الشهيرة التي بنيت في العهد الآشوري، حيث كانت تلعـفر مركز عبادة الإله "عشتار" وكانت بساتين المدينة وقفاً لمعبد هذه الآلهة.
وجدد الرومان بناية هذه القلعة وحكموا أسوارها، كما جدد الخليفة مروان بن محمد الثاني آخر خلفاء الأمويين والذي كان والياً على منطقة الجزيرة بناء القلعة، وسميت بـ"قلعة مروان" حتى ظنَّ البعض أن القلعة بنيت في العصر الأموي..
وتبلغ مساحة القلعة 28 ألف متر محاطة بأسوار رئيسية وثانوية الرئيسي منها عرضه 3,30 متر وارتفاعه زهاء 6 أمتار.
ويرى عدد من المؤرخين أن تلعفر كلمة مركبة من تل وعفر أي "تل التراب" وآخرون اعتبروا أن أصلها هي تل عفراء والذي يعني تل الغزلان.
وفي خلافة الإمام علي بن أبي طالب تحولت تلعفر إلى أحد مراكز الخوارج الذين حاربوا الإمام علي لسنوات طويلة، وظلت مركزاً للخوارج حتى الفترة الأموية، وأصبحت تلعفر جزءً من الدولة التركمانية في القرن الخامس عشر ميلادياً.
وثورة تلعـفر في 1920 كانت أول ثورة حقيقية في تاريخ العراق المعاصر ضد الاحتلال الإنجليزي، بحسب أكثر من مؤرخ الذين اعتبروها واحدة من المقدمات المهمة للثورة الكبرى.
وتحولت تلعفر إلى مركز للنزاع بين إقليم كردستان العراق وحكومة بغداد المركزية منذ 2003، حيث تطالب حكومة كردستان بضمها للإقليم، فيما ترفض بغداد مع مراقبة تركيا للأوضاع بها بسبب الأغلبية التركمانية في المدينة.
وتضم تلعفر 30 حياً سكنياً تقسم إلى 3 قطاعات وأشهر الأحياء السكنية هي حي القلعة وحي المعلمين وحي القادسية وحي الوحدة، وتتبع المدينة 63 قرية وبها مستشفى وحيدة و10 مراكز صحية ودور سينما وحيد تم إغلاقه بعد سيطرة "داعش" على المدينة.