قتل وأسر وسيطرة.. طالبان "تنفرد" بالحكومة الأفغانية
تواصل حركة طالبان هجماتها المكثفة ضد القوات الحكومية، حيث سيطرت على أحد الأحياء في إقليم بغلان، بعد قتال ضارٍ مع الجيش الأفغاني.
وتمكنت الحركة، التي كثفت هجماتها مؤخرا بعد إعلان واشنطن اعتزامها سحب جميع قواتها من البلاد، من قتل وأسر جنود في القوات الحكومية.
وأوضح جاويد بشارات المتحدث باسم شرطة إقليم بغلان إن المقاتلين سيطروا على حي باركا بعد قتال دام ساعات مع القوات الحكومية التي تراجعت للمدينة الرئيسية.
لكن المسؤول ذكر أن "طالبان" في المقابل تكبدت خسائر جسيمة في القتال، فيما أفاد مسؤول أمني بارز آخر، بأن عشرة على الأقل من أفراد الأمن قتلوا وأسرت "طالبان" 16 آخرين.
وقال مسؤولون أفغان اليوم الأربعاء إن مقاتلي طالبان سيطروا على الحي المذكور؛ مما اضطر القوات الحكومية للتراجع إلى عاصمة الإقليم وسط تصاعد العنف في الفترة الأخيرة.
وتصاعد القتال بشدة في الأسابيع القليلة، وتقول الحكومة الأفغانية إنها سجلت أكثر من مئة هجوم لطالبان على قوات الأمن ومنشآت حكومية أخرى في 26 من أقاليم البلاد وعددها 34 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
مسؤولون محليون قالوا أمس الثلاثاء إن طالبان اجتاحت موقعا أمنيا صغيرا على طريق سريع في إقليم بغلان مما أسفر عن مقتل تسعة جنود وإصابة آخرين بجروح.
وقال فردوس فارامارز المتحدث باسم قائد شرطة كابول إن شخصا قُتل وأصيب ثلاثة في انفجار قنبلة على الطريق في أثناء مرور سيارة مسؤول بالقطاع الطبي خارج المدينة.
كما قتلت سيارة ملغومة أخرى قائدا للشرطة المحلية في إقليم بكتيكا بجنوب شرق البلاد أمس، بحسب مسؤولين حكوميين.
الحكومة دون غطاء دولي
ورغم أن الولايات المتحدة لم تف بالموعد المتفق عليه في محادثات أجرتها مع طالبان العام الماضي والذي حل يوم الأول من مايو/ أيار، إلا أنها بدأت بالفعل في الانسحاب السبت الماضي، مع قوات حلف الناتو.
لذلك أضحت قوات الأمن الأفغانية، حاليا، في اختبار حقيقي لقدراتها في الدفاع عن البلاد بعد قرابة 20 عاما من تواجد القوات الأجنبية بها.
وبات على القوات الأفغانية الدفاع عن الأراضي التي تسيطر عليها حاليا ودعم الحكومة دون إسناد دولي مباشر، لتبقى الحكومة الأفغانية أمام مستقبل غامض وسط تصاعد هجمات طالبان، التي انفردت بالجيش الأفغاني مستغلة انكشاف الغطاء الدولي.
ويرى منتقدو قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن إن سحب الولايات المتحدة قواتها، سيفتح شهية المتشددين للعودة للحكم.
وتسيطر طالبان الآن على مساحات من الأراضي أكثر من أي وقت؛ منذ أن أطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بحكمها بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001.
aXA6IDMuMjIuNzAuMTY5IA== جزيرة ام اند امز