قادة طالبان الخمسة.. صفقة إرهاب قطرية في عهد أوباما يدينها ترامب
الصفقة المشبوهة دخلت حيز التنفيذ، وسط تحذيرات من عودة هؤلاء القادة المرتبطين بتنظيم القاعدة للعمل بالمكتب السياسي لحركة طالبان
في الوقت الذي تحاول قطر جاهدة التعمية على دورها في دعم الإرهاب طفت على السطح مجددا صفقة إطلاق سراح 5 من قادة طالبان من معتقل جوانتانامو، إبان عهد الرئيس الأمريكي السابق بارك أوباما، وأدانها الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو، الذي كان حينها لا يزال نائبا في الكونجرس.
ودخلت الصفقة المشبوهة حيز التنفيذ، وسط تحذيرات من عودة هؤلاء القادة المرتبطين أيضا بتنظيم القاعدة للعمل بالمكتب السياسي للحركة في الإمارة الصغيرة.
- بعد صفقة جوانتانامو.. عودة 5 من قادة طالبان للعمل بمكتب الدوحة
- "طالبان" تقر باجتماع ممثليها في الدوحة مع المبعوث الأمريكي لأفغانستان
وأدان ترامب في عام 2014 الصفقة واصفاً إياها بأنها "سابقة سيئة أخرى" و"خسارة أخرى للولايات المتحدة".
كما اعترض بومبيو على الصفقة بين قطر وإدارة أوباما، معللا ذلك بعدم وجود ما يشير إلى أن هؤلاء الأشخاص قد صححوا مسارهم، وهو ما ثبت صحته لاحقا مع محاول بعضهم إعادة العلاقات مع شبكات إرهابية قديمة.
وذكرت مجلة "فرونت بيج" الأمريكية أن هذا التطور في الأحداث يستدعي إلقاء نظرة ثانية على القصة، مستشهدة بما أوردته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عام 2014، قائلة "أحد المخاوف الكبيرة هي إطلاق الولايات المتحدة سراح خمسة من قادة طالبان مقابل بوبيرغدال. لذا من هؤلاء الرجال؟ وماذا يمكن أن يفعلوا عند إطلاق سراحهم؟".
وسلطت المجلة الأمريكية الضوء على القادة الخمسة، حيث بدأت بالتعريف عن خيرالله سعيد والي ساعد في تأسيس حركة طالبان عام 1994، وعمل ذات مرة بصفته وزير داخلية، ووفقاً لملفه بقضية جوانتانامو كان معروفاً أن لديه علاقات مقربة بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، المحرك الرئيسي لهجمات 11 سبتمبر.
كما ضمت الصفقة المشبوهة الملا محمد فضل الذي خدم بصفته قائداً بارزاً في جيش طالبان خلال التسعينيات، وترقى إلى رئيس الأركان، وعلى الأرجح أشرف على عمليات قتل آلاف من المسلمين الشيعة قرب كابول، وكان حاضراً خلال أعمال شغب في السجن التي قُتل فيها ضابط السي آي إيه جوني سبان، ووفقاً لملف قضيته إن أطلق سراحه فيمكن أن يعود إلى صفوف طالبان واستكمال أعماله العدائية ضد الولايات المتحدة وقوات التحالف.
الملا نور الله نوري، كان أحد حكام المحافظات في عهد طالبان، وقيل إنه كان له دور في مذبحة الشيعة، ووفقاً لملف قضيته فإنه شخصية ذات شأن تشجع على الأعمال العدوانية.
أما عبدالحق واثق، نائب رئيس المخابرات لحركة طالبان، استخدم مكتبه لدعم القاعدة، وأقام تحالفات بين طالبان والمليشيات المسلحة.
ومن جانبه، كان محمد نبي العمري عضواً في خلية مشتركة بين القاعدة وطالبان، وهو أحد أهم قادة طالبان المعتقلين في جوانتانامو.
وشكل جميع زعماء طالبان الخمسة خطراً كبيراً وتهديداً على الولايات المتحدة وحلفائها، ومع ذلك دفع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لإطلاق سراحهم، وكان الأمر بمثابة مفاجأة لرئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ديان فينشتاين، الديمقراطية اليسارية من سان فرانسيسكو.
آنذاك، قالت فينشتاين "كانت هناك آراء قوية للغاية وكانوا يجمعون تقريباً على رفض صفقة المبادلة"، لكن رغم المعارضة أضافت "البيت الأبيض أحادي للغاية حول ما يريد فعله في الوقت الذي يريد".
في هذا الوقت، زعم أوباما أن قطر ستراقب عن كثب عملية إطلاق سراح السجناء من جوانتانامو، وعند سؤاله حول إمكانية عودتهم للعمليات العدوانية ضد الولايات المتحدة، أوضح أن "هناك معدلا معينا من الانتكاس يحدث".
وبالفعل بحلول عام 2015، تواصل 3 من الخمسة قادة مع شبكات إرهابية قديمة، وقال مايك بومبيو، الذين كان حينها عضوا بالكونجرس عن ولاية كنساس "لم أرَ شيئاً يدفعني للاعتقاد أنهم أصلحوا أو غيروا أساليبهم أو ينوون الاندماج في المجتمع بطرق تمنحني الثقة بأنهم لن يعودون لمحاولة الإضرار بأمريكا".
وفي 2018، وبصفتهم أعضاء بالمكتب السياسي لطالبان، فإن القادة الخمسة في وضع مثالي للقيام بذلك، والدليل ما حدث خلال الشهر الماضي، عندما صعّدت طالبان هجماتها على الانتخابات الأفغانية.