خبراء: بيان سلطان بن سحيم مسمار جديد في نعش النظام القطري

خبراء ومحللون يؤكدون أن بيان الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني الفرصة الأخيرة للدوحة للعودة إلى البيت الخليجي

اعتبر خبراء ومحللون سياسيون بيان الشيخ سلطان بن سحيم بن حمد آل ثاني ، أحد شيوخ العائلة الحاكمة في قطر،  مسماراً جديداً في نعش نظام تميم بن حمد، خاصة أنه يشير إلى وجود انقسام كبير حوله داخل الأسرة الحاكمة في قطر؛ الأمر الذي بات يشكّل خطراً كبيراً على بقاء هذا النظام إذا ما استمر عناده.

وألقى الشيخ سلطان بن سحيم بن حمد آل ثاني بياناً متلفزاً أمس من مقر إقامته في باريس، قال فيه إن "الحكومة القطرية ارتكبت أخطاء فادحة بحق إخواننا في الخليج وهددت وجودهم، وقد سمحت تلك الحكومة للدخلاء والحاقدين ببث سمومهم في كل اتجاه حتى وصلنا إلى حافة الكارثة"، داعياً إلى اجتماع عائلي ووطني لحل الأزمة.

وقطعت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) في الخامس من يونيو الماضي (تبعها دول عربية أخرى) كافة علاقاتها مع قطر لدعمها الإرهاب في المنطقة وتمويل جماعات متطرفة.

وخلال الأشهر الماضية رفضت الدوحة الاستجابة للمطالب العربية لاستعادة العلاقات معها، وكل جهود الوساطة العربية والدولية لحل الأزمة، معتمدة على تحالفها مع النظام الإيراني المعادي لدول الخليج.

وقال السفير أشرف حربي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، والمستشار بمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، لبوابة "العين" الإخبارية، إن بيان الشيخ سلطان بن سحيم يعد استكمالاً لحلقة تضييق الخناق على النظام القطري الحالي، ويشكل إضافة مهمة لمبادرة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، باعتباره أول رد فعل عليها واستجابة رسمية من جانب أحد أقطاب العائلة الحاكمة في قطر.

وأوضح السفير حربي أن الشيخ سلطان بن سحيم هو عضو مهم جداً له تأثير داخل مجلس الأسرة الحاكمة؛ متوقعاً أن يكون هناك مزيد من الدعم لهذه الدعوات من جانب مجلس العائلة، وأن يفتح البيان الباب لمزيد من الجدل الداخلي، ما يعتبر أنه مسمار جديد في نعش النظام الحالي.

وجاء في بيان الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني: "إن الوضع اليوم صعب، ولم يسبق لأهلنا في الخليج العربي وأشقائنا العرب أن نبذونا هذا النبذ، وأغلقوا دوننا كل باب، بسبب أخطاء فادحة في حقهم وممارسات ضد وجودهم"، مشيراً إلى أن "دورنا اليوم التضامن لتطهير أرضنا منهم، والاستمرار في التنمية التي ترفع اسم قطر عالياً وتزيد دورها الحضاري وقيمتها الإنسانية".

وأكد السفير حربي أن المراقب للوضع الداخلي في قطر يمكنه بوضوح معرفة الانقسام الكبير الذي تعيشه الأسرة الحاكمة؛ "فهناك فريق مع تميم وفريق آخر ضده، وبالتالي نحن أمام سيناريوهين، الأول هو أن يتراجع نظام تميم عن سياسته وتدخلاته في شؤون الدول العربية، ووقف دعم الإرهاب عبر الاستجابة للمطالب العربية، ومن ثم يستجيب للضغوط ويعود لمحيطه الخليجي والعربي".

السيناريو الثاني، بحسب عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، هو الإصرار على عناده وعدم التراجع "وهنا نتوقع مزيداً من العقوبات العربية المفروضة، ومزيداً من الانقسام الداخلي، ومن ثم يصبح هناك خطر كبير على بقاء النظام الحاكم بقيادة تميم، خاصة في ظل تكوّن رأي عام دولي مؤيد للمواقف العربية الداعمة لوقف دعم الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط".

من جهته، قال الإعلامي أمجد طه، الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط في حسابه على تويتر: "حالة هلع تصيب نظام قطر بعد بيان الشيخ سلطان بن سحيم، وقد يقوم النظام باعتقالات عشوائية للشيوخ".

في السياق ذاته، قال خالد القاسمي، المحلل السياسي الإماراتي والباحث في شؤون الخليج، إنه "بلا شك فإن تصريحات الشيخ سحيم واضحة في محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في قطر"، معتبرا أنها "دعوة كريمة للمّ شمل العائلة الحاكمة وأيضا الأعيان في قطر".

وتابع: "ما يحدث في قطر من دعم واضح للإرهاب، وسير الحكومة في هذا الاتجاه غير السليم والابتعاد عن المنطقة وعن مجلس التعاون الخليجي، بلا شك وللأسف الشديد سيجر قطر إلى مخاطر كبيرة".

وأضاف: "نتمنى أن تلتفّ المعارضة والشعب القطري إلى هذه الدعوات للتخلص من نظام الحمدين الذي اضطهد شعب قطر"، متمنياً أن تعود الدوحة إلى الطريق الصحيح، وإلى بيتها الخليجي بفضل دعوات سلالة آل ثاني الكرام".

وكان الشيخ سلطان قد عبّر عن أسفه، قائلا: "والله إنه يحزنني أن يكون الذكر في هذه الأزمة كلها للتنظيمات الإرهابية واحتضانها وانتشار الجماعات المخربة بيننا والتدخل في شؤون الآخرين وتخريب استقرارهم وأمنهم، وكأن دوحتنا مجرد حاضنة لكل المفسدين والضالين ومنبر يخدمهم وثروات تعمل من أجل مصالحهم، بينما هم أول من يهربون لو ضاقت بنا الدوائر؛ فلا يهمهم سوى الاستغلال والتلاعب".

وأكد في خطابه ثقته "بحكمة الملك سلمان بن عبدالعزيز وقادة الدول ومحبتهم المتأصلة لنا، ووقوفهم إلى جانبنا، لعل الله يجعل منا صلة سلام تعيد الأمور إلى نصابها وتصحح كل خطأ وتطرد كل الكوابيس التي أشغلت أهلنا وأحالت حياتهم خوفاً مستديماً وترقباً مريراً".