ضربة أمريكية للرد على "كيماوي دوما".. سيناريوهات محتملة
كان الرد على الهجوم الكيماوي الذي وقع عام 2017 رمزيا إلى حد كبير، لكن هذه المرة يمكن أن يكون أكثر شمولا.
توقعت صحف بريطانية، الثلاثاء، أنه حال توجيه الولايات المتحدة الأمريكية ضربة عسكرية ضد نظام الأسد في سوريا للرد على استخدام الأسلحة الكيماوية في دوما ستكون أكثر شمولا، بعد أن جاء الرد على استخدام سلاح الكيماوي في خان شيخون عام 2017 رمزيا إلى حد كبير.
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إنه "حال أن أمر ترامب بضربة ثانية، فهي على الأرجح ستكون أكثر شمولًا؛ وستكون الأهداف المحتملة خلال الجولة الثانية من الهجمات هي القواعد الجوية السورية، وربما ما يتبقى من القوة الجوية نفسها".
الأهداف المحتملة؟
بعد هجوم خان شيخون 2017، أمر ترامب بضربة عسكرية على مطار الشعيرات، وتسببت الصواريخ التي انطلقت من السفن الحربية الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط بدمار هناك، لكن سرعان ما تم إصلاحها؛ حيث كان هذا الهجوم رمزيا إلى حد كبير، بحسب الصحيفة البريطانية.
وكان أسطول الطائرات السورية قد تعرض لضربات لكن تم دعمه بمقاتلين روس، وتعرض نظام الدفاع الجوي السوري لأضرار بالغة نتيجة الهجمات الإسرائيلي.
القدرات الأمريكية
تُبقي الولايات المتحدة على مجموعة قتالية بحرية في شرق البحر المتوسط مزودة جيدًا بصواريخ، بالإضافة إلى عدد كبير من المقاتلات النفاثة في الخليج، التي تم نشرها من أجل استهداف تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا.
وأكدت الصحيفة أن استخدام سلاح الصواريخ سيكون خيارًا أكثر ترجيحًا حال توجيه الضربة الأمريكية، حيث سيشكل أمر توجيه ضربات من الغرب مشاكل أقل بجميع الأنحاء.
يمكن أيضًا للطائرات الفرنسية توجيه ضربات على الأهداف السورية بعد الإقلاع من المطارات الفرنسية، وإذا انضمت بريطانيا للمعركة فلديها قاعدة قرب قبرص.
مساهمات بريطانيا
ولدى سلاح الجو البريطاني قوة ضخمة في الشرق الأوسط لا تزال تشارك في الأعمال ضد بقايا تنظيم داعش، ويمكنها ببساطة تحويل وجهة الطائرات والطائرات دون طيار إلى الأهداف العسكرية السورية إذا تطلب الأمر.
كما أن لديها طائرات "تورنادو" في المنطقة التي تعرف بقدرتها على التحليق على ارتفاع منخفض ودقة القصف، وأيضًا هناك طائرات "تايفون" المسلحة بقنابل "بيفواي 4" الموجهة، بحسب صحيفة الجارديان.
إلى جانب امتلاك بريطانيا الطائرات دون طيار "ريبر" المزودة بصواريخ "هيلفاير"، وجميع تلك الطائرات كانت مشتركة في الهجمات ضد داعش في شرق سوريا والعراق خلال الأسابيع القليلة الماضية.
ولفتت الصحيفة إلى أن "القيمة الأساسية لبريطانيا في أي عمل عسكري أمريكي سيسمح لواشنطن بقول إنها لا تتصرف على نحو فردي.
من جانب آخر، ربما لا يكون لدى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي حاليًا تفويض برلماني للمشاركة في رد عسكري كبير على الهجوم الكيماوي الأخير في سوريا، وإن كان يمكن القول إن لديها الحق في تقديم مساعدة محدودة لهجوم أمريكي حال اختار ترامب مواصلة خطة مماثلة.
وكان البرلمان البريطاني، صوت في ديسمبر/كانون الأول عام 2015 بـ397 صوتًا مقابل 233 صوتًا على إعطاء حكومة رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون تفويضًا باستخدام القوة العسكرية، دون أن تتضمن نشر قوات برية؛ لاستهداف تنظيم داعش في سوريا.
ولفتت "الجارديان" إلى أن جيريمي كوربين -إلى جانب معظم البرلمانيين من حزب العمال وغالبية أعضاء حكومة الظل- رفضوا العمل العسكري، لكن بسبب الانقسامات في صفوف الحزب اضطر كوربين لإعطاء نوابه تصويتًا حرًا ودعم 66 منهم العمل العسكري، كان ضمنهم هيلاري بين وزير خارجية حكومة الظل حينها.
بموجب القانون، لا يتوجب على ماي استشارة البرلمان، لكن قرار توني بلير عام 2003 بالسعي وراء دعم البرلمانيين البريطانيين في حرب العراق وضع سابقة برلمانية لا يمكن لرئيس وزراء تجاهلها.
ومع ذلك، ثمة غموض حول المدى الذي تحتاجه رئيسة الوزراء البريطانية لاستشارة البرلمان فيما إذا كان دعم لندن للهجوم بقيادة الولايات المتحدة سيكون سياسيًا مجردًا أو يقتصر على أعمال رمزية مثل إعادة تزويد الطائرات الأمريكية بالوقود في الجو، وربما لا تتطلب الأدوار غير القتالية دعما برلمانيا، لكن وزير الخارجية بوريس جونسون قال إنه يجب اختبار الأمر.