"جحيم دوما".. مشاهد مروعة يرويها عمال الإغاثة
تحدث عمال الإنقاذ عن المشاهد المروعة في مدينة الدوما المحاصرة، الموقع الذي شهد هجومًا كيماوياً أسفر عن مقتل 42 شخصاً على الأقل.
تحدث عمال الإنقاذ عن المشاهد المروعة في مدينة الدوما المحاصرة، الموقع الذي شهد هجوماً كيماوياً أسفر عن مقتل العشرات بين النساء والأطفال، حيث تدافع العمال لإنقاذ الناجين من الوحشية في سوريا.
من دون أدوات أو معدات طبية تخفف المعاناة، وجد الأطباء وأطقم التمريض أنفسهم يقاتلون من أجل إنقاذ حياة الناس الذين وصلوا، مساء السبت، وتبدو عليهم أعراض التعرض لهجوم غاز سام محتمل، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
- سوريا.. لماذا ضُرب مطار التيفور وليس الشعيرات؟
- دوما تبكي 60 قتيلا وسط مطالبات بـ"رد قوي" على هجوم الكيماوي
وقال عمال الإنقاذ، إن كثيراً ممن تمكنوا من الوصول إلى المستشفيات لم يبقوا على قيد الحياة طويلاً، حتى إن عمال الإنقاذ أنفسهم كان تجب معالجتهم بسبب تعرضهم للهجمات الكيماوية.
يُعد هذا الهجوم الأحدث ضمن عملية قصف هائلة بدأت ليل الجمعة، واستمرت حتى صباح الأحد، وجاء بعد عام تقريباً من الهجوم بغاز السارين على مدينة خان شيخون.
وقال مسعف كان من بين من يعملون على علاج الضحايا: "كنا 12 شخصًا، وقبل الهجوم، كنا نعمل 30 ساعة أو أكثر دون توقف، ثم بدأنا في استقبال كثير من الناس الذين يشعرون بحالة اختناق ويشمون رائحة الكلور، تخيل بعد كل هذا الإجهاد يصل إليك عدد ضخم من الناس، نحو 70 شخصًا تعرضوا لاستهداف، بينما كانوا في ملاجئ الاختباء من القنابل".
وأضاف: "أعطيناهم كل ما لدينا، وهو ما لم يكن كثيرًا، فقط 4 مولدات أكسجين وأمبولات أتروبين حتى يمكنهم التنفس. يمكنك الآن تخيل حالتنا النفسية، إنها مأساة. أعمل في هذا المستشفى منذ 5 أعوام واليومان الأخيران لم أشهد مثلهما".
وقال مسعف آخر، إنه لم يعد في إمكانه إيجاد كلمات لوصف المشهد، مضيفًا: "لا يوجد سلاح لم يستخدم. كل أعمدة الحياة دمرت، حتى عمال الإنقاذ تعرضوا للاستهداف. إنه استهداف لأي شيء معروف أن به حياة".
وأضاف: "الآن ننسى الأيام؛ لأنها لم تعد تخلق فارقاً. الأيام جميعها متشابهة، بها رائحة الموت والدمار".
وقال عمال إنقاذ، إن كثيرا من الضحايا بقوا في الأماكن التي ماتوا بها بسبب أعمال القصف المتواصلة والروائح النفاذة للغازات السامة ونقص الملابس الواقية، موضحين أن الضحايا أظهروا أعراض التعرض للغازات السامة متضمنة الاختناق وزراق مركزي - وهو تغيُّر لون البشرة إلى اللون الأزرق - وحروق بالقرنية وانبعاث رائحة تشبه الكلور.
وقال صحفي كان قريباً من موقع القصف: "القصف في منطقتي كان كثيفًا على نحو خاص، لأن هناك مراكز طبية هناك، وسقط الغاز على مبنى قريب. العائلات كانت في حالة هيستيريا".
وأضاف: "ذهبت إلى مركز طبي الذي هو عبارة عن مستشفى تحت الأرض، وفي الأنفاق كان الغبار يملأ المنطقة، وكان هناك نساء وأطفال ورجال. عندما وصلت إلى المركز الطبي كان الوضع أشبه بيوم الحساب، الناس يسيرون في حالة ذهول، لا يعرفون ماذا يفعلون، النساء تبكي، والجميع يغطون أنفسهم ببطانيات، والممرضون يركضون من ضحية لأخرى".
وتابع: "كانت هناك عائلات بأكملها على الأرض مغطاة ببطانيات، وكان هناك نحو 40 قتيلاً في أكفانهم يرقدون بين العائلات، ورائحتهم تملأ المكان. الوضع والخوف والدمار لا توصف".
يعد هذا الهجوم الأحدث في سلسلة الهجمات الكيماوية في الغوطة الشرقية، التي سبق وتعرضت لهجوم بالكلور وغاز السارين.
aXA6IDMuMTQyLjIxMi4xMTkg جزيرة ام اند امز