طارق السويدان.. الإخونجي يعظ على هوى قطر
الإخونجي طارق السويدان يعمل على ليّ أعناق النصوص لصالح النظام القطري.
تمايزت الصفوف بين مكافحي الإرهاب وداعميه، ولم يعد في أوجه إخونجية الدوحة مٌزعة لحم بعد انكشاف أمرهم وعجز إعلامهم عن مداراة فضيحة دعم التطرف وتمويل جماعاته، ما دفعهم لاستدعاء مرتزقة في أثواب "دعاة" كان على رأسهم الإخونجي الكويتي طارق السويدان، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
استدعاء السويدان للترويج لخطاب تنظيم "الحمدين" الحاكم في الدوحة، يمثل مرحلة جديدة من استراتيجية النظام القطري في استقطاب دعم شعبي عبر استغلال الخطاب الديني بعد فشل جميع "الظواهر الصوتية" على منابر الدوحة الإعلامية المختلفة.
ظهر السويدان بتغريدات على تويتر يردد فيها بببغائية مثيرة للسخرية ذات عبارات مسؤولي "الحمدين" التي تحول المقاطعة المشروعة التي تقوم بها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب للدوحة عنوة إلى "حصار"، في لي لأعناق المفاهيم والمصطلحات والأعراف الدولية، وتطريز للنص الديني على مقاس النظام في الدوحة.
ولم يقتصر الأمر عند السويدان لدى التحوير الببغائي فقط للأزمة مع قطر، بل سَدَر في غَيَّه ليمارس الهواية الإخونجية المحببة؛ والتي تتمثل في تأويل النصوص الدينية بما يخدم مصلحة الجماعة وداعميها الأوائل في الإمارة الصغيرة، لينسج قصة عاطفية ممجوجة محاولاً من خلالها إضفاء قدسية مفقودة على الدوحة، ليشبه مقاطعة الدوحة بحرب ثمامة بن أثال على قريش.
وهو التشبيه الذي كان قاصمة الظهر لمنطق الإخواني الذي جال في كل النصوص الدينية، فلم يجد منها ما يٌجرم فعل المقاطعة ويبيح لمموليه في قطر أن يدعموا جماعات الإرهاب والتطرف، فعمد إلى انتزاع أحداث تاريخية من سياقها ليقحمها عمداً في مقارنة تفتقد لأبسط القواعد.
تطفيف السويدان وتوظيفه للأحاديث والنصوص الدينية لمصلحة دنيوية لا يعتبران سلوكاً جديداً عليه ولا على أقرانه في الجماعة الإرهابية، فمنذ عودته من الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1991 وهو يجاهر بانتمائه للإخوان، ويعبث معهم بآيات الله تحويراً وتأويلاً حتى افتضح أمره في عواصم العرب، وانفض الناس من حوله بعد أن خدعهم بثوب الداعية الذي يرتديه.
وفي أغسطس/آب 2013 تم فصل السويدان من قناة الرسالة التلفزيونية لانحرافاته الفكرية وصلاته بجماعة الإخوان الإرهابية في مصر، وعقب تعريفه لنفسه في إحدى المحاضرات باليمن بالقيادي في جماعة الإخوان المسلمين.
أرادت أبواق "الحمدين" اللعب بكارت السويدان كداعية لدغدغة العواطف الدينية لدى قطاعات واسعة ظلت الآلة الإعلامية القطرية تستهدفها عبر خطاب ديني موجه، بيد أن ثمة قواعد جديدة للعبة لا يبدو أن الداعية الإخواني يجيدها، فأجيال اليوم لقنته درساً قاسياً في احترام قدسية الدين وعدم استغلاله لتحقيق مصالح دنيوية، ليخرج الرجل من محاولته التضليلة بلقب إرهابي، بعد أن حاول التخفي وبث سمومه في عقول الشباب.