خبير لـ"العين الإخبارية": توسيع نتنياهو للاستيطان تدمير لحل الدولتين
قال خليل التفكجي إن مخطط نتنياهو السماح للفلسطينيين ببناء 700 وحدة مقابل بناء إسرائيل 6000 وحدة للمستوطنين مرفوض
قال الخبير الفلسطيني البارز في شؤون الاستيطان خليل التفكجي: "إن التصاعد الملحوظ في النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية بالضفة الغربية يدمر مساعي حل الدولتين".
وقال التفكجي لـ"العين الإخبارية": "مصادقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) على بناء 6 آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية هو رقم كبير جدا وستكون له تداعياته الواضحة على الأرض"
وأضاف: "عادة ما نشهد قبيل الانتخابات الإسرائيلية طفرة استيطانية في الأراضي الفلسطينية، وخلال هذا العام تجري عمليتان انتخابيتان الأولى تمت في أبريل/نيسان وسبقها نشاط استيطاني ملحوظ والثانية ستجري في شهر سبتمبر/أيلول، وها نحن نشاهد بوادرها الآن وقد لا يكون هذا القرار هو الأخير".
وأشار إلى أن "الهدف الإسرائيلي واضح وهو منع إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية والاكتفاء بكيان لا يصل حد الدولة".
وأكد أن "المؤشرات على أرض الواقع تقول صراحة إن الحكومة الإسرائيلية دمرت فعليا حل الدولتين إذ أوجدت دولة للمستوطنين داخل الضفة الغربية".
وكان (الكابينت) الإسرائيلي، صادق مساء الثلاثاء على بناء 6 آلاف وحدة استيطانية بالضفة الغربية مقابل السماح للفلسطينيين ببناء 700 وحدة سكنية في أراضي الضفة الغربية الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة المعروفة بالمنطقة "ج".
وتعد الخطة الإسرائيلية ذرا للرماد على العيون بحسب الخبير الفلسطيني الذي يشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي عمليا يقول: "إنه سيشرع ببناء 6 آلاف وحدة استيطانية وبالمقابل فإنه سيسمح للفلسطينيين ببناء 700 وحدة سكنية للفلسطينيين على أراضيهم هذا إذا سمح فعلا بذلك".
وأضاف: "في السنوات الماضية، طرحت إسرائيل مشاريع مشابهة، وفي نهاية الأمر تم بناء المستوطنات ولم يتم السماح للفلسطينيين بالبناء، ثم إن هذه المقاربة مرفوضة فكيف يسمح الفلسطيني للمستوطن بالبناء على أرضه مقابل أن يسمح له بالبناء؟ لا يوجد عاقل يقبل بمثل هكذا مقاربة".
وتابع التفكجي: "الاستيطان مرفوض وغير شرعي بموجب كل القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ولا يوجد ما يمكن أن يبيض وجهه القبيح".
ولفت التفكجي إلى أن بناء 6 آلاف وحدة استيطانية جديدة يعني إضافة 24 ألف مستوطن للأراضي الفلسطينية المحتلة.
وزاد: "إذا ما حسبنا أن متوسط عدد سكان كل وحدة استيطانية هو 4 أفراد فهذا يعني أنه ستتم إضافة 24 ألف مستوطن إلى المستوطنين بالضفة الغربية".
وحسب حركة "السلام الآن" الإسرائيلية فإن هناك 132 مستوطنة قائمة و113 بؤرة استيطانية عشوائية في الضفة الغربية، وبما لا يشمل 13 مستوطنة إسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة.
وتشير كذلك إلى وجود 413 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية، وبما لا يشمل أكثر من 215 ألف مستوطن في المستوطنات المقامة على أراضي القدس الشرقية.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن مصادقة (الكابينت) بالسماح للفلسطينيين ببناء 700 وحدة سكنية في المناطق (ج) جاءت استجابة لطلب كبير مساعدي الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر عشية زيارته المنطقة التي تبدأ اليوم.
ويبدأ كوشنر جولة شرق أوسطية تشمل 6 دول، بينها إسرائيل والأردن ومصر، دون تحديد جدول زمني لذلك، إذ يترأس وفدا يضم المبعوث الخاص للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، والمبعوث الأمريكي الخاص لإيران براين هوك.
الهدم في مناطق (ج)
وصعدت إسرائيل في السنوات الأخيرة من عمليات هدم المنازل الفلسطينية بالمنطقة "ج" بداعي البناء غير المرخص.
واستنادا إلى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة فقد هدمت إسرائيل 170 منزلا في المنطقة "ج" منذ بداية العام الجاري 2019، مقارنة بـ270 منزلا تم هدمها في العام الماضي 2018، وعدد مماثل من المنازل تم هدمها في عام 2017.
وقال في تقرير أخير: "تمثّل المنطقة (ج) أكثر من 60% من الضفة الغربية، وهي منطقة تحتفظ فيها إسرائيل بسيطرة شبه حصرية، بما في ذلك إنفاذ القانون والتنظيم والبناء".
فلسطين تقرر وقف العمل بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل
مخطط استيطاني مرفوض
وردا على القرار الإسرائيلي، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية: "تُثبت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو يوما بعد يوم أنها تتعامل مع المناطق الفلسطينية المحتلة المصنفة (ج) على أنها مخزون استراتيجي للاستيطان".
وأضافت في بيان: "هذا المخطط الاستعماري التوسعي تتكشف حلقاته يوما بعد يوم على لسان العديد من المسؤولين الإسرائيليين وينقله الإعلام العبري، آخرها الحديث عن خطة إسرائيلية لبناء 6000 وحدة استيطانية في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة".
وأكدت أن "تلك المخططات تعكس إنكارا إسرائيليا رسميا لوجود الاحتلال وإمعانا في التعامل مع الضفة الغربية كجزء من دولة الاحتلال".
وأشارت إلى أن "محاولة تضليل العالم عبر تجميل عمليات توسيع الاستيطان وتعميقه بموافقات شكلية ووعود وهمية بالسماح للفلسطيني بالبناء على أرض وطنه، وهو ما يشكل استخفافا بعقول القادة والمسؤولين الدوليين ودليلا واضحا على العقلية الاستعمارية الظلامية الحاكمة في إسرائيل التي تضرب عرض الحائط بجميع القرارات الأممية والقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة".
aXA6IDE4LjIyNy4xMTQuMjE4IA== جزيرة ام اند امز