الذكرى 121 لميلاد توفيق الحكيم تجدد السيرة
![الكاتب المصري الراحل توفيق الحكيم](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2019/10/10/133-015522-tawfeeq-alhakeem-anniversary_700x400.jpeg)
ذكرى ميلاد الكاتب المصري الراحل توفيق تحل في مثل هذا اليوم، ومعها يتجدد الحديث حول كلاسيكياته التي أوجدها في ذاكرة الأدب والمسرح
كان الراحل توفيق الحكيم يتذكر يوم مولده بقوله "روت والدتي أنني هبطت إلى الدنيا في صمت"، ولعل هذا الصمت الذي يُحيل له الحكيم كان الينبوع الأول الذي تفجّرت منه ملكاته التأملية والفكرية والأدبية على مدار تاريخه.
كان التأمل حالة مستمرة يتعاطى منها الراحل توفيق الحكيم مع سائر مفردات الحياة، حتى أنه كان يتأمل سيرته الذاتية كما يتأمل القضايا الوجودية والفلسفية العميقة التي ظهرت في كتاباته في الرواية والمسرح.
وُلد الحكيم في 9 أكتوبر/تشرين الأول 1898 بمدينة الإسكندرية بمصر، وكان مشغولا منذ فترة مبكرة من عمره بمسائل الفكر والأدب، وكان سفره إلى فرنسا لدراسة القانون كفيلا باختبار هذا الشغف.
وعبر الحكيم عن هذا الشغف، حسب ما ورد في كتاب الراحل جمال الغيطاني "توفيق الحكيم يتذكر" بقوله "قبل ذهابي إلى فرنسا كنت أكتب مسرحيات للتسلية لا تحتوي على مواقف أو قضايا فكرية، لكن بعد ذهابي إلى باريس واستيعابي للثقافات العميقة بدأت مرحلة أخرى مختلفة تماما في الكتابة، ربما كانت بدايتها (أهل الكهف)، لكنني لم أكن أتعمد تضمين مسرحياتي لقضية فكرية معينة لكي تصبح أكثر عمقا، كل شيء جرى بتلقائية وببساطة".
كان توفيق الحكيم مشغولا كذلك بفكرة التبسيط، رغم ما يسود أعماله من رمزية وذهنية، إلا أنه كان يطيل التفكير في كيفية تبسيط تلك المفاهيم من حيث المضمون واللغة العربية الفصحى لا سيما جمهور المسرح.
كما وجد في قصص التراث الإنساني والأساطير ملاحم تُغري بتفنيد رموزها وهويتها الإنسانية المُشتركة، وهو ما قدمه في أشهر أعماله "أهل الكهف" و"أوديب" و"شهرزاد" و"إيزيس" و"بجماليون".
وعن هذه الأعمال علّق في كتاب الغيطاني قائلا:"بعد (أهل الكهف) فكرت في كتابة بعض ما كتبه الأوروبيون، وأستوحي موضوعا من التراث العالمي، هكذا اتجهت إلى (أوديب) لسوفوكليس، عندما كتبتها ورفعت أشياء معينة بحكم عقيدتي الإسلامية، مثل فكرة الآلهة، قلت إن الله لا ينتقم من البشر بهذه الطريقة كما جرى في الأصل، ولكن تنبعث من البشر أنفسهم".
وتشير عدد الطبعات الجديدة لأعمال الحكيم على استمرارية اهتمام القراء بكتابات الكاتب الراحل، ولعل أحدثها "حكايات توفيق الحكيم للصبيان والبنات"، و"شجرة الحكم-صور سياسية"، "راقصة المعبد-روايات قصيرة"، "القصر المسحور-رواية لتوفيق الحكيم وطه حسين" و"الملك أوديب"، بالإضافة إلى أعماله الأشهر التي تعد من كلاسيكيات الأدب العربي التي قاربت طبعاتها الـ10 طبعات، وعلى رأسها "عودة الروح" و"يوميات نائب في الأرياف".
وتكاملت الكثير من العوامل لتشكيل عوالم توفيق الحكيم، الذي رحل عن عمر يناهز 88 عاما، منها معاصرته كبرى الأحداث التي أعادت تشكيل العالم من جديد، سواء على مستوى بلاده كثورتي 1919 و1952، أو الحربين العالميتين الأولى والثانية، التي تفاعل معهما الراحل واشتبك معهما أدبيا.
علاوة على ذلك، فقد واظب على استقبال وحضور جلسات الأصدقاء والمثقفين التي تدور في فلكها الأحاديث الفكرية والتنويرية، وكذلك اشتغاله فترة طويلة في سلك القضاء، وهي جميعا عوامل تسللت إلى أدبه ومسرحه، ومعظمها أعمال وجدت طريقها إلى شاشة السينما، وكذلك إلى لغات أجنبية متعددة من خلال الترجمة، لعل أبرزها "يوميات نائب في الأرياف"، و"عودة الروح"، و"عصفور من الشرق" و"الأيدي الناعمة" وغيرها.
aXA6IDMuMTQ4LjEwOS4xMDQg
جزيرة ام اند امز