توفيق الحكيم.. مواقف طريفة عن الضفادع والنساء والمال
مجموعة من المواقف عبّرت عن روح الأديب المصري الراحل توفيق الحكيم في لحظاته الإنسانية البحتة البعيدة عن عالمه المليء بالأوراق والكتابات
في التاسع من أكتوبر عام ١٨٩٨ ولد الأديب المصري توفيق الحكيم في مدينة الإسكندرية الساحرة، واستمر في حياتنا يُبدع ويكتب لنا أدبًا عظيمًا طيلة ٨٩ عامًا.
عُرف عن الحكيم كرهه للمرأة، مؤكدًا أن السبب كما رواه للكاتب الصحفي المصري صلاح منتصر في كتابه "شهادة توفيق الحكيم الأخيرة" هو هدى شعراوي بسبب ما سعت إليه في تشكيل عقلية المرأة والمساواة، وشكوى بعض الأزواج له من هذه الطريقة التي فيها استعلاء على الرجل وعدم القيام بالمهام المنزلية، وألا تقوم بطهي أي طعام لزوجها سوى صينية البطاطس في الفرن التي تُعد الأسهل والأسرع في التجهيز، على حد تعبيره.
في حياة توفيق الحكيم مواقف طريفة غير معلومة للجميع، مواقف اختلست من روحه لحظات الفرح الجنونية، أو الخروج عن النص في كلمة أو موقف إنساني بحت.. رصدنا في هذا التقرير مجموعة من المواقف التي عبّرت عن روح "الحكيم" في لحظاته الإنسانية البحتة البعيدة عن عالمه الملئ بالأوراق والكتابات، بعيدا عن عالم الأدب والثقافة.
أين يخفي نقوده؟
خلال موقف جمع توفيق الحكيم بكوكب الشرق أم كلثوم، طلبت الأخيرة مبلغ 5 جنيهات كتبرع لنقابة الموسيقيين، ليعطي توفيق لها المحفظة كلها لتأخذ منها ما تشاء، غير أنها كانت فارغة من أي أموال.
ضحكات متقطعة ظهرت جليًّا في الحوار مع كوكب الشرق، التي ما أن فتشت في المحفظة ولم تجد الأموال نظرت إليه ممتعضة مما يحدث، ليعطي لها توفيق علبة النظارة التي يخفي فيها جميع أمواله، لترد كلثوم، "يا خبر.. حاطط الفلوس في عينيك؟!".
توفيق يطالب مصورا بحقوق نشر "ذقنه"
تحدث الأديب المصري توفيق الحكيم ذات مرة متأثرًا لرئيس تحرير مجلة "المصور"، حول صورة نشرت في عدد الجريدة وذقنه طويلة، قائلًا في سخرية "لقد بلغني نبأ اساءني وهزني، وأطار النوم من عيني"، وعندما علم الحكيم أن الصورة بيعت لوكالات أجنبية قال في سخرية ضاحكة "انتظرت أن ترسلوا لي حق ذقني، نصيبي في تربيتها، مثل حق الأداء العلني في الأغاني والموسيقى ولكنكم لم تفعلوا".
وتابع الحكيم ساخرًا، "هل ذقني لا صاحب لها؟ هل هي ذقن سايبة أم هل ظننتم أنني غني لدرجة أني لا أكترث للمال؟ لأ يا صديقي هاتوا فلوسي، عايز حق نشر ذقني".
وضحك الحكيم، الذي حكى أن خادمه ذهب يومها لشراء لوازم البيت من السوق ليجد البقال ممسكًا بالمجلة ومعه 4 أشخاص وهم يتحدثون عن "النصاب" الذي اختلس أموال الدولة ويشيرون إلى الصورة، قائلين" "أهم مسكوه أهم، جابوا صورته.. النصاب الحرامي".
حكاية الضفادع
عُرف عن الأديب المصري الراحل حبه للتجارب المجنونة، مؤكدًا في إحدى حواراته أنه ليس أكولا، لكن لديه حب استطلاع لتذوق أي جديد مطهو بشكل جيد.
أقدم الحكيم على تناول طبق الضفادع في باريس، مؤكدًا أنه "نوع جديد من أنواع الطعام، منفر من حيث الاسم، لكنه لذيذ جدًا، الصنعة بتفرق في الأكل".
وحكى عن الواقعة قائلًا، "خادم المطعم جاءني بطبق فيه شئ مثل ورك الأرنب الصغير، ولكنه مطهو بطريقة شهيّة، وجدته لذيذ بالفعل، ولكن بعد أن تذوقته علمت بأن هذا طبق ضفادع، لكنها ليست مثل ضفادعنا التي نراها في البرك والترع، لكنها تربى خصيصا في أحواض مُعدة لذلك.. لقد أكلتها مثلما أكلت القواقع أيضًا".
حيلة التخلص من الميكروفون
لم يحب توفيق الحكيم طيلة حياته اللقاءات المسجلة أو التليفزيونية، فكان ينفر منها لاعتقاده أن صوته ليس جيدًا مثل قلمه، ورفض كثيرًا طلب الفنان سمير صبري بإجراء حوار تليفزيوني معه.
في إحدى المرات التي دُعي فيها توفيق مع عدد من الشخصيات العامة من بينهم الأديب الراحل يوسف السباعي، وزير الثقافة والإعلام المصري آنذاك، لافتتاح فرن جديد في مصانع الحديد والصلب، فاتفق سمير مع الوزير على إحضار مايكروفون وضعه في الورد أمام كرسيه على المائدة، ليلقط له صوته خلال الكلمة التي يقولها.
فوجئ توفيق وهو في بيته بأنه يظهر على الشاشة ويتحدث أيضًا وأن الكاميرا التي رآها أمامه بدون ميكروفون كانت تصوره، فاتصل بالسباعي الذي قال له: "معلش يا أستاذ توفيق، أصل الولد سمير صبري ضحك عليا وأذاع المقابلة معاك بدون علمي"، ليطلب منه أن يلتقي مع صبري بعد أيام، وما أن رآه أكد له أن طوال عمره يرفض الحديث في الميكروفون وأنه الوحيد الذي جعله "ينطق أمام الكاميرا"، ومن يومها وانفكت عقدة توفيق من الميكروفون، وبات يوافق على اللقاءات الإذاعية والتلفزيونية.