رغم الغموض الاقتصادي.. قطاع التكنولوجيا على أعتاب عصر جديد
من المتوقع أن ينفق الأمريكيون 398 مليار دولار على الأجهزة الإلكترونية في 2019، بحسب اتحاد مستهلكي التكنولوجيا الأمريكي "سي تي إيه"
رغم مشكلات كثيرة زعزعت ثقة المستهلكين، أظهر قطاع التكنولوجيا تفاؤلا تجاه الإيرادات، لكنه أبدى أيضا مخاوف على خلفية التوتر التجاري الذي يرخي بثقله على الاقتصاد.
ومن المتوقع أن ينفق الأمريكيون 398 مليار دولار على الأجهزة الإلكترونية خلال عام 2019، بحسب تقديرات اتحاد مستهلكي التكنولوجيا الأمريكي "سي تي إيه"، الذي ينظم معرض الإلكترونيات الموجهة للعامة "سي إي أس" في مدينة لاس فيجاس الأمريكية.
وقال ستيف كونيج، خلال مؤتمر صحفي نظم على هامش هذا الملتقى السنوي الكبير للتكنولوجيا: "نقترب سريعا من عصر جديد للإلكترونيات المخصصة للعامة"، فيما ينتظر القطاع بفارغ الصبر منذ سنوات وصول جهاز جديد سيحدث ثورة في هذا المجال كما حدث مع ابتكار هواتف "آي فون" عام 2007.
وبعدما كان "سي تي إيه" يشير في تقديراته خلال الفترة عينها من عام 2018 إلى أن النفقات على الأجهزة الإلكترونية في الولايات المتحدة ستبلغ 351 مليار دولار، لم يعد هذا الاتحاد يعطي منذ عام 2018 أي بيانات عالمية كما كان يفعل سابقا، وخلال عام 2017 بلغت تقديراته لمستوى النفقات العالمية المتوقعة في هذا المجال 929 مليار دولار.
وعلى صعيد الهواتف الذكية، يأمل اتحاد "سي تي إيه" تحقيق تقدم متواضع لا يتعدى 2% من الإيرادات (80 مليار دولار) و1% تجاه حجم المبيعات (170,7 مليون وحدة) عام 2019.
ولا يزال القطاع مثقلا بفعل تخمة سوق الهواتف الذكية في البلدان الأغنى، ومن التوترات التجارية بين بكين وواشنطن، ما يؤثر على مجالات اقتصادية عدة خاصة التكنولوجيا.
وتسببت "أبل" في إرباك السوق بإعلانها، الأربعاء، خفض توقعاتها للإيرادات الربعية، فيما تعزوه إلى تباطؤ النمو الصيني، وهو منحى تفاقم بفعل التوترات بين البلدين.
وتثير هذه التوترات قلقا مضاعفا لكون الشركات الأمريكية تصنّع في الصين القسم الأكبر من منتجاتها، كما أن هذا البلد الآسيوي العملاق يمثل أحد أبرز أسواقها في العالم.
واعتبر جاري شابيرو، رئيس "سي تي إيه"، الأحد، أن "الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لا يفهم مدى التداخل بين اقتصاد البلدين".
ولخص هذه العلاقة بالقول: "عندما تصاب الصين بالزكام، نعطس نحن في الولايات المتحدة"، مذكّرا بمعارضته للضرائب الجمركية العقابية رغم أن الصين "اعتمدت مسارا سلبيا مع الشركات غير الصينية"، وأضاف للصحفيين: "دوافع ترامب مشروعة غير أن استراتيجيته ليست سليمة".
ورغم هذه المخاوف على الصعيد الاقتصادي العام، يأمل القطاع في مطلع السنة الجديدة في تخطي المشكلات الكثيرة التي واجهها العام الماضي خاصة على خلفية فضائح تسريب البيانات الشخصية التي شوّهت بدرجة كبيرة صورة كبرى شركات التكنولوجيا أبرزها "فيسبوك".
ويقول بوب أودونل المحلل في شركة "تيك أناليسس": "2018 كانت سنة شاقة جدا لشركات كبرى كثيرة في قطاع التكنولوجيا، من هنا ثمة كثر يرغبون في تناسيها والتطلع إلى مستقبل واعد".
ومن الصعب التغاضي عن مشكلات تسريب البيانات الشخصية، خاصة لكون معرض الإلكترونيات في لاس فيجاس يعج بآلاف الأكسسوارات المتصلة التي يقوم عملها على جمع بيانات المستخدمين لمساعدتهم في أنشطتهم المنزلية اليومية على سبيل المثال، أو رصد وجود مشكلات صحية (السوار الإلكتروني الصحي).
ولطريقة استغلال البيانات الشخصية أهمية قصوى في الإكسسوارات المتصلة، ومن الضروري تاليا أن يكون المستهلكون واثقين من أن معلوماتهم الخاصة لن تصبح في متناول الجميع، وهو قلق مبرر بشدة بعد الفضائح التي طالت "فيسبوك" و"جوجل" وشبكات إلكترونية أخرى.
وتعليقا على الجدل بشأن البيانات، يتمنى شابيرو بأن يتمكن القطاع من الانضباط الذاتي، موضحا: "إذا دعت الحاجة سندعم إقرار قانون فيدرالي أمريكي يرسي الأسس الواجب على الشركات احترامها في هذا المجال"، على حد تعبيره.
aXA6IDE4LjIyNS4xNzUuMjMwIA==
جزيرة ام اند امز