الوباء وسلاسل الإمداد.. أكبر شركة حاويات بحرية بالعالم تخرج بكنز ثمين

يتم الآن إجراء حجوزات بقيمة تزيد على 38 مليار دولار من خلال منصة Maersk.com، مما يجعلها واحدة من أكبر مواقع الإمدادات.

عمليات الإغلاق والحاويات العالقة والسفن التي تنتظر عدة أسابيع للحصول على إذن للخروج عبر المحيطات حول العالم، كان هذا هو واقع التجارة العالمية منذ أوائل عام 2020.

وتسبب الوباء في طلب قياسي من المستهلكين، مما أدى إلى زيادة قدرة سلسلة التوريد، وخلق ازدحاما في الموانئ وتسبب في نقص سائقي الشاحنات وعمال المستودعات. 

قضايا ازدحام سلسلة التوريد

دفعت قضايا ازدحام سلسلة التوريد والعقوبات الدولية سلسلة التوريد المفككة بالفعل إلى ما وراء حدودها؛ نتيجة لذلك، تعاملت الشركات في جميع أنحاء العالم بصعوبة مع البضائع المتأخرة والرفوف الفارغة.

أدى الوباء إلى زيادة هائلة في طلب المستهلكين على الإلكترونيات والأثاث ومواد البناء، مما أدى إلى تسريع تواجد العملاء عبر الإنترنت وحاجتهم إلى حلول متعددة القنوات. 

ونتيجة لذلك، يتم الآن إجراء حجوزات بقيمة تزيد على 38 مليار دولار من خلال منصة Maersk.com، مما يجعلها واحدة من أكبر مواقع الإمدادات على مستوى العالم. 

أوضح هذا التحول الهائل، أن سلسلة التوريد العالمية بحاجة إلى إعادة هيكلة لتبسيط تدفق البضائع إلى المستهلكين. هذا هو السبب في أن ميرسك سجلت قفزة هائلة في تحولها الرقمي خلال العام 2021.

أكبر شركة حاويات بحرية حول العالم

تقول ميرسك الدنماركية، التي تعد أكبر شركة حاويات بحرية حول العالم: "يمكّننا تحولنا الرقمي من خدمة العملاء بشكل أفضل من خلال تحسين سلاسل التوريد الخاصة بهم ودمجها".

كما أن الرقمنة تطلق موارد جديدة في سلسلة التوريد لعملائنا، حتى يتمكنوا من التركيز على أعمالهم وخلق قيمة أكبر لأعمالهم الخاصة - بدلاً من قضاء الوقت في تتبع إدارة سلسلة التوريد.

اليوم، يمكن للعملاء حجز حاوية من خلال بضع نقرات على هواتفهم الذكية أو أجهزة الكمبيوتر اللوحية؛ لم يكن هذا معروفًا منذ عامين عند تأكيد أحد الطلبات.

لقد غيرت جائحة كورونا أيضا أولوية الخدمات اللوجستية في مجتمع الأعمال؛ قبل الوباء، كانت إدارة سلسلة التوريد مسألة طلب السلعة "في الوقت المناسب"، بينما تطورت إدارة المخزون حول وجود إمدادات كافية فقط لمطابقة الطلب.

كان الاتجاه عبارة عن مناورة لخفض التكاليف من خلال خفض الإمدادات وطلبها عندما يزداد الطلب على السلع، ولكنه جعل الشركات في النهاية عرضة لأدنى الاضطرابات في سلاسل التوريد.

أمن التوريد وإدارة المخزون

يعتبر أمن التوريد وإدارة المخزون من بين الأولويات الرئيسية في الإدارة التنفيذية وجزء من التقارير ربع السنوية في معظم الشركات؛ إذ تشكل قوة وثقة سلسلة التوريد إمكانات الكسب واستجابة الأسواق المالية.

على الرغم من تبني مجتمع الأعمال لرقمنة سلسلة التوريد إلى حد كبير، لا يزال هناك نقص في الذكاء الاصطناعي واستخدام البيانات.

الرقمنة أضافت مزيدا من التحديات لسلاسل إمدادات السلع، إذ أدى الازدحام الواسع النطاق الحالي ونقص القدرات إلى تعزيز الحاجة إلى إعادة التفكير في سلاسل التوريد العالمية وتحسينها. 

وأدى ظهور التجارة الإلكترونية والتسوق عبر الإنترنت، حيث يتوقع المستهلكون التسليم اليومي، إلى زيادة الحاجة إلى علاقة أوسع وأطول أجلاً بين الشركات اللوجستية وعملائها. 

منذ عام 2016، ضاعفت ميرسك عدد موظفيها التقنيين إلى أكثر من ثلاثة أضعاف؛ يمتلك العديد منهم خلفيات في مجتمع الشركات الناشئة أو في بعض أكبر شركات التكنولوجيا وأكثرها نجاحا في العالم.

في الماضي، كانت التكنولوجيا وظيفة دعم في شركة Maersk، لكنها أصبحت اليوم جزءا لا يتجزأ من الأعمال اليومية.