طهران لم تعد قادرة على الدفع.. انهيار صادرات الأرز الهندي إلى إيران
صادرات الهند من الأرز لإيران تراجعت إلى 5.5 مليون طن في 8 أشهر مقارنة مع 7.5 مليون طن في نفس الفترة قبل عام.
قالت مصادر تجارية وحكومية إن ممانعة التجار الهنود في شحن الأرز البسمتي الفاخر إلى إيران، التي تقوض عقوبات أمريكية قدرتها على السداد، تسهم في انخفاض حاد في إجمالي صادرات أكبر مورد لصنف الحبوب في العالم.
وقالت المصادر إن شحنات الأرز من الهند تراجعت أكثر من الربع إلى 5.5 مليون طن في الفترة من أبريل/نيسان إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وهي الأشهر الثمانية الأولى من السنة المالية، مقارنة مع 7.5 مليون طن في الفترة نفسها قبل عام.
وحسب رويترز، من حيث القيمة، انخفضت الصادرات 19% إلى 3.8 مليار دولار من 4.7 مليار دولار في الفترة نفسها.
والأرز أكثر سلع الهند الزراعية الأساسية جلباً للنقد الأجنبي، إذ بلغت قيمة الشحنات 7.75 مليار دولار في السنة المالية 2018/2019.
وقالت المصادر إن صادرات الأرز البسمتي إلى إيران، أكبر مشترٍ له من نيودلهي، تراجعت إلى 600 ألف طن شهرياً في الأشهر الثمانية من 900 ألف طن قبل عام، لكن التجار القلقين بشأن مدفوعات متأخرة لم يوقعوا أي عقود جديدة مع طهران في الأيام الخمسة الأخيرة.
وأضافوا أنه ليس من المتوقع أن تزيد الشحنات بشكل كبير في الوقت الذي بلغ فيه دين المشترين في إيران للمصدرين الهنديين نحو عشرين مليار روبية (281.41 مليون دولار)، وهو رقم قياسي، إذ تجعل عقوبات تفرضها الولايات المتحدة دفع مقابل السلع المستوردة أمراً صعباً.
وقال ناتي رام جوبتا، رئيس اتحاد مصدري الأرز بالهند لرويترز: "نحن في وضع تحفه المخاطر.. نناشد الحكومة الهندية التدخل لضمان وفاء إيران بمستحقاتنا". ولم يتسنَ لرويترز التواصل مع تجار في إيران للتعقيب.
وقالت المصادر إن المشترين الإيرانيين سددوا بعض ديونهم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مما شجع التجار الهنود على توقيع عقود جديدة ورفع المستحقات في نهاية المطاف إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
ومن بين 4.4 مليون طن من الأرز البسمتي شحنتها الهند في السنة المالية 2018/2019، اشترت إيران 1.4 مليون طن.
وانسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو/أيار 2018 من الاتفاق النووي المبرم بين إيران وقوى عالمية في 2015، وأعاد فرض العقوبات على طهران.
وفي أغسطس/آب 2018، بدأ سريان العقوبات الأمريكية الاقتصادية على إيران والكيانات والشركات المتعاملة معها، بهدف تكثيف الضغط عليها، بعد أشهر من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق النووي، وتصنيف طهران بأنها راعية للإرهاب.
وأعلنت الولايات المتحدة في يونيو/حزيران الماضي، فرض عقوبات جديدة على إيران تستهدف قطاع البتروكيماويات، والضربة الجديدة تمهد على الأرجح إلى كتابة نهاية جديدة لأحد أهم قطاعات اقتصاد طهران.
وأدى اغتيال الولايات المتحدة للجنرال الإيراني قاسم سليماني وتبادل للضربات العسكرية، لرفع التوتر إلى مستوى جديد.
وأعلن ستيف منوتشين، وزير الخزانة الأمريكي، في 10 يناير/كانون الثاني الجاري، فرض عقوبات جديدة على إيران، بعد هجماتها التي استهدفت قوات الولايات المتحدة في العراق.
وأضاف منوتشين أن واشنطن ستواصل فرض عقوبات اقتصادية على إيران حتى تتوقف عن مساعيها لامتلاك سلاح نووي، بحسب "رويترز".
وأوضح أن العقوبات الجديدة شملت قطاعات الصناعة والتعدين والنسيج والعقارات، كما استهدفت 8 مسؤولين إيرانيين.
aXA6IDE4LjE5MS4xMjkuMjQxIA== جزيرة ام اند امز