سكان طهران يستغيثون: هواء سام وحكومة عاجزة
نسبة الجزيئات السامة في هواء العاصمة الإيرانية ارتفعت بشكل خطير، وسكان المدينة يعيشون وسط غمامة سامة.
في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قامت السلطات الإيرانية بغلق المدارس الابتدائية في طهران بسبب تراكم جزيئات ضارة في هواء المدينة، وذلك بعد أن شعر العديد من سكان العاصمة الإيرانية بالاختناق نتيجة لنسبة تلوث عالية خلال الأيام الماضية.
- ابنة رفسنجاني تشكك في رواية طهران: عثرنا على مواد مشعة بجثمانه
- 50 عاما من صورايخ إيران الباليستية.. القصة الكاملة
وبالرغم من تقييد حركة السيارات والنشاط الصناعي في داخل وحول طهران، ارتفعت نسبة تركيز الجزيئات الملوثة إلى 185 ميكروجراما في المتر المكعب للهواء، والتي تعد نسبة تلوث عالية للغاية.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بألا تتجاوز النسبة 25 ميكروجراما على 24 ساعة.
وأعلنت السلطات المحلية مساء السبت اغلاق جميع المؤسسات التعليمية الابتدائية في محافظة طهران، باستثناء مدينتين، في إجراء قد يمتد إلى يوم الاثنين.
وأمرت سلطات محافظة طهران أيضا بإقفال المناجم ومعامل الإسمنت يوم الاثنين، وشددت القيود على حركة السير التي عادة ما تفرض في وسط العاصمة.. وطلبت السلطات من الفئات الحساسة، كالمسنين والأطفال والحوامل والأشخاص الذين يعانون مشاكل في القلب، ملازمة المنازل.
ومنذ أسابيع توارت سلسلة جبال ألبرز التي تشرف على طهران وسط ضباب التلوث في ساعات معينة من النهار، واختفت عن الأنظار تماما الأحد وسط غمامة سامة.
واعتاد سكان كثيرون في العاصمة الخروج بالكمامات الواقية، على غرار علي ابراهيميان، المتقاعد الذي أوضح لوكالة فرانس برس أنه خرج من منزله بسبب "أمر طارئ".
فشل المسؤولين
قالت فاطمة اسدي الستينية باستياء إن "الحكومة لا تفعل شيئا! لا أخشى أن أقولها، إلى من علينا التوجه لمعالجة هذا الهواء الملوث؟ ماذا يفعلون؟"
ورأى حسين الستيني كذلك أن "الجميع يعلم أسباب التلوث لكن المسؤولين لا يفعلون شيئا".
وأضاف أن "طهران تختنق" لكن "مئات الآلاف من السيارات تنتج سنويا".. وتابع "إنهم يبنون في الجبال ويدمرون الغابات، لا نريد النفط ولا نريد الوقود، بل يجب ضمان هواء نقي لمستقبل أبنائنا".
وأشارت التوقعات الرسمية إلى تجاوز إنتاج السيارات الإيراني إلى نحو 1.5 مليون وحدة هذا العام، تضاف إلى حوالي 20 مليون سيارة وشاحنة تسير حاليا في شوارع المدينة.
ودائما ما يبلغ التلوث في هذه المرحلة من السنة مستويات مرتفعة في طهران التي ترتفع عن سطح البحر بين 1400 و1800 متر، بسبب ظاهرة تسمى "الانعكاس الحراري" حيث يمنع الهواء البارد على المرتفعات الهواء الساخن والملوث من التبدد.. وأدى انعدام الأمطار هذه السنة منذ بداية الخريف إلى تفاقم المشكلة.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن التلوث في طهران التي تشهد ازدحاما خانقا، ينتج 80% من انبعاثات عوادم السيارات في إيران.
aXA6IDMuMjM4LjIyNy43MyA= جزيرة ام اند امز