العالم ينتظر تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس في يوم جلوسه
في هذه الظاهرة الفريدة تتعامد الشمس أو ترسم شعاعاً مستطيلاً على وجه الملك رمسيس الثاني في قدس الأقداس من خلال فتحة ضيقة
تتجه أنظار العالم، الجمعة، في الساعة 6:23 صباحاً (بتوقيت القاهرة) إلى معبد أبوسمبل في محافظة أسوان جنوبي مصر، للاحتفال بظاهرة فلكية فريدة لا تتكرر سوى مرتين في العام، وهي تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني في قدس الأقداس الذي بناه خصيصاً لزوجته نفرتاري في 22 فبراير/شباط يوم تتويجه على عرش مصر، كما تتكرر مرة أخرى يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول في ذكرى ميلاده.
اكتُشِفت هذه الظاهرة الفلكية الفريدة منذ 145 عاماً مضت على يد المستكشفة وعالمة المصريات الإنجليزية إميليا إدوارذ خلال عام 1874، التي سجَّلت التعامد في كتابها "ألف ميل فوق النيل" عام 1899، وجاء فيه "تصبح تماثيل قدس الأقداس ذات تأثير كبير وتحاط بهالة جميلة من الهيبة والوقار عند شروق الشمس وسقوط أشعتها عليها".
وفي هذه الظاهرة الفريدة تتعامد الشمس أو ترسم شعاعاً مستطيلاً على وجه الملك رمسيس الثاني في قدس الأقداس من خلال فتحة ضيقة، ثم تنحرف بمقدار ربع درجة في اليوم التالي لنصف وجه تمثال الإله آمون رع، حتى تختفي على هيئة خط رفيع مواز للساق اليمني للإله رع حور أختي، بينما يبقى التمثال الرابع الذي يقع على اليسار "بتاح" في ظلام.
تقطع أشعة الشمس مسافة 200 متر من بداية المعبد حتى تصل إلى الصالة الثانية ثم الصالة الأولى، وتقطع 48 متراً حتى تصل لقدس الأقداس، وتقطع المسافة في حوالي 20-25 دقيقة، ثم تنسحب أشعة الشمس مرة أخرى من قدس الأقداس إلى الصالة الثانية ثم الأولى، وتختفي بعد ذلك من داخل المعبد كله.
ولم يكن يوما 22 فبراير/شباط و22 أكتوبر/تشرين الأول -اللذان يحدث فيهما التعامد كل عام- هما الموعدان الأصليان لاحتفال المصريين بالظاهرة حتى عام 1964، إذ تمَّ فك المعبد ونقله من مكانه الأصلي إلى موقعه الجديد على مسافة 120 متراً وارتفاع 60 متراً عن منسوب النيل بسبب غرق المعبد بعد بناء السد العالي، وكان المصريون يحتفلون بالتعامد يومي 21 فبراير/شباط و21 أكتوبر/تشرين الأول.
وبدأ بناء المعبد في حوالي 1244 قبل الميلاد، واستمر لمدة 21 عاماً تقريباً حتى 1223 قبل الميلاد، وشيده الملك رمسيس الثاني لزوجته محبوبته نفرتاري، وخصص لعبادة "رع حور أختي" إله الشمس عند المصريين القدماء، واكتشفه المسكتشف السويسري الشيخ بوركهات، عام 1813 ميلادياً، وكان مغطى بالرمال، فأبلغ العالم الإيطالي جيوفاني بلزوني عن اكتشافه، فسافر عام 1817 ورفع مئات الأطنان من الرمال للوصول إلى قدس أقداس المعبد.