مسؤول فلسطيني: العثور على بقايا للهيكل بالقدس "رواية مزيفة"
مدير عام التنقيب والمتاحف بوزارة السياحة والآثار الفلسطينية يقول إن مزاعم العثور عليها بقايا الهيكل غرب القدس رواية إسرائيلية مزيفة.
وصف مسؤول فلسطيني، ادعاء الإسرائيليين العثور على بقايا من "الهيكل اليهودي الأول" في منطقة "بيت شيمش"، وهو الاسم العبري لقرية ديرابان الواقعة غرب مدينة القدس المحتلة بأنها ادعاءات كاذبة.
وقال جهاد ياسين، مدير عام التنقيب والمتاحف بوزارة السياحة والآثار الفلسطينية، في مقابلة خاصة لـ"بوابة العين": "الآثار المزعوم العثور عليها (بقايا الهيكل الأول) غرب القدس قبل أيام، هي ادعاءات طالما لا يسمح الإسرائيليون للجان الدولية والخبراء المحليين والدوليين بزيارتها ومعاينتها للكشف عنها".
وقال المسؤول الفلسطيني: "الإسرائيليون يستخدمون الآثار الفلسطينية للترويج لروايته المزيفة، ويحاول فرض روايته الدينية بقوة السلاح على الأرض".
حفريات سرية
وأكد أن معظم الحفريات في القدس منذ حوالي 100 عام تمول من المستوطنين وجماعاتهم المتطرفة، ولا يطلع عليها الفلسطينيون والبعثات الدولية لا تدخلها بأي شكل، حتى اللجان الإسرائيلية لا تدخل تلك المناطق التي تعمل بها الجماعات الاستيطانية في القدس.
وزعمت سلطة الآثار الإسرائيلية العثور في الأسبوع الماضي على معبد يوضع على مدخل الهيكل ومذبح مقدس من بين بقايا الهيكل التي عثر عليها، إضافة لبعض الأدلة التي سبقت فترة حرب الملك "حزقياهو"، وهو وفقًا للاعتقاد التاريخي اليهودي أحد ملوك مملكة "يهودا" وحكم في الفترة الواقعة ما بين 715 إلى سنة 686 ق م.
وقال ياسين: "لو كان الاكتشاف الأخير صحيح لدعا المكتشفون معظم الأثريين والخبراء ليتأكدوا من ذلك، وهذا دأب الأثريين في العالم عند اكتشاف أي أثر".
وأكد أن جهات استيطانية متطرفة هي التي تقوم بتلك الحفريات في محاولة لفرض الرواية اليهودية لخدمة أغراض سياسية استعمارية، لافتًا إلى أن تلك الجهات تحاول إثبات الادعاءات بحقهم في الآثار بالقوة العسكرية، ولن ينجحوا في ذلك مهما فعلوا .
فلسطينية الآثار
وأشار إلى أن كل لجان الخبراء الدولية منذ أكثر من مائة عام لم تثبت أثرًا للإسرائيليين في الأرض الفلسطينية، بل أكدت فلسطينية تلك الآثار والتراث.
وطالب بجهد فلسطيني عربي كبير من الباحثين وخبراء الآثار والمنقبين لإعادة تقييم الحفريات والتقييمات الأثرية السابقة التي نفذتها لجان دولية وحتى إسرائيلية منذ العام 1882، بهدف الحفاظ على الآثار الفلسطينية من السرقة أو التزييف".
وشدد على أن الادعاءات الإسرائيلية لن تزعزع الرواية الفلسطينية، ولن تؤثر على الحق الفلسطيني في الأرض الفلسطينية.
تعاقب الحضارات
وقال "فلسطين هي مهد الديانات السماوية الثلاث، وقد تعاقبت عليها حضارات كثيرة، ونحن كوزارة نعتبر كل ما هو موجود على أرض فلسطين من آثار وتراث هو فلسطيني بغض النظر عن الدين أو الجيش أو العرق".
وأضاف "نحن امتداد لكل الحضارات التي مرت على فلسطين منذ مليون ونصف مليون سنة، فقد جاء على فلسطين اليهود واعتنق جزء من الفلسطينيين اليهودية، ثم جاءت المسيحية واعتنق جزء من الفلسطينية المسيحية، ثم جاء الإسلام واعتنق جزء من الفلسطينيين الإسلام"، متابعًا "كل هؤلاء يشكلون النسيج الوطني الفلسطيني والتاريخ وعاشوا أسرة واحدة يحكمهم تاريخ وقيم وطنية مشتركة، إلى أن جاء الاحتلال الاسرائيلي وترك أثره في التركيبة السكنية".
وأضاف "يجب أن تؤمن أن كل ما هو موجود على أرض فلسطيني هو تراث للشعب الفلسطيني، لا ننكر أن هناك آثارًا يهودية مثبتة في التاريخ، لكن هذه الآثار باتت جزء من تاريخ شعبنا العريق".