مصطلح في أخبار يومية تهمك.. ما هو الركود التضخمي؟
من المتوقع أن تضرب أزمة تكلفة المعيشة المتفاقمة قطاع الخدمات حول العالم، في وقت تسجل فيه أسعار المستهلك أعلى الزيادات منذ عدة عقود.
أثناء إعداد هذا التقرير، نشر المكتب الوطني للإحصاء في بريطانيا تقرير التضخم لشهر مارس/آذار 2022، الذي أظهر قفزة في التضخم بنسبة 7% وهو أعلى مستوى منذ عام 1992.
وأمس الثلاثاء، صدرت بيانات التضخم في الولايات المتحدة، التي أظهرت أن أسعار المستهلك في مارس الماضي، بلغت 8.5% بأعلى مستوى مسجل منذ ديسمبر/كانون أول 1981.
وأمام هذه التطورات السلبية بشأن أسعار المستهلك، بدأ الحديث يدور عن الركود التضخمي "stagflation"، وهو أحد أخطر أعداء النمو الاقتصاد في أي مكان بالعالم، ويعادل تأثيره تأثيرات الحرب على الاستهلاك.
إذن، بعد هذه المقدمة، ماذا نعرف عن مفهوم الركود التضخمي؟
إنه باختصار زيادة حادة في أسعار المستهلك، يرافقه تراجع في الطلب ومصحوب بتراجع حاد في النمو الاقتصادي، أي أسعار مرتفعة وطلب آخذ بالتراجع، بينما نمو اقتصادي يتجه نحو الهبوط، تتبعه نسب بطالة آخذة بالاتساع.
لذا، يشير مصطلح "التضخم المصحوب بالركود" إلى الاقتصاد الذي يشهد زيادة متزامنة في التضخم وركود الناتج الاقتصادي، وهو مصطلح تم التعرف عليه للمرة الأولى خلال السبعينيات، عندما عانى العديد من الاقتصادات المتقدمة من التضخم السريع والبطالة المرتفعة نتيجة لصدمة النفط.
كيف يحدث الركود التضخمي؟
حينها، لم تستطع النظرية الاقتصادية السائدة في ذلك الوقت أن تشرح بسهولة كيف يمكن أن يحدث الركود التضخمي.
واليوم، تشترك عديد الاقتصادات حول العالم من آثار ارتفاع تكاليف المعيشة، مع ارتفاع مستويات التضخم، الناتج عن زيادة أسعار الوقود والغذاء، وارتفاع الضرائب بعض غالبية الاقتصاديات، بينما أسعار الفائدة آخذة بالصعود.
وأمام هذه التدفقات من المصاعب الاقتصادية، وجد المستهلكون في عديد الاقتصادات، أنهم أُجبروا على اتخاذ خطوات لتحقيق التوازن في ميزانيتهم، بحيث يكون تناول الطعام بالخارج والملابس والوجبات السريعة والمتجر الأسبوعي إحدى أشكال الرفاهية الواجب التخلص منها.
في المملكة المتحدة على سبيل المثال، أظهرت معطيات تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز"، الشهر الماضي، أن أكثر من شخصين من كل خمسة، قد خفضوا استهلاكهم وانخفض ما يقرب من نصفهم في مدخراتهم أو اقترضوا المزيد نتيجة لارتفاع التكاليف.
أسباب الركود التضخمي
وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في حدوث صدمة تضخمية شديدة، حيث أدى إلى ارتفاع الأسعار مع تعرض إمدادات الطاقة للتهديد وتقلص دخول الأسر والشركات حيث أصبحت السلع الأساسية أكثر تكلفة.
ومع أكبر حرب على الأراضي الأوروبية منذ ما يقرب من 80 عاما، يقوض خطر التصعيد، الثقة في الإنفاق، ويجب على أوروبا التعامل مع تدفق أكبر من اللاجئين أكثر مما كان عليه في عام 2015.
في المقابل، تهدد عودة فيروس كورونا إلى الصين مرة أخرى سلاسل التوريد العالمية، مما يؤدي إلى تضخيمها صعودا في الأسعار والضغط النزولي على الإنتاج.
أمام هذه التداخلات جميعها، فإن الاقتصاد العالمي بحاجة إلى فترة من الزمن للخروج من عنق الزجاجة، التي أحدثها فيروس كورونا، وأربكها ارتفاع الطلب على الاستهلاك دفعة واحد في 2021، وفاقمتها الأزمة الأوكرانية.
aXA6IDE4LjExNy4xMDYuMjMg جزيرة ام اند امز