"الحسين".. جامعة إيرانية لصناعة مليشيات الفوضى بالدول العربية
مليشيا الحرس الثوري تكشف عن دور جامعة الحسين في صناعة مليشيات لنشر الفوضى والفتن والحروب في الدول العربية
كلما انزوى داعش الإرهابي عن منطقة ما في الدول العربية، كشفت إيران صراحة عن أشكال تواجدها في تلك الدول، وكأن التنظيم لم يكن سوى وسيلتها للتمدد والانتشار بداخل تلك المناطق بحجة محاربته.
فقد كشف نائب عميد جامعة الإمام الحسين لضباط وكوادر مليشيا الحرس الثوري العميد حميد أبا ذري، عن إرسال قادة ومدربين من الجامعة إلى ميادين معارك ما وصفها بـ"جبهة المقاومة" ضد الإرهابيين.
و"جبهة المقاومة" و"محور المقاومة" مصطلح إيراني يقصد بها البلدان المستهدفة من إيران في إطار مشروعها الاحتلالي التوسعي، والذي بدأ بالعراق ولبنان واليمن سوريا.
وتواجدت إيران بشكل معلن في تلك الدول خلال العامين الأخيرين تحت زعم مشاركتها في الحرب على داعش عبر تدريب مليشيا الحرس الثوري مقاتلين في تلك الدول.
وفي حوار مع وكالة تسنيم الإيرانية، قال أبا ذري إن "الجامعة تسعى لتخريج ضباط قادرين على القتال في الحرب الحقيقية، وبمعنى آخر أن يستطيع هؤلاء الأفراد التواجد في ميادين المعارك المختلفة التي تُخاض هذه الأيام".
وبشكل مباشر قال إن الجامعة "أوفدت عدداً من قياديها ومدربيها إلى الجبهات التي يحارب فيها محور المقاومة؛ حيث تم إيفاد بعض الكوادر مرة واحدة، وبعضهم الآخر عدة مرات لتنفيذ المهمات المنوطة بهم، ومن أجل حصولهم على الخبرة في هذه الأنواع من الحروب".
وبجانب تدريب وتخريج مقاتلين إيرانيين، فالجامعة تستقبل وتدرب أيضاً أشخاصاً من الدول المستهدفة بالإرهاب الإيراني؛ حيث إن تواجدهم في بلادهم يكون طبيعياً وقدرتهم على حشد مناصرين لمليشياتهم يكون أكبر.
ولا يقتصر التواجد الإيراني في الدول المستهدفة على نشر المليشيات الأجنبية أو صناعة مليشيات جديدة من سكان البلاد الذي يوالون مرشد إيران، ولكن أيضاً تنشئ في بعضها أماكن لصنع السلاح ليكون قريباً بسهولة وقت الحاجة لاستخدامه.
وفي ذلك، أعلنت مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران في العراق، يوليو/تموز الماضي، أنها بدأت في إنشاء مركز صيانة الدروع والمدافع المتطورة في محافظة كربلاء بوسط العراق.
وهذا هو الإعلان الخامس على الأقل عن تطوير الترسانة المسلحة للحشد، وتوسيع مناطقه المسلحة التي باتت أشبه بمستوطنات خاصة به في محافظات العراق خلال شهرين.
وفي مايو/أيار أعلن كريم النوري، القيادي في مليشيا الحشد، أن المليشيا تعتزم فتح أكاديمية عسكرية وكلية أركان لتخريج دفعات من المقاتلين، متحججاً في ذلك بتهديدات تنظيم داعش.
وكان تنظيم داعش الإرهابي اجتاح شمال العراق عام 2014 بسرعة وسهولة، مما أثار علامات استفهام واسعة، ما زالت التحقيقات جارية حولها في العراق، وتتقاذف أحزاب ومليشيات وقوى سياسية الاتهامات بالمسؤولية عن "توسيع الطريق"، أمام التنظيم الذي لا يمثل قوة عسكرية كبيرة، كي يكون ذريعة لقوى إقليمية ودولية للتدخل والسيطرة على مناطق في العراق بحجة محاربته.