ما تقوم به السعودية والإمارات حالياً خطوات عملية لتنظيف المنطقة واقتلاع الفكر الإرهابي، والدفاع عن الإسلام.
للهجرة النبوية دروس وعبر تصلح لأن تكون جامعة للتربية والعلم والتزود والعبرة، فالهجرة النبوية المباركة ليست حدثا يمر مرور الكرام بل تحتاج إلى أن نقف عندها كثيراً؛ لأنها غيرت وجه ومجرى التاريخ البشري، ومع دخول العام الهجري الجديد لا بد لنا أن نهنئ من خلاله كل العالم (الإسلامي والعربي).
ما تقوم به السعودية والإمارات حالياً خطوات عملية لتنظيف المنطقة واقتلاع الفكر الإرهابي، والدفاع عن الإسلام والمسلمين من تهمة الإرهاب التي ألصقت بهم، ولا شك بأن الهدف الأسمى هو تقديم الصورة الحقيقية عن الدين الحنيف وواقعه بكل وضوح وبدون تشويش
عام نتمناه لهم بأن يكون خاليا من التطرف، والانحلال، والإرهاب، ومن الفكر الضال والمنحرف، وخاليا من الدسائس والمؤامرات ومليئا بالأمن والاستقرار والحب والسلام.
عام ستبقى فيه مملكتنا الحبيبة منبراً للسلم والسلام، تدعو فيه للسلام والاستقرار والأمن في العالم، وهي رسالة دائماً نقدمها من أرض الحرمين للعالم أجمع، وفِي نفس الوقت نرفض أي محاولات للمساس بأمنها واستقرارها وبشعبها وتقابل ذلك بكل حزم وعزم، وستبقى فيه الرقم الصعب في المعادلة السياسية العالمية، لهذا استطاعت إعادة قواعد اللعبة السياسية إلى مسارها بما يتوافق مع مصالحها وعبر تحجيم وتأثير الدور السياسي لدول محور الشر في المنطقة، وهي حقيقة رسالة يجب أن يعلمها الجميع وهي: أن السعودية الجديدة تراهن على المستقبل مع استحضار الماضي لصناعة سعودية حديثة ذات رؤية واضحة وخلاقة لإنتاج جيل متنور قادر على خدمة نفسه ووطنه.
للأسف يتوافق مع دخول عامنا الهجري لهذا العام حدثان إرهابيان كان لهما الأثر البالغ على عالمنا الإسلامي وعلى المملكة خصوصاً، هما ذكرى الحادي عشر من سبتمبر، وحادثة دخول جهيمان للحرم المكي الشريف.
ذكرى 11 من سبتمبر لا يمكن نسيان دور قطر وإيران والإخوان المشبوه فيها ومحاولاتهم الدائمة لإلصاق التهم بالسعودية، وفيها أصبحت ظاهرة الإرهاب ترتبط بالإسلام والمسلمين، فرغم أن الإرهاب لا وطن له ولا دين، فإن هذا الحدث جعل من الإسلام للمسلمين ضحية لأعمال إرهابية لثلة مأجورة، الإسلام منهم براء ولا يمثلونه بأي حال من الأحوال.
الكل كان يعلم أن السعودية كانت بعيدة كل البعد عن أحداث ١١ سبتمبر الإرهابية، بل هي من أكثر البلدان التي تضررت من الاٍرهاب، وأن دول محور الشر في المنطقة استغلوا بعض أصحاب العقول الفارغة وبعض الخونة لمحاربة بلدهم ليضعوها في مواجهة الدول الكبرى والعالمية، إلا أنهم خابوا وخسروا وانتهوا إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم.
لا شك لدي بأن أحداث ١١سبتمر كانت تهدف إلى استهداف السعودية والمسلمين عموماً عبر مركز الإسلام الرئيسي، فعندما يتحد الصفوي والإخواني فمن المؤكد أن ينتج إرهاب من نوع آخر وهذا حدث تماما في أحداث ١١ سبتمبر، ثم بعد ذلك حين اتحدوا مع الأعداء للإساءة للسعودية وإلصاق التهم بها يتحول لدي الشك إلى حقيقة مسلم بها.
ومن الحقائق الغائبة والتي أنا مؤمن بها، أن إعداد جبهة محور الشر لم تكن وليدة اللحظة وإنما بدأت منذ ظهور الخميني في طهران ومنذ اقتحام جهيمان الحرم المكي 1979، والتي مهدت لأن يكون للإخوان المسلمين الحظوة والسطوة، مستغلين تقدير واحترام الدولة للدين ومشائخه، لهذا نشط الإخوان مكونين جبهة خطيرة تضرب في الدولة وفي مخرجاتها ويحرضون عليها بدعم خارجي، فهم يدركون جيدا أنه لا سبيل لإسقاط هذه الدولة إلا بتلك الوسيلة.
وهو ما انتبهت له المملكة بعد أن ظهرت الحقائق والأدلة وثبت لها أن هذا التحالف يضمر لها ولشعبها الشر، بدأت بالخطوات التي تسعى من خلالها لإبعاد الإرهاب عن أراضيها ومواجهته بكل الوسائل ومواجهة الداعمين والممولين له، انطلقت بمقاطعة إيران ومواجهة مشروعها وأذنابها في المنطقة، ثم بإعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية وصولاً إلى قطع العلاقات مع قطر.
لهذا ما تقوم به السعودية والإمارات حالياً خطوات عملية لتنظيف المنطقة واقتلاع الفكر الإرهابي، والدفاع عن الإسلام والمسلمين من تهمة الإرهاب التي ألصقت بهم، ولا شك بأن الهدف الأسمى هو تقديم الصورة الحقيقية عن الدين الحنيف وواقعه بكل وضوح وبدون تشويش.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة