خبراء لـ"بوابة العين": الاحتفال بالنصر على داعش لم يحن وقته
الخبراء دعوا إلى التركيز على الوجهة التي سيتجه إليها عناصر داعش الفارين من سوريا والعراق ولبنان والدول التي ستتلقفهم وتمولهم مجددا
"الاحتفال بالانتصار على داعش لم يحن وقته بعد" تلك خلاصة ما ردده متخصصون في ملف الإرهاب وهم يتابعون احتفالات "هزيمة" تنظيم داعش في الموصل وتلعفر العراقيتين و"هروبه" من مدن سورية، أو إجلاء عناصره من الحدود اللبنانية السورية خلال صفقته مع مليشيا حزب الله.
فنهاية التنظيم مازالت تحتاج إلى جهد أكبر ومتابعة لمصير عناصره الذين هربوا من مناطق التوتر، أو تم نقلهم وفق اتفاقيات هدنة، أو تحت وصاية وحماية من قوات غربية وإقليمية، والتخوف الرئيسي والأكثر قلقا هو من إعادة تجميع هذه العناصر نفسها، والانتشار في مناطق أخرى.
كما أن هناك قلقا بشأن إمكانية عودة عناصر "داعش" إلى التنظيم الأم "القاعدة".
اللواء دكتور سامي عز عبد السلام المستشار العسكري السابق في أكاديمية ناصر العسكرية المصرية، يشير في حديث لبوابة العين الإخبارية إلى أن داعش نشأ من رحم القاعدة، واستقطب عناصرها وعناصر أخرى، وبالتالي فإن انضمام هذه العناصر إلى القاعدة أمر وارد.
ولفت إلى أن هناك دراسات أجرتها مؤسسات بحثية مثل مجلة "ذا نيويوركر" الأمريكية حذرت من أن القضاء الكامل على "داعش" أمر غير وارد، ولا يمكن أن نتوقع ذلك في سنوات قليلة، وتجربة "القاعدة" دليل دامغ على ذلك.
وفي رأي اللواء عبد السلام فإن وهم دولة "الخلافة" سلاح جذاب لاستقطاب المهوسين بها، وسيظهر من يؤيد ذلك، ويدعمه مرات ومرات، ومن هناك فالفرح بالانتصار لا يعني النهاية للتنظيم، بل بداية لأشكال أخرى من التنظيمات الإرهابية الأخرى.
وللتغلب على ذلك دعا إلى التعاون الدولي والإقليمي وبشفافية عالية، لمصلحة الجميع شرقا وغربا.
ويؤيده العميد يوسف مرتضى الباحث في العلوم العسكرية بكلية الدفاع الوطني المصرية، قائلا إن محاربة داعش لا تنتهي بهروبهم أو خروجهم من منطقة ما، بل المرحلة المقبلة هي الأخطر، وهي ما يمكن تسميتها "بتبريد الإرهاب" على غرار تبريد الحرائق.
وبرر ذلك بأن الإبقاء على هذه العناصر مطلقة السراح وحيّة، يعني وجود فرص لاعادة انضمامها واستقطابها لجماعات ربما تكون أكثر عنفاً.
وقال لـ"بوابة العين الإخبارية": إن فكرة السماح بخروج عناصر داعش دون تدقيق، كما يحدث في مناطق الحدود اللبنانية السورية، أمر يستحق الوقوف أمامه، ولابد من الكشف عن كل المعلومات الخاصة بذلك لضمان عدم هروب هذه العناصر لبلدانهم، خاصة وأنهم مدربون على العمل المسلح.
وقضية ماذا بعد داعش طرحت أسئلة كثيرة جاءت على لسان الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية الدكتور مصطفى حليم، ومنها إلى أين ستتجه أنظار التنظيم وعناصره، وما هي الخطوات التالية، وما الأخطار المتوقعة من خلال تطوير وتحوير نشاطهم.
وبين لـ"بوابة العين": أن حسابات المخاطر فيما يتعلق بداعش أهم كثيراً من كل حسابات المكاسب، وذلك لتعظيم وتعزيز هذا المكاسب وليس التقليل منها والوصول بها إلى نقطة الصفر.
وتتوقع مراكز بحثية أن "داعش" بعد الهزائم سيلجأ للعمل العشوائي والتخفي والعمل السري ونهج العصابات.
ويتفق مصطفى حليم مع هذا قائلا إن هذا النهج هو الأكثر توقعاً من تنظيم مهزوم، إلا أن هذا يستدعي رؤية أوسع، خصوصاً مع استمرار تدفق المعونات وأدوات التمويل عليه، لافتاً إلى المعركة الدائرة مع دول المقاطعة مع قطر، بشأن وقف سيل الدعم للإرهاب.